أعلنت جوائز The Loeries عن فوز رئيسة مجموعة "النهار" نايلة تويني بجائزة الريادة والابتكار في التسويق، إحدى أبرز الجوائز التي تُمنح تكريماً للتميّز والإبداع في مجالي التسويق والاتصال، وتقديراً للإسهامات المؤثرة التي يقدّمها القادة الملهمون في تطوير الصناعة الإعلانية والإبداعية وترسيخ معاييرها على المدى الطويل.

وتسلّمت تويني الجائزة في احتفال مساء الخميس في جنوب أفريقيا. 

نايلة تويني تتسلم جائزة الريادة والابتكار في التسويق (Loeries Awards)

وقالت تويني بعد تسلّمها الجائزة: "وجودي هنا الليلة في كيب تاون يعني لي الكثير. المرة الأولى التي زرتُ فيها هذه المدينة كانت قبل 21 عاماً، وكانت هدية عيد ميلاد لوالدي. بعد ثلاثة أشهر، قُتل على يد من أرادوا لنا أن نصمت، أن نتوقف عن الإيمان بحرية الرأي والتعبير. ومع ذلك، ها أنا هنا. بعد عقدين من الزمن. ما زلتُ أحمل المهمة نفسها: أن أقول الحقيقة، مهما كان الثمن".

وأضافت: "وجودي هنا مع مجموعة "النهار" الإعلامية وشريكنا الرائع Impact BBDO لا يتعلق فقط بالفوز بجائزة، بل بإثبات أن الإعلان والإعلام معاً قادران على تحريك الناس وإلهام التغيير. شراكتنا تتجاوز علاقة مؤسسة إعلامية  ووكالة، فهي مبنية على قيم ورسالة مشتركة. نعم، النتائج والأرقام مهمة، لكن الأثر والمعنى مهمّان أيضاً. لأن الإبداع حين يخدم قضية، يصبح خالداً".

وتابعت: "إلى عائلتي في النهار، شكراً من قلبي. شكراً على صمودكم وقلوبكم النابضة. وإلى فريق Impact BBDO، شكراً على شجاعتكم ورؤيتكم. هذا التكريم ليس نهاية، بل مسؤولية. سنواصل تحدّي أنفسنا لنُحدث المزيد من التغيير، والمزيد من الابتكار، ولنظل قريبين من الجيل الجديد، نصنع المستقبل ونتحدث عما نؤمن به".

وختمت: "من بيروت إلى دبي، ومن لبنان إلى العالم العربي، سنواصل إثبات أن إبداعنا وحقيقتنا قادران على إلهام العالم. إلى بريتش وفريق The Loeries، شكراً لأنكم كرّمتم ليس مجرد حملة، بل قضية حقيقية. لأننا نؤمن بما نفعل، وبما تمثله "النهار"، وبقوة الحقيقة والإبداع في تغيير الحياة".

وتُمنح هذه الجائزة سنوياً لشخصية تسويقية بارزة تجسّد من خلال رؤيتها القيادية وإبداعها تأثيراً حقيقياً ومستداماً في عالم التسويق والاتصال. وجاء اختيار نايلة تويني هذا العام تقديراً لدورها الريادي بصفتها قائدة تسويقية كان لها أثر مباشر في صياغة المنتج الإبداعي النهائي، ما يعكس قدرتها على تجاوز الأطر التقليدية للتفكير التسويقي، ودفع العمل الإبداعي نحو آفاق أكثر جرأة وتأثيراً.

صورة من الاحتفال (النهار).

تأسّست جائزة الريادة والابتكار في التسويق عام 2007 لتكريم الأفراد الذين أثبتوا تميّزهم بإنجازاتهم التسويقية عبر مسيرة ممتدّة. وفي كل عام، تُعد لجنة "لوريس" قائمة مختصرة تضم أبرز الأسماء التي حققت نجاحاً لافتاً بعلاماتها التجارية خلال الأعوام السابقة، قبل أن تختار منها الفائز الذي يجسّد قيم القيادة والإبداع والابتكار.

ويرى الرئيس التنفيذي لـ"لوريس" بريتش سوراج أن المنطقة العربية والأفريقية تعيش اليوم مرحلة استثنائية من النهوض الإبداعي، تستحق أن تُروى قصصها وتُسمع أصواتها على المسرح العالمي.

ويقول في حديث لـ"النهار" إن "لوريس" تشكّل منصة تحتفي بالتميّز الإبداعي وتدافع عنه في الشرق الأوسط وأفريقيا، باعتبارها برنامج الجوائز الوحيد الذي يغطي المنطقتين معاً ويرفد تصنيف The WARC Rankings العالمي.

وفي رأيه، أن الهدف من هذا المشروع الممتد عبر العقود هو ضمان أن تُسمَع أصوات منطقتنا التي تضمّ ما يقارب ملياري إنسان، وأن تتمكّن من المنافسة مع الأسواق الكبرى في آسيا وأوروبا وأميركا. ويضيف: "لوريس هي المنصة التي تتيح لنا أن نروي قصتنا للعالم، وأن نقف بثبات على الساحة الدولية بصوت واحد وواضح". 

أما عن فوز  نايلة تويني بجائزة Loerie’s Marketing Leadership and Innovation Award، فيقول سوراج إن الاختيار استند إلى بيانات وأداء مؤسساتي متين: "هذه الجائزة تُمنح للمسؤول التسويقي الشجاع الذي يقود عملاً متميزاً ومستداماً. وعندما راجعنا الأرقام والمؤشرات، كان اسم نايلة تويني في الصدارة".

ويضيف أن ما قامت به تويني من تطوير في الحملات التسويقية والإعلامية لمؤسسة إعلامية بحجم "النهار" وفي ظل التحديات التي يواجهها لبنان، جعلها "تستحق الجائزة بجدارة كاملة".

وأمل أن "تُلهم هذه الجائزة نساءً كثيرات في منطقتنا لدخول عالم التسويق والاتصال، لأن تمثيل النساء فيه ما زال محدوداً، ونايلة تُقدّم مثالاً على أن القيادة النسائية قادرة على إحداث فرق حقيقي".

وأكد سوراج أن لبنان، برغم أزماته المتواصلة، ما زال يقدّم للعالم نماذج مبدعة تتحدى الصعاب: "يتطلّب الأمر شجاعة ومرونة هائلتين لتقود مؤسسة إعلامية وسط كل هذه الظروف، ونايلة وفريق النهار ينجحون في ذلك يومياً. الحفاظ على صوت الجريدة قوياً وجريئاً هو بحد ذاته فعل إبداعي يستحق الإعجاب والاقتداء".

أما عن التحولات التي تشهدها الصناعة الإبداعية اليوم، فيعتبر سوراج أن الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس تهديداً للإبداع، بل امتداد طبيعي لتاريخه الطويل من التحولات التكنولوجية، "في الماضي كنا نكتب بالقلم والورق، ثم ظهرت المطابع، وبعدها أدوات مثل فوتوشوب، واليوم لدينا الذكاء الاصطناعي. إنها قفزة منطقية، لا تقلل من الإبداع بل توسّع أدواته وتعمّق أثره".ويصف الابتكار بأنه "العصب الحقيقي لصناعة الإعلان والإبداع، وأداة تمكننا من تطوير أعمالنا وتحسين تواصلنا مع الجمهور".