اقتصاد وأعمال 06-10-2025 | 09:18

جيل زد وجيل الألفية... المعنى قبل المال في زمن القلق المهني

جيل زد والألفية يسعيان لتوازن بين المال والمعنى والرفاهية، ويطالبون بعمل هادف، تعلّم، واستقرار مهنيّ.
جيل زد وجيل الألفية... المعنى قبل المال في زمن القلق المهني
تطلعات جيل زد والألفية نحو عمل هادف وحياة متوازنة (الصورة من الإنترنت)
Smaller Bigger

يشكّل جيل زد وجيل الألفية اليوم قوة مؤثرة في سوق العمل العالمية، إذ يسعى أفرادهما إلى تحقيق توازن يجمع ما بين الاستقرار المالي والمعنى في العمل والرفاهية الشخصية. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال (The Wall Street Journal)، من المتوقع أن يشكل هذان الجيلان ما يقارب ثلاثة أرباع القوى العاملة في العالم بحلول عام 2030، بينما يوجهان أولوياتهما المهنية نحو الرضا الوظيفي والسعادة العامة.

 

ويشير التقرير إلى أن الشباب لا يبحثون فقط عن وظيفة، بل عن مسار مهنيّ متكامل يمنحهم إحساساً بالغاية، ويعزّز نموهم الشخصي. واستندت الصحيفة في تقريرها إلى استطلاع أجرته شركة ديلويت العالمية (Deloitte Global)، شمل 14,751 شخصًا من جيل زد، و8,731 من جيل الألفية، في 44 دولة.

 

وأظهرت نتائج الاستطلاع أن الجيلين لديهما توقعات عالية من أصحاب العمل، وينتقل أفرادهما، في أغلب الأوقات، ن من وظيفة إلى أخرى لتحقيق طموحاتهم. كذلك يرى كثير منهم أن المديرين لا يلبّون احتياجاتهم بشكل كافٍ، وأن الشركات لا تبذل ما يكفي لمعالجة ضغوط العمل. ويرى التقرير أن المؤسسات التي تفهم هذه التطلعات وتستجيب لها يمكنها تهيئة بيئة عمل تدعم الرضا المهني والنمو المستدام.

 

 

فجوة في القيادة والتعلم والتطوير

يركّز جيل زد وجيل الألفية على التعلم المستمر وتطوير المهارات. وبيّن التقرير أن فرص التعلّم والتطوّر تأتي ضمن الأسباب الثلاثة الأولى لاختيار مكان العمل، بعد التوازن بين الحياة والعمل وفرص التقدم المهني.

كذلك يرى 89٪ من جيل زد، و92٪ من جيل الألفية، أن الإحساس بالهدف هو عامل أساسي في الرضا الوظيفي. ويعمل سبعة من كل عشرة من جيل زد على تطوير مهاراتهم أسبوعياَ أو أكثر، مقارنة بـ59٪ من جيل الألفية. وتعدّ المهارات الشخصية مثل التواصل والتعاطف وبناء العلاقات، إلى جانب إدارة الوقت والمعرفة المتخصصة، من أهم المهارات المطلوبة للتطور المهني.

ويريد الشباب من مديريهم أن يقدموا الإرشاد والمساندة والمشورة، وأن يساعدوهم على وضع حدود واضحة بين الحياة المهنية والشخصية، لكن كثيرين يشعرون بأن التركيز لا يزال منصبًا على الإشراف اليومي على المهام أكثر من التطوير المهني.

 

التعليم العالي بين القيمة والشك

رغم استمرار أهمية التعليم الجامعي، فإن الطريق التقليدية من الجامعة إلى الوظيفة لم تعد الخيار المفضل لكثير من الشباب. فقد أشار نحو ثلث المشاركين إلى أنهم لم يتابعوا التعليم العالي بسبب ارتفاع التكاليف أو ظروفهم الشخصية أو رغبتهم في التعلم بطرق أكثر مرونة واستقلالية.

ويعكس ذلك تزايد الشكوك حول العائد من التعليم الجامعي، إذ يرى كثير من الشباب أن التعليم الأكاديمي لا يمنحهم الخبرة العملية الكافية لسوق العمل. ويتّجه نحو ربع المشاركين نحو مسارات مهنية لا تتطلب شهادات جامعية، مثل التدريب المهني أو الحرف أو برامج التلمذة الصناعية.

 

الذكاء الاصطناعي التوليدي بين الأمل والقلق

ذكر التقرير أن معظم أفراد جيل زد وجيل الألفية يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) في أعمالهم اليومية، سواء في تحليل البيانات أو إنتاج المحتوى أو إدارة المشاريع أو وضع الاستراتيجيات أو تقييم المخاطر. وينظرون إلى التقنية بإيجابية، معتبرين أنها تحسّن جودة العمل وتوفر الوقت للمهام الاستراتيجية وتساعدهم على تحقيق التوازن بين الحياة والعمل.

في المقابل، أعرب أكثر من 60٪ من المشاركين عن قلقهم من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى فقدان الوظائف، وإلى جعل دخول سوق العمل أصعب أمام الأجيال الجديدة. وقال نحو ثلاثة أرباعهم إنهم سيسعون إلى وظائف أقلّ تأثرًا بالأتمتة، مثل المهن اليدوية أو الحرفية.

 

التنقل المهني ووصفة السعادة

يشير التقرير إلى أن التنقل الوظيفي أصبح سمة أساسية لدى الأجيال الشابة، حيث يخطط نحو ثلث جيل زد و17٪ من جيل الألفية لتغيير وظائفهم خلال العامين المقبلين، مدفوعين بظروف السوق ورغبتهم في توازن أفضل ورواتب أعلى.

أما أهدافهم المهنية الأوسع، فتبدأ بـ الاستقلال المالي، تليه الموازنة بين الحياة والعمل، ثم الاستقرار والأمان الوظيفي. ويؤكد التقرير أن المؤسسات التي تنجح في تحقيق هذا التوازن ستكون الأقدر على جذب الكفاءات وتقليل معدل الاستقالات.

الضغوط المالية والقلق المعيشي

للعام الرابع على التوالي، تبقى تكاليف المعيشة المرتفعة مصدر القلق الأكبر لجيل زد وجيل الألفية، حيث عبّر نحو 40٪ منهم عن قلقهم من الوضع الاقتصادي. وقال ما يقارب نصفهم إنهم لا يشعرون بالأمان المالي، مقارنة بـ30٪ فقط في العام الماضي.

وأشار أكثر من نصف المستطلعين إلى أنهم يعيشون من راتب إلى راتب، في حين يواجه أكثر من ثلثهم صعوبة في تغطية نفقاتهم الشهرية. وأوضح التقرير أن هذه الضغوط انعكست على سعادتهم، إذ قال 36٪ من جيل زد، و39٪ من جيل الألفية، ممن يواجهون تحديات مالية، إنهم شعروا بالسعادة خلال العام الماضي فقط. وأشار 80٪ منهم إلى أن الضغوط المالية اليومية والمستقبلية تمثل مصدراً رئيسياً للتوتر.

 

 

صورة تعبيرية مولّدة بالذكاء الاصطناعي
صورة تعبيرية مولّدة بالذكاء الاصطناعي

 

البحث عن الهدف

يؤكّد التقرير أن الإحساس بالهدف والمعنى يشكل ركيزة أساسية للرضا المهني والرفاهية. فقد قال 89٪ من جيل زد، و92٪ من جيل الألفية، إن هذا الإحساس ضروريّ لسعادتهم، وأكّد أكثر من نصفهم أن العمل الهادف عامل حاسم عند التفكير في وظيفة جديدة.

ويرى التقرير أن على المؤسسات أن توضح غايتها ورسالتها لموظفيها، إذ يساعد ذلك في استقطاب الكفاءات وتعزيز شعور العاملين بأن عملهم يسهم في تحقيق أهداف أوسع.


الصحة النفسية في بيئة العمل

أوضح التقرير بأن 40٪ من جيل زد، و34٪ من جيل الألفية، يشعرون بالتوتر أو القلق في أغلب الأوقات، وأن نحو ثلث هؤلاء يعتبرون أن عملهم هو السبب الرئيس لذلك. وأشار إلى أن ساعات العمل الطويلة، ونقص التقدير، وبيئات العمل السامّة تسهم في رفع مستويات التوتر.

ويرى المشاركون أن على المديرين أن يقدّموا مزيداً من الدعم للتوازن بين الحياة والعمل، عبر إتاحة ساعات مرنة وتدريب القادة على التعامل مع قضايا الصحة النفسية بطريقة أكثر دعماً ووعياً.

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
سياسة 10/5/2025 3:09:00 PM
تابعت: "إن الدستور اللبناني يكفل المساواة بين اللبنانيين، مقيمين كانوا أم مغتربين. وتحقيق هذه المساواة يقتضي تعديل القانون الحالي بإلغاء المادة 112، بما يسمح لكل مغترب بالاقتراع في بلدته الأم".
مجتمع 10/4/2025 12:02:00 PM
من المتوقع أن تتأثر المنطقة اعتباراً من بعد ظهر الثلاثاء بمنخفض جوي متوسط الفعالية مركزه شمال غرب تركيا.
مجتمع 10/4/2025 3:23:00 PM
العملية تأتي في إطار الحملة الأمنية التي ينفذها الجيش في المنطقة لضبط المطلوبين ومواجهة التفلّت الأمني منذ ساعات الصباح الأولى.