تكنولوجيا 03-10-2025 | 13:52

تكنولوجيا النوم: أدوات ذكية أم هوس رقمي؟

الذكاء الاصطناعي وجودة النوم… بين الفوائد والمخاطر
تكنولوجيا النوم: أدوات ذكية أم هوس رقمي؟
الهوس الرقمي المفرط (ذكاء اصطناعي)
Smaller Bigger

النوم ليس ترفاً، بل حاجة إنسانية مقدّسة تضمن للإنسان توازنه العقلي والنفسي. ومع تسارع إيقاع الحياة وضغط المسؤوليات اليومية، باتت قلة النوم من أبرز المشكلات التي يعاني منها معظمنا. وفي الوقت الذي يُفترض أن يكون النوم ملاذاً للراحة، تزداد التساؤلات حول دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تحسين نوعيته أو ربما تعقيدها.

في هذا السياق، كان لـ"النهار" لقاء مع مهندسة الكمبيوتر والاتصالات ومدربة الحياة في البرمجة اللغوية العصبية أمل نصرالله  التي تناولت أبعاد "تكنولوجيا النوم" بين الفوائد والمخاطر، مقدّمةً حلولاً بديلة تستند إلى خبرتها كمدربة حياة ومعالجة بالفن.

 

فوائد الذكاء الاصطناعي في تحسين النوم
أشارت أمل إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد يقتصر على تطبيقات بسيطة تنظم ساعات النوم عبر المنبّه، بل أصبح يتتبّع المستخدمين وفق العمر والجنس والوظيفة والاهتمامات وحتى تعابير الوجه وحركة العين. وأوضحت أنّ الأمر وصل إلى خوارزميات قادرة على تحليل التنفس والشخير والحركة، ما يتيح تشخيص اضطرابات مثل الأرق أو انقطاع التنفس أثناء النوم، وتقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب.

وأضافت أنّ التطور شمل مجموعة واسعة من الأدوات: من الخواتم والساعات والأساور الذكية التي تقيس نبض القلب وأنماط التنفس وحركة العين، إلى الحساسات غير اللامسة التي توضع بجانب السرير أو تحت الوسادة لتتبع بيانات النوم وتقديم تقارير مفصّلة، وصولاً إلى الوسائد الذكية التي تعدّل درجة الحرارة تبعاً لمرحلة النوم وحاجة الجسم.



كما لفتت إلى دور أنظمة الإضاءة التي تحاكي شروق الشمس صباحاً أو تقلّل الضوء الأزرق مساءً لتعزيز إنتاج الميلاتونين. ورأت أن لهذه الأدوات قدرة فعلية على تحسين بيئة النوم وتقديم إرشادات شخصية تستند إلى العلاج السلوكي المعرفي للأرق.

 

صورة تعبيرية مولّدة بالذكاء الاصطناعي
صورة تعبيرية مولّدة بالذكاء الاصطناعي

 

 

الوجه الآخر للتكنولوجيا
في المقابل، لفتت أمل إلى أن "تكنولوجيا النوم" ليست مثالية دائماً، محذّرة من الهوس بالبيانات الرقمية وما يعرف بـ Orthosomnia، أي القلق الناتج عن السعي المحموم لتحقيق "نتيجة نوم مثالية". وتساءلت عن مدى دقة الأرقام التي تعرضها الأجهزة الاستهلاكية، وعن تأثير قربها من الجسد أو انبعاث الضوء الأزرق منها على جودة النوم.

كما شددت على خطورة تسريب البيانات الصحية الحساسة التي تُخزّن على خوادم شركات قد تستخدمها لاحقاً لأغراض مختلفة. وقالت: "لا أقول لك اهجر التكنولوجيا أو كن رجعياً، لكن المطلوب وعي واعتدال، فهي أداة مساعدة لا بديلاً عن الإنسان"، مضيفة أن الحل يكمن في دمج الذكاء الاصطناعي بالذكاء البشري بنسب متوازنة.

 

حلول بديلة
وحول الحلول العملية، أوضحت أمل أنّ مراجعة الطبيب أو الأخصائي النفسي تبقى الخطوة الأولى عند وجود جذور نفسية أو صدمات تؤثر على النوم. أما في الحالات الأخرى، فقدمت مجموعة من الأساليب التي تساعد على نوم أكثر عمقاً وراحة، أبرزها:
الاستماع إلى موسيقى بموجات ثيتا ودلتا والتخيل الإيجابي قبل النوم.
استخدام الرسم والكتابة للتعبير عن القلق أو تجسيد "وحش الأرق" والتخلص منه رمزياً.
ممارسة فن الرسم العصبي لتحويل التوتر إلى طاقة إبداعية.
اعتماد روتين ليلي جديد: إبعاد الأجهزة، المشي الخفيف، الاستحمام، أو طقوس العناية بالبشرة.
تقليل الكافيين واستبداله بمشروبات دافئة مثل البابونج والنعناع.
برمجة العقل اللاواعي عبر تكرار الأفكار الإيجابية يومياً.
تجربة وسائل بسيطة مثل العدّ حتى المئة أو مراقبة حركة المروحة بدل الغوص في أفكار سلبية.
التركيز على الشعور الداخلي وجودة النشاط في النهار بدلاً من الانشغال بالأرقام الرقمية.

 

ترى أمل أنّ الاعتدال هو الحل: "استمتع بالتكنولوجيات الحديثة، لكن تذكّر أنك سيّد نفسك". فالنوم ـ كما تؤكد ـ ليس مجرد أرقام تسجّلها الأجهزة، بل شعور داخلي بالراحة يُترجم إلى طاقة وإنجاز في النهار.

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
سياسة 10/5/2025 3:09:00 PM
تابعت: "إن الدستور اللبناني يكفل المساواة بين اللبنانيين، مقيمين كانوا أم مغتربين. وتحقيق هذه المساواة يقتضي تعديل القانون الحالي بإلغاء المادة 112، بما يسمح لكل مغترب بالاقتراع في بلدته الأم".
مجتمع 10/4/2025 12:02:00 PM
من المتوقع أن تتأثر المنطقة اعتباراً من بعد ظهر الثلاثاء بمنخفض جوي متوسط الفعالية مركزه شمال غرب تركيا.
مجتمع 10/4/2025 3:23:00 PM
العملية تأتي في إطار الحملة الأمنية التي ينفذها الجيش في المنطقة لضبط المطلوبين ومواجهة التفلّت الأمني منذ ساعات الصباح الأولى.