في عالم تتسارع فيه الابتكارات التكنولوجية، يبرز التعليم التفاعلي كإحدى أهم الأدوات لتجهيز الأجيال القادمة بمهارات المستقبل. فالبرمجة والإلكترونيات لم تعد ترفاً أو تخصّصاً نخبوياً، بل أصبحت لغة العصر وأساساً للابتكار في مختلف المجالات، من الذكاء الاصطناعي إلى إنترنت الأشياء.

وسط هذا التحوّل، شهد لبنان تسجيل إنجاز جديد بعد اعتماد EasyBoard كابتكار مسجّل رسمياً وحصوله على براءة اختراع من وزارة الاقتصاد والتجارة.

تجربة تعليمية شاملة

يقف وراء هذا الإنجاز المهندس الكهربائي أكرم حسين، مؤسس مختبر أكرم الذي أُنشئ عام 2021 كمختبر بحثي يعمل على تطوير حلول تعليمية وتكنولوجية تجمع بين التعليم، الابتكار، والتصنيع.

يقول حسين: "EasyBoard هي الحلّ الأسهل لتعليم البرمجة والإلكترونيات، صمّمناها بشكل مبسط وآمن بحيث يمكن للأطفال من عمر تسع سنوات فما فوق استخدامها دون أيّ خبرة مسبقة".

وتتميّز اللوحة بكونها جاهزة للتشغيل دون الحاجة إلى توصيلات معقدة بالأسلاك، كما تدعم مشاريع عملية مدمجة تسمح للطلاب بالتعلم بالتجربة، في بيئة آمنة وسهلة الاستخدام تناسب المبتدئين والهواة وحتى المهندسين في بداياتهم.

كسر الحاجز 

الفكرة الأساسية لـEasyBoard هي تخطي الحاجز بين الطالب والتجربة العملية، وفقاً لحسين.

فاللوحة تجمع المكوّنات الإلكترونية الأكثر استخداماً في مكان واحد، ما يسهّل فهم عملها وتطبيق المشاريع. وأحد أبرز عناصر التميّز في EasyBoard هو دمج QR Code على اللوحة، ما يتيح وصولاً مباشراً إلى فيديوهات تعليمية قصيرة وملفات شرح مبسطة. وبهذا، تختصر التجربة التعليمية الوقت والجهد، حيث يتمكن الطالب من مشاهدة الفيديو، والتطبيق العملي مباشرة.

3 مستويات تعليمية تدريجية:

Foundations (الأساسي): البرمجة وفهم إشارات الإدخال والإخراج.

Intermediate (المتوسط): التحكم بالمخارج عبر إدخال مفاهيم الرؤية الحاسوبية للتعرّف إلى الإيماءات كبداية لفهم أساسيات الذكاء الاصطناعي.

Advanced (المتقدّم): مشاريع في مجال إنترنت الأشياء (IoT) تشمل التحكم بالأجهزة عبر الإنترنت وقراءة بيانات الحساسات من خلال الهاتف.

تجربة للطلاب والهواة والمهندسين 

أمّا عما يميّزها فاعتبر أكرم أنها تكسر الحاجز النفسي لدى الطالب، فلا خوف من التوصيلات أو الأعطال. وهي تمكّن الطالب من إنجاز مشروع عملي سريع بدل أن يضيّع وقتاً طويلاً في الإعداد، وتخدم المهندس الذي يريد تجربة سريعة، وذلك عبر ربط التعلم النظري بالتطبيق المباشر.

في المحصّلة، تُحوّل عالم الإلكترونيات والبرمجة من حقل معقد إلى تجربة متاحة وسلسة وتفاعلية.

من لبنان إلى العالم

عن ذلك يشير حسين إلى أن "الخطة الأولية هي إطلاق EasyBoard في السوق اللبناني من خلال المعاهد التعليمية والمدارس، لاعتمادها كمكوّن أساسي في مناهج البرمجة والتكنولوجيا. بالإضافة إلى المتاجر الإلكترونية، لتوفيرها مباشرة للهواة والطلاب".

أمّا على المدى المتوسط، فيضيف: "هناك خطة للتوسّع نحو الأسواق العربية والإقليمية مثل: سوريا، الأردن، الإمارات، والسعودية، وذلك عبر شراكات مع مؤسسات تعليمية وشركات توزيع أدوات إلكترونية".

ومن الجدير بالذكر أن هناك شركات أجنبية من دول مثل روسيا، ألمانيا، الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا أبدت اهتماماً باللوحة، ما يعكس إمكانيات EasyBoard في أن تصبح منتجاً تعليمياً يتجاوز حدود لبنان.