أبرمت "غوغل" عقداً بقيمة 45 مليون دولار مع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنشر الدعاية الإسرائيلية وتعزيزها عبر الإنترنت، ما أثار قلقاً بشأن تواطؤ وادي السيليكون في تبييض صفحة حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في غزة، وفقاً لتحقيق أجرته "دروب سايت نيوز".

وأورد التحقيق أن "هذا الاتفاق الذي وُقع أواخر يونيو/حزيران، لمدة ستة أشهر، ويهدف إلى إغراق منصات التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو وإعلانات تنفي أزمة المجاعة في غزة". 

ووفقاً للتقرير، "كانت منصات "غوغل" الإعلانية، بما في ذلك يوتيوب، محورية في هذه الحملة التضليلية. وعلى سبيل المثال، ادّعى مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع، ونشرته وزارة الخارجية الإسرائيلية، ما يأتي: "هناك طعام في غزة. أي ادعاء آخر هو كذبة". وقد حصد الفيديو وحده أكثر من ستة ملايين مشاهدة، على الرغم من وجود أدلة دامغة إلى أن المجاعة قد اجتاحت القطاع المحاصر".

الهيمنة على الخطاب العالمي 

إلى جانب "غوغل"، أنفقت إسرائيل 3 ملايين دولار مع X (المعروفة سابقاً باسم تويتر) و2.1 مليون دولار مع Outbrain وTeads، سعياً للهيمنة على الخطاب العالمي مع إسكات التقارير الواردة من غزة. ويجادل النقاد بأن مثل هذه الشراكات بين الشركات تُظهر استعداد شركات التكنولوجيا الكبرى للاستفادة من الإبادة الجماعية تحت ستار "حملات إعلامية".

في غضون ذلك، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن الحرب أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 63,746 فلسطينياً وإصابة 161,245 آخرين منذ أكتوبر 2023. ويعاني الآن أكثر من 43,000 طفل دون سن الخامسة و55,000 امرأة حامل أو مرضعة سوء التغذية الحاد، ما يُبرز عمق الكارثة الإنسانية التي لا تزال إسرائيل وداعموها ينكرونها.

وتُظهر الوثائق أن "الخطة التي استمرت ستة أشهر وبلغت قيمتها 45 مليون دولار، أُطلقت مباشرة بعد وقف إمدادات المساعدات في مارس/آذار، بهدف طمس التغطية على مجاعة غزة". واعتبر ناشطون على مواقع التواصل أن دور "غوغل" في ذلك "لم يكن مجرد موقف غير مبرر أخلاقياً فحسب، بل كان تواطؤاً مباشراً في التعتيم على جرائم الحرب".