كيف تحمي الشركات نفسها من خروقات البيانات؟

تكنولوجيا 06-09-2025 | 06:26

كيف تحمي الشركات نفسها من خروقات البيانات؟

خروقات البيانات تتزايد؛ كلمات المرور لم تعد كافية، والحلول الخالية منها أصبحت الدفاع الأكثر فعالية.
كيف تحمي الشركات نفسها من خروقات البيانات؟
صورة تعبيرية
Smaller Bigger

في السنوات الأخيرة، أصبحنا نسمع بشكل متكرر عن تسريب بيانات ملايين الأشخاص حول العالم. تخيّل أن مليار شخص تعرّضوا لاختراق بياناتهم في الربع الثاني فقط من عام 2024! هذه ليست مجرد أرقام، بل رسالة واضحة: أي شركة معرضة للخطر إذا لم تتخذ إجراءات جدية لحماية نفسها.

أولاً: أين يكمن الخطر؟

خروقات البيانات تأتي غالباً عبر ثلاث طرق رئيسية:

التصيد الاحتيالي (Phishing): رسائل بريدية أو روابط خادعة.

برمجيات الفدية (Ransomware): فيروسات تشفّر البيانات وتطلب فدية لفكها.

هجمات كلمات المرور: محاولات اختراق الحسابات بطرق مختلفة.

ومع تطور التكنولوجيا، يطور القراصنة أساليبهم باستمرار، ما يجعل التهديد أكبر يوماً بعد يوم. وللتوضيح، وصلت تكلفة الاختراق الواحد عالمياً إلى نحو 4.9 ملايين دولار هذا العام.

ثانياً: لماذا لم تعد الطرق التقليدية كافية؟

الشركات اعتادت الاعتماد على جدران الحماية وبرامج مكافحة الفيروسات وكلمات المرور. صحيح أن الأولى ما زالت مهمة، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في كلمات المرور.

*يسهل اختراقها.

*البشر كثيرو الأخطاء: كلمات مرور مكتوبة على ورقة صغيرة على المكتب، أو كلمات مرور متوقعة مثل "welcome" أو "1234".

*حتى الجهات الرسمية مثل المعهد الوطني للمعايير والتقنية (NIST) اعترفت بأن التعقيد المبالغ فيه لا يعني بالضرورة حماية أكبر.

 

صورة تعبيرية موّلدة بالذكاء الاصطناعي
صورة تعبيرية موّلدة بالذكاء الاصطناعي

 

 

ثالثاً: العامل البشري.. الحلقة الأضعف

لنأخذ مثالاً: موظف جديد، يتلقى بريداً منتحلاً باسم مديره يطلب منه شراء بطاقات هدايا بشكل عاجل. بحكم أنه جديد ويريد إثبات نفسه، يقع في الفخ بسهولة. هذه الثغرة يستغلها القراصنة دائماً.

إحصائياً، دراسة على 651 مليون كلمة مرور مسروقة أظهرت أن 120 ألفاً منها كانت كلمات مرور "افتراضية" مثل "temp" أو "change". وهذا يثبت أن الخطأ البشري أحد أخطر نقاط الضعف.

رابعاً: الحل.. أن نودّع كلمات المرور!

الحل الأكثر أماناً اليوم هو الحلول الخالية من كلمات المرور (Passwordless Solutions).
ما المقصود بها؟ ببساطة:

*القياسات الحيوية مثل بصمة الإصبع أو التعرف على الوجه.

*المصادقة متعددة العوامل (رمز يصل للهاتف مثلاً).

*التحقق عبر رموز مخصّصة.

ميزة هذه الحلول أنها تقلل كمية البيانات المخزنة، وبالتالي تقلل من فُرص استغلالها.

خامساً: كيف نطبّق الحلول الجديدة بنجاح؟

هنا خطوات عملية لأي شركة:

*التخطيط: تقييم ما يحتاج إلى حماية، وما قد يتأثر بالتحوّل إلى بيئة بلا كلمات مرور.

*إشراك الموظفين: شرح لهم لماذا نتخلى عن كلمات المرور، وما المخاطر التي واجهتها الشركة سابقاً. هذا يبني القناعة لديهم.

*التجربة أولاً: لا تطبق النظام على الجميع مرة واحدة. ابدأ بتجربة محدودة (Pilot Test)، اجمع الملاحظات، ثم وسّع التطبيق.

*التدريب المستمر: تقديم الدعم والإرشاد حتى يتأقلم الموظفون.

*المتابعة الدائمة: مراقبة الحل وتطويره مع نمو الشركة.

سادساً: الاستثمار ليس خسارة

قد يبدو الحل مكلفاً في البداية (تركيب النظام + صيانته)، لكن النتيجة النهائية أوفر بكثير:

*تقليل مخاطر الاختراقات.

*توفير الأموال التي كانت ستُهدر في معالجة الأزمات.

*تعزيز سمعة الشركة وثقة عملائها.



لم يعد كافياً أن نضع كلمات مرور طويلة ومعقدة ونغيّرها باستمرار. القراصنة قادرون على تجاوز ذلك. المستقبل يتجه بوضوح إلى بيئة بلا كلمات مرور، وهذا ما يمنح الشركات أفضل خط دفاع ضد خروقات البيانات.

السؤال الأهم الآن: هل شركتك ما زالت تعتمد على كلمات المرور التقليدية؟

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 11/2/2025 7:34:00 PM
أفادت شبكة "سي أن أن" الأميركية، استناداً إلى مصادر استخباراتية أوروبية، بأن هناك دلائل إضافية على جهود الجمهورية الإسلامية لإعادة تأهيل قدرات وكلائها، وعلى رأسهم "حزب الله"
كتاب النهار 11/3/2025 5:40:00 AM
يكفي الفلسطينيين إساءة الى لبنان الذي حضنهم، وإساءة الى اللبنانيين على مختالف فئاتهم ومكوناتهم
ثقافة 11/1/2025 8:45:00 PM
بصمة لبنانية في مصر تمثّلت بتصميم طارق عتريسي للهوية البصرية للمتحف المصري الكبير.
ثقافة 11/2/2025 10:46:00 AM
"والدي هو السبب في اكتشاف المقبرة، وكان عمره وقتها 12 عاماً فقط سنة 1922."