في ظل التحول العالمي نحو مصادر الطاقة النظيفة، تبرز الدول العربية كلاعب رئيسي في سباق إنتاج الهيدروجين الأخضر، مستفيدةً من وفرة الإشعاع الشمسي وامتلاكها محطات طاقة شمسية عملاقة. فقد نجحت سبع دول عربية في الانضمام إلى قائمة أكبر 20 دولة عالمياً من حيث القدرة المتوقعة لإنتاج الهيدروجين الأخضر عبر الطاقة الشمسية، وفقاً لبيانات وحدة أبحاث الطاقة.

ريادة عربية في إنتاج الهيدروجين الأخضر
تُعزّز المنطقة العربية مكانتها عالمياً من خلال مشاريع طموحة تهدف إلى تحقيق الريادة في إنتاج الهيدروجين النظيف. فقد شهدت نهاية عام 2023 تضاعفاً في عدد المشروعات المعلنة والمخطط لها أربع مرات مقارنة بعام 2021، ليصل العدد إلى 127 مشروعاً، ما يعكس التزام الدول العربية بالتحول نحو الطاقة المستدامة.

ترتيب الدول العربية وفق القدرة الإنتاجية المتوقعة
وفقاً للتقارير، تتصدر موريتانيا قائمة الدول العربية في القدرة المتوقعة لإنتاج الهيدروجين عبر الطاقة الشمسية، تليها سلطنة عمان والمغرب ومصر. وجاءت التفاصيل كالتالي:

موريتانيا: 47 غيغاواط (الثانية عالمياَ بعد أوستراليا).
عُمان: 31.93 غيغاواط (الثالثة عالمياً).
المغرب: 24.49 غيغاواط (الرابعة عالمياً).
مصر: 13.91 غيغاواط (السابعة عالمياً).
جيبوتي: 9.04 غيغاواط (العاشرة عالمياً).
الإمارات: 4.02 غيغاواط (الخامسة عشرة عالمياً).
السعودية: 3.50 غيغاواط (السادسة عشرة عالمياً).

موريتانيا.. مركز عالمي محتمل
رغم تصدرها القائمة بقدرة متوقعة تبلغ 47 غيغاواط، فإن موريتانيا لم تبدأ بعد في تنفيذ مشروعات فعلية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث تقتصر مشروعاتها على خمس مبادرات معلنة فقط حتى الآن، لكنها وقّعت مذكرات تفاهم مع شركات أوروبية لتطوير القطاع.

عُمان.. نحو طاقة نظيفة بحلول 2050
تحتل سلطنة عمان المرتبة الثانية عربياً والثالثة عالمياً في القدرة المتوقعة لإنتاج الهيدروجين الأخضر عبر الطاقة الشمسية، والتي تبلغ 31.93 غيغاواط. كما تمتلك السلطنة 16 مشروعاً أغلبها لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، بهدف تحقيق إنتاج يصل إلى 8.5 ملايين طن سنوياً بحلول 2050.

المغرب.. طموحات كبيرة في سوق الهيدروجين
يحتل المغرب المركز الثالث عربياً والرابع عالمياً، بقدرة إنتاجية متوقعة تصل إلى 24.49 غيغاواط، منها 92 ميغاواط قيد الإنشاء و12.89 غيغاواط في مرحلة ما قبل الإنشاء. كما يتبنى المغرب مشروع "آمون" الذي يقع جنوب البلاد، ويستهدف إنتاج 900 ألف طن سنوياً من الهيدروجين الأخضر باستخدام 15 غيغاواط من الطاقة المتجددة.

مصر.. لاعب رئيسي في المنطقة
بقدرة متوقعة تبلغ 13.91 غيغاواط، تحتل مصر المرتبة الرابعة عربياً والسابعة عالمياً في إنتاج الهيدروجين الأخضر. وتمتلك البلاد 37 مشروعاً معلناً، وتسعى لإنتاج 1.5 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030. كما نجحت في عام 2023 في تصدير أول شحنة أمونيا خضراء عبر مصنع تديره شركة "فيرتيغلوب" الإماراتية.

جيبوتي.. مستقبل واعد رغم البداية المتواضعة
تسعى جيبوتي لدخول سوق الهيدروجين الأخضر بقدرة إنتاجية متوقعة تبلغ 9.04 غيغاواط، رغم أنها تمتلك فقط مشروعين معلنين في هذا المجال، إلا أن موقعها الجغرافي يمنحها ميزة تنافسية لتصدير الهيدروجين النظيف مستقبلاً.

الإمارات.. خطوات نحو الريادة العالمية
جاءت الإمارات في المركز السادس عربياً والخامس عشر عالمياً بقدرة إنتاجية متوقعة تبلغ 4.02 غيغاواط، مع 14 مشروعاً معلناً لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق. وتستهدف الإمارات إنتاج 1.4 مليون طن سنوياً من الهيدروجين بحلول 2031، ضمن خطة طموحة للاستحواذ على 25% من السوق العالمية.

السعودية.. استثمار في المستقبل
بقدرة إنتاجية متوقعة تبلغ 3.5 غيغاواط، تحتل السعودية المرتبة السابعة عربياً والسادسة عشرة عالمياً، مع خطط لإنتاج 2.9 مليوني طن سنوياً من الهيدروجين الأخضر والأزرق بحلول 2030، إلى جانب إنتاج 11 مليون طن من الأمونيا الزرقاء مستفيدةً من احتياطياتها الضخمة من الغاز.

ختاماً.. هل تصبح الدول العربية مركزاً عالمياً للهيدروجين؟
يبدو أن المنطقة العربية تتجه بخطى ثابتة نحو التحول إلى مركز عالمي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مستفيدةً من وفرة مصادر الطاقة المتجددة والبنية التحتية المتطورة. ورغم التحديات المتعلقة بالتمويل والتكنولوجيا، فإن الطموحات الكبيرة للدول العربية قد تجعلها في صدارة اللاعبين العالميين في سوق الهيدروجين النظيف خلال العقود المقبلة.