يشكل الاحتيال العاطفي تهديداً متزايداً على الأفراد في العصر الرقمي، حيث أفادت التقارير بأن ما يقرب من 59,000 أميركي وقعوا ضحية لهذه الجرائم في عام 2024، ما أدى إلى خسائر مالية تُقدر بنحو 697.3 مليون دولار. وعلى الرغم من انخفاض الحالات المُبلغ عنها بنسبة 6% مقارنة بعام 2023، إلا أن التأثير المالي لا يزال مذهلًا.

طبيعة الاحتيال العاطفي والاتجاهات الحديثة
يعتمد الاحتيال العاطفي على التلاعب العاطفي بالضحايا، وغالبًا ما يرتبط بعمليات احتيال في العملات الرقمية والاستثمارات. يتم إغراء الضحايا بتحويل الأموال تحت ذرائع الحب أو الفرص المالية المزعومة. وفقًا لتقرير Comparitech، سجلت ولاية أريزونا أعلى معدل لعمليات الاحتيال العاطفي لكل 100,000 نسمة، في حين كانت كاليفورنيا في مقدمة الولايات من حيث إجمالي الخسائر المالية، والتي بلغت 104.8 ملايين دولار من 6,687 حالة.

الاحتيال ذو الاتجاهين: تكتيك جديد
يكشف التقرير عن اتجاه متزايد يُعرف باسم "الاحتيال ذو الاتجاهين"، حيث يتظاهر المحتالون في البداية بأنهم شركاء رومانسيون، ثم يقنعون الضحايا بالاستثمار في مشاريع عملات رقمية وهمية. ووفقاً لمركز شكاوى جرائم الإنترنت (IC3)، فقد بلغت الخسائر المرتبطة بالاحتيال العاطفي في مجال العملات الرقمية 215.8 مليون دولار في عام 2023.

دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاحتيال
يُساهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في تعزيز هذه العمليات الاحتيالية، إذ يمكّن المحتالين من إنشاء ملفات تعريف وهمية، وكتابة رسائل مقنعة، وإنشاء صور واقعية لخداع الضحايا بفاعلية أكبر.

نقص في الإبلاغ عن الاحتيالات العاطفية
رغم الأرقام المثيرة للقلق، يشير التقرير إلى أن الاحتيالات العاطفية لا يتم الإبلاغ عنها بشكل كامل. إذ أظهر استطلاع أجرته منظمة AARP أن 4% من الأميركيين وقعوا ضحية لهذه العمليات، وهو ما يعادل أكثر من 13 مليون شخص. ومع ذلك، يتم الإبلاغ رسمياً عن نحو 3.6% فقط من هذه الحالات. وتُقدر Comparitech أن إجمالي الأضرار المالية التراكمية الناجمة عن الاحتيال العاطفي قد يتجاوز 535 مليار دولار.

كيفية تجنب الوقوع ضحية للاحتيال العاطفي
يوصي الخبراء بتوخي الحذر لتجنب الوقوع في هذه الحيل. تشمل العلامات التحذيرية الشائعة طلبات نقل المحادثات خارج منصات المواعدة، وتقديم معلومات شخصية غامضة، والمناشدات المالية.
لحماية أنفسهم، يجب على الأفراد تجنب مشاركة المعلومات الشخصية مع الغرباء، واستشارة الأصدقاء أو العائلة الموثوق بهم قبل اتخاذ قرارات مالية.


مع استمرار تطور أساليب الاحتيال العاطفي، من الضروري تعزيز الوعي واتخاذ تدابير وقائية لحماية الأفراد من هذه الجرائم المتزايدة. يظل الحذر والتثقيف الرقمي الوسيلة الأفضل لمواجهة هذا النوع من الاحتيال وحماية الأصول المالية من الضياع.