في هذه الحلقة من "بودكاست مع نايلة"، استضافت نايلة تويني حسين فريجة، نائب رئيس ومدير عام سناب شات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حوار تناول مسيرته المهنية، رؤيته للتكنولوجيا، وتحديات الجيل الجديد.

البداية: قصة شاب طموح
عندما طلبت نايلة من حسين التعريف بنفسه، أجاب بتواضع: "أنا شاب لديه قصة نمطية لشاب غادر لبنان إلى دبي، أرض الفرص، في سن 25 عاماً. وكنت من الجيل المحظوظ الذي أتيحت له فرصة العيش في دبي والعمل في صناعة غيّرت حياتنا."

يرى حسين أن تجربته تعكس جيلاً انتقل من الهواتف الأرضية إلى الهواتف الذكية، جيلٌ واجه تحدّيات التنقل والهجرة لتحقيق طموحاته، لا سيما أنه ولد لعائلة فلسطينية وعاش طفولته في صيدا قبل الانتقال إلى بيروت لإكمال دراسته الجامعية، وهي مرحلة وصفها بأنها مليئة بصراعات الهوية والانتماء. 

وعلى الرغم من اهتمامه المبكر بالتكنولوجيا، لم تكن سنواته الجامعية خالية من التحديات. حصل على معدل تراكمي منخفض في علوم الحاسوب، لكنه برع في العلوم الثقافية والسياسية. يضيف: "شغفي بالسياسة قادني إلى مقرر ‘الشؤون اللبنانية في الإعلام’، حيث تعلّمت على يد مارسيل غانم فنون الجدال والنقاش."

مسيرة مهنية متميزة
بدأ حسين مسيرته المهنية في "ياهو"، حيث وصف التجربة بالصعبة والمليئة بالدروس. ثم انتقل إلى "مكتوب"، وهي شركة ناشئة أظهرت أهمية المرونة في عالم الأعمال. لكن النقطة المفصلية كانت انضمامه إلى سناب شات كأول موظف في المنطقة. يقول: "كانت تلك واحدة من أفضل الفرص التي حصلت عليها في حياتي."

يشير حسين إلى أن نجاح سناب شات في المنطقة يعود إلى تميزه كمنصة تُعبر عن المشاعر الحقيقية. ويوضح: "غياب ميزات مثل الإعجابات والمشاركات جعل سناب شات وسيلة تواصل عفوية وممتعة، وهو ما جذب المستخدمين، خصوصاً في الخليج حيث تلعب العائلة والأصدقاء دوراً محورياً في الحياة اليومية."

شارك حسين أيضاً دروساً شخصية تعلّمها خلال مسيرته، مؤكداً أهمية التوقف والتأمل في الإنجازات. يقول: "الثقة مهمة جداً، لكنها سلاح ذو حدين. فالإفراط فيها قد يتحول إلى غرور، بينما غيابها يعيق التقدم. أدركت متأخراً أهمية التوقف للتفكير والتعلم من الأخطاء."

وعند الحديث عن الجيل الجديد، شدّد حسين على أهمية التوازن بين الفضول والانضباط. يقول: "الفضول وحده قد يدفعك للاستسلام سريعاً، بينما الانضباط بدون هدف واضح يصبح بلا جدوى. يجب على الشباب أن يتعلّموا فهم أنفسهم مبكراً، لأن ذلك يساعدهم على الاستكشاف والتطور."

سناب شات: منصة للتواصل الحقيقي
تحدّث حسين عن رؤية سناب شات كمنصة تُعزّز التواصل الحقيقي. يقول: "منذ انطلاقها، كانت سناب شات ترياقاً لوسائل التواصل الاجتماعي التقليدية. التركيز كان على تمكين الأشخاص من التواصل بأقرب طريقة ممكنة إلى الواقع."

كما أشاد بالدور الذي تلعبه المنصة في دعم صناع المحتوى في المنطقة، مؤكداً: "نحن واحدة من المنصات التي تدعم المبدعين في تحقيق الإيرادات وتطوير محتواهم."

وعندما سألته تويني عن رؤيته للحياة، أجاب فريجة بابتسامة: "الحياة حلوة رغم كل مصاعبها." أمّا عن رضاه عن نفسه، فقال: "ربما 60-70%، لأن الطموح دائماً يدفعني للأمام."

نصيحة للشباب 

ختاماً، قدّم حسين نصيحة للشباب قائلاً: "فهم الذات والانضباط والفضول هي المفاتيح للنجاح. الأهم هو التوقف بين الفينة والأخرى لتقييم مسيرتنا والتعلّم من الأخطاء."

بهذا، كان الحوار مع حسين فريجة رحلة في عالم التكنولوجيا والقيادة، وتجسيداً لقصة نجاح لبنانية ملهمة في قلب واحدة من أكبر شركات التواصل الاجتماعي في العالم. شاهدوا البودكاست كاملاً على يوتيوب، لتتعرّفوا أكثر إلى تفاصيل هذه الرحلة الملهمة والدروس القيّمة التي شاركها حسين فريجة مع نايلة تويني.