تكنولوجيا 07-12-2024 | 10:41

شركة "أوبن إيه آي" تسعى للوصول إلى مليار مستخدم في مرحلتها القادمة من النمو

"أوبن إيه آي" تعزز استثماراتها وشراكاتها لإطلاق منتجات مبتكرة وخدمات ذكاء اصطناعي عالمية بحلول 2025.

المصدر: النهار

شركة "أوبن إيه آي" تسعى للوصول إلى مليار مستخدم في مرحلتها القادمة من النمو

"أوبن إيه آي" تستهدف مليار مستخدم

تراهن شركة "أوبن إيه آي"، الرائدة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وصانعة النموذج الشهير "شات جي بي تي"، على مجموعة من المنتجات الجديدة والشراكات الاستراتيجية، لتعزيز نموها في المستقبل. تسعى الشركة، التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، إلى الوصول إلى مليار مستخدم خلال العام المقبل، معتمدة على استثمارات كبيرة في البنية التحتية وشراكة حيوية مع شركة "آبل".

استراتيجية نمو شاملة
منذ إطلاقها قبل عامين، حققت "أوبن إيه آي" نجاحاً هائلاً مع "شات جي بي تي" الذي وصل إلى 250 مليون مستخدم نشط أسبوعياً. تعتزم الشركة التوسع أكثر من خلال إطلاق منتجات مبتكرة مثل وكلاء الذكاء الاصطناعي (AI agents) ومحرك بحث مدعوم بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى دمج "شات جي بي تي" في أجهزة "آبل".

وفي تصريح لصحيفة "فاينانشال تايمز"، قالت سارة فراير، المديرة المالية للشركة: “بحلول عام 2025، سنصبح مؤسسة بحثية تخدم ملايين… ونسعى إلى الوصول إلى مليارات من المستهلكين حول العالم”. تهدف هذه الخطة الطموحة إلى إعادة تشكيل صورة الشركة كعملاق تكنولوجي عالمي، في إطار ما وصفه المدير التنفيذي والمؤسس سام ألتمان بـ "عصر الذكاء".

استثمارات ضخمة
تمكنت "أوبن إيه آي" من جمع أكثر من 6 مليارات دولار من الاستثمارات في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ما رفع تقييمها إلى 150 مليار دولار، وهو الأعلى في تاريخ وادي السيليكون. وأوضحت فراير أن الشركة ستستمر في جمع المزيد من الأموال من خلال الأسهم والديون. وأضافت: "نحن في مرحلة نمو هائلة، وهذا يتطلب منا الاستمرار في الاستثمار في تطوير النماذج والبنية التحتية، وهو أمر مكلف للغاية".

تطوير البنية التحتية
تخطط "أوبن إيه آي" لبناء مراكز بيانات في مناطق الغرب الأوسط والجنوب الغربي من الولايات المتحدة، وفقاً لكريس ليهان، رئيس السياسة الجديد في الشركة. هذه الخطوة تتماشى مع استراتيجيات مشابهة تتبعها شركات تقنية كبرى مثل "غوغل" و"أمازون". وعلّق ليهان قائلاً: "الرقائق والبيانات والطاقة هي الموارد الحاسمة للنجاح في سباق الذكاء الاصطناعي".

تحولات داخلية
شهدت "أوبن إيه آي" تحولات جذرية خلال الأشهر الـ 12 الماضية. زادت الشركة عدد موظفيها بمقدار 5 أضعاف ليصل إلى أكثر من 2000 موظف، وتحولت من منظمة غير ربحية إلى نموذج عمل ربحي. ومع ذلك، فقد فقدت الشركة بعض القادة الرئيسيين في فرق البحث والسلامة، بما في ذلك ثلاثة من مؤسسيها الأصليين. في المقابل، اجتذبت موجة جديدة من المهندسين والقادة ذوي الخبرة في بناء المنتجات الاستهلاكية وتحقيق الدخل منها.

دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية
تشمل أهداف الشركة قصيرة المدى إطلاق وكلاء ذكاء اصطناعي قادرين على تنفيذ مهام عبر الإنترنت، مثل جمع المعلومات وحجز المواعيد وشراء المنتجات. وتوقعت فراير أن يكون عام 2025 هو العام الذي يتمّ فيه نشر أول وكلاء ذكاء اصطناعي ناجحين على نطاق واسع. وأضافت: "قد يكون هذا الوكيل مساعداً باحثاً أو مساعداً يومياً للأفراد، مثل الأمهات العاملات مثلي".

شراكة مع "أبل"
بدأت "أوبن إيه آي" في طرح "شات جي بي تي" عبر أجهزة "أبل" في الولايات المتحدة الشهر الماضي، وهو ما يُتوقع أن يكون دافعاً رئيسياً للوصول إلى مليار مستخدم. وعلق أحد المستثمرين قائلًا: "مع أكثر من ملياري هاتف آيفون عالمياً، يمكن أن تحقق أوبن إيه آي هذا الهدف بسهولة".

تحدّيات سياسية
يواجه كريس ليهان، المستشار السياسي في الشركة، تحدّيات معقّدة، بما في ذلك التعامل مع مستشار الرئيس المنتخب دونالد ترامب ومؤسس "أوبن إيه آي" السابق إيلون ماسك، الذي يدير الآن شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي "إكس إيه آي". وكان ماسك قد رفع دعوى قضائية ضدّ "أوبن إيه آي" وشريكها "مايكروسوفت"، متهماً الشركة بالخداع.
على الرغم من هذه التحدّيات، تسعى "أوبن إيه آي" لتكون في طليعة تطوير الذكاء الاصطناعي الديموقراطي بقيادة الولايات المتحدة، مقارنة بالنموذج الصيني. وعلّق ليهان قائلاً: "إذا أرادت الحكومة الأميركيّة أن تقود هذا المجال، فإن "أوبن إيه آي" يجب أن تكون في قلب هذا النقاش".

مسؤولية اجتماعية
تؤمن "أوبن إيه آي" أن السنوات المقبلة ستشهد تحولاً تاريخياً عالمياً، حيث تتطور التكنولوجيا بسرعة تفوق قدرة المجتمعات على التكيّف. ولهذا السبب، ترى الشركة أن من مسؤوليتها المساهمة في تشكيل تلك المحادثات ووضع الحلول المناسبة لضمان توزيع عادل للتكنولوجيا وفوائدها.
بهذه الرؤية الطموحة، تسعى "أوبن إيه آي" إلى أن تكون لاعباً رئيسياً في مستقبل الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تحقيق التوازن بين البحث والتطوير والمساهمة المجتمعية.