من المأساة لمنصة التتويج... العداء تيبوغو يصنع التاريخ

في بلد اشتهر بالماس، يتألق العداء ليتزيلي تيبوغو، بعدما منح بوتسوانا أول ذهبية أولمبية في باريس العام الماضي، ليصبح قدوة بعدما تخطى الشدائد.
وبعد فوزه في نهائي سباق 200 متر في آب / أغسطس من العام الماضي، أصبح تيبوغو بطلاً وأكد على القدرة المتنامية للدولة الواقعة في جنوب القارة السمراء على إنجاب رياضيين من الطراز العالمي.
لكن نجاح تيبوغو في باريس أطلق شرارة منافسة قد تكون من أبرز أحداث بطولة العالم لألعاب القوى التي تقام هذا الشهر في طوكيو.
وثبتت إصابة الأميركي نواه لايلز، الذي كان مرشحاً للفوز، بفيروس كورونا قبل سباق 200 متر الأولمبي وشق طريقه بصعوبة لحصد الميدالية البرونزية في ستاد دو فرانس، لكنه ثأر في نهائي الدوري الماسي الشهر الماضي في زوريخ، حيث جاء من الخلف ليتغلب على تيبوغو قبل خط النهاية.
ومن المرجح أن تتجدد المنافسة بينهما في نهائي سباق 200 متر في 19 أيلول/سبتمبر الجاري.
وبدا تيبوغو محبطاً في زوريخ وقال: "لم أظهر إمكانياتي الحقيقية. أشعر أن لدي الكثير لأقدمه، وهو ما يحتاج الناس إلى رؤيته. أعتبر هذا حافزاً كبيراً لتدريباتي، ومن الغد وحتى اليوم الأخير من نهائي سباق 200 متر (بطولة العالم)، سيتعين علي بذل قصارى جهدي".
كما انتقد استعراض لايلز، الذي لم يكن أبدا من النوع الذي يتجنب الأضواء على النقيض من الشاب الخجول البالغ عمره 22 عاماً والذي ينحدر من قرية على الحدود مع جنوب أفريقيا.
وقال: "الجزء القوي مني هو أن عليك ترك أداءك يتحدث، فكلما تحدثت أكثر دون إثبات، فهذا يعني أنه مجرد كلام.
وأضاف: "أعتقد الآن أن لايلز متواضع. يعرف ما قد يحدث في هذه الرياضة. يفوز اليوم، وغداً، قد يخسر. أعتقد أنه منذ باريس، كان متواضعاً، ولم يعد يتحدث كثيراً. أعتقد أنه يهابني أكثر من أي رياضي آخر".
وفي طريقه للفوز في باريس، سجل تيبوغو خامس أسرع زمن في التاريخ، ليحقق رقماً قياسياً أفريقياً جديداً قدره 19.46 ثانية، وحصل على لقب أفضل رياضي في العالم.
لم يحتف الاتحاد الدولي لألعاب القوى بنجاحه في سباق 200 متر فحسب، بل أشاد أيضا بإنجازه في مساعدة بوتسوانا على الوصول إلى نهائي سباق 4 في 400 متر رجال، وحصد الميدالية الفضية خلف الولايات المتحدة، برقم قياسي أفريقي قدره دقيقتان و54.53 ثانية بفضل أدائه الاستثنائي في النهائي.
تخطي المأساة
كان ذلك في ختام موسم بدأ بمأساة وفاة والدته عن عمر ناهز 44 عاماً بعدما عانت من المرض لفترة وجيزة، مما فطر قلبه.
وقال في فيلم وثائقي تلفزيوني عن حياته أنتجه الاتحاد الدولي لألعاب القوى: "أتذكر أنني بقيت أكثر من ثلاثة أسابيع دون أن أفعل شيئا، كنت أنام في المنزل فقط.
وأضاف: "لم يكن لدي الحافز حتى لبدء التدريب، حتى جاء زملائي في الفريق ذات يوم، وقالوا لي 'هيا بنا، شاهدنا نتدرب. ربما يحدث شيء ما'.
وتابع: "ذهبت، ولازمت المدرجات أشاهد. وقلت في نفسي 'هل سيسعدها أن أترك الرياضة؟".
الآن، يدرك أهمية كونه قدوة، وكيف يمكن لقصة حياته أن تلهم آخرين من بيئة فقيرة مماثلة. ولم يحصل على أول زوج من الأحذية الرياضية إلا بعد أن حطم الرقم القياسي لبلاده في سباق 100 متر.
وقال تيبوغو لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) العام الماضي: "لولا الرياضة، ربما لأصبحت مجرماً. في الحي الذي نشأت فيه، كان هناك الكثير من المجرمين. كنا نعتقد أن هذه هي الطريقة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة.
وأضاف: "لقد منحتني ألعاب القوى فرصاً عديدة، وأريد من الشبان أن يؤمنوا بأنفسهم ويحلموا أحلاماً كبيرة ويستمتعوا بالرياضة".