3 حراس مرمى... حكاية أغرب واقعة للمغرب في كأس العالم للشباب

رياضة 17-10-2025 | 11:51

3 حراس مرمى... حكاية أغرب واقعة للمغرب في كأس العالم للشباب

ثلاثة حراس يقودون المغرب إلى نهائي كأس العالم للشباب
3 حراس مرمى... حكاية أغرب واقعة للمغرب في كأس العالم للشباب
عبدالحكيم المصباحي. (وكالات)
Smaller Bigger

 لم يكن أحد يتوقع أن يتحول نصف نهائي كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً بين المغرب وفرنسا إلى واحدة من أكثر المباريات غرابة في تاريخ البطولة، بل إلى صفحة جديدة في كتاب المعجزات الكروية.

ففي أمسية لا تُنسى على ملعب إلياس فيغيروا براندر في مدينة فالبارايسو التشيلية، كتب المنتخب المغربي فصلاً غير مسبوق عندما استخدم ثلاثة من  حراس المرمى في مباراة واحدة، قبل أن يحجز مقعده في النهائي لأول مرّة في تاريخه بعد فوز مثير بركلات الترجيح.

بداية الدراما
انطلقت القصة في الدقيقة الـ 63 من عمر اللقاء، عندما اضطر المدرب محمد وهبي إلى سحب الحارس الأساسي يانيس بنشاوش بعد إصابته، ليزجّ بالحارس الثاني إبراهيم غوميز، لاعب أولمبيك مرسيليا ب، الذي بدا متماسكاً رغم التوتر، لكنه عاش لحظات عصيبة في نهاية الوقت الإضافي.

ففي الدقيقة الـ 116 كاد غوميز يتسبب بهدف قاتل لفرنسا بعد خطأ في التقدير، لكن العارضة أنقذت المغاربة من الخروج المبكر، لتبقي الأمل قائماً حتى صفارة النهاية.

قرار شجاع في الدقيقة الـ 123
قبل لحظات من بدء ركلات الترجيح، فاجأ وهبي الجميع بقراره الجريء، وهو إشراك الحارس الثالث عبد الحكيم المصباحي، في لقطة نادرة قلّما تتكرر في ملاعب كرة القدم.

دخل المصباحي الملعب بثقة كبيرة، وعلى زجاجة مياهه ملصق صغير يحمل ملاحظات عن تسديدات لاعبي فرنسا المحتملين، عدّل قفازاته، تبادل نظرة مع مدربه، ثم وقف بين القائمين كأنه يستعد لأكبر لحظة في حياته.

عبدالحكيم المصباحي. (وكالات)
عبدالحكيم المصباحي. (وكالات)

ركلة بعد أخرى، ظلت النتيجة متعادلة، حتى جاءت الركلة السادسة، حين وقف نغيسام، مهاجم سانت إتيان، في مواجهة المصباحي. لحظة صمت تامة خيّمت على المدرجات، قبل أن يغوص الحارس المغربي ببراعة نحو الزاوية اليمنى ويُبعد الكرة بيده إلى القائم، لتنفجر الجماهير المغربية في المدرجات فرحاً هستيرياً.

تحوّل المصباحي في لحظة إلى بطل وطني، واحتفل زملاؤه به وسط أجواء جنونية داخل الملعب. لقد فعلها المغرب ووصل إلى نهائي كأس العالم للشباب للمرة الأولى، ودوّن اسمه في تاريخ اللعبة بطريقة لم يسبقه إليها أحد.

حدث لم يسبق له مثيل
الواقعة أثارت ضجة في الصحافة العالمية، التي وصفتها بـ"السابقة التاريخية".

فحتى الحالات النادرة التي استخدمت فيها المنتخبات ثلاثة حراس خلال بطولة واحدة، مثل فرنسا عام 1978، وبلجيكا عام 1982، وهولندا في 2014، لم تشهد استخدام الحراس الثلاثة في مباراة واحدة.

ولم يجد المراقبون سوى مثال وحيد يقاربها في الندرة، يعود إلى عام 1986 في الدوري الإنكليزي، حين لعب وست هام ضد نيوكاسل، واستخدم الأخير ثلاثة لاعبين مختلفين لحراسة المرمى بسبب الإصابات، لكن الأمر لم يكن في بطولة عالمية.

المصباحي بطل المغرب
يقول مصدر مقرب من الطقم الفني إن وهبي كان قد جهّز المصباحي بالتحديد لسيناريو ركلات الترجيح، بعد تألقه في التدريبات، ويبدو أن الرهان كان في محله تماماً.

بعد المباراة، قال المصباحي في تصريحات نقلتها الصحف التشيلية: "كنت مستعداً لهذه اللحظة منذ بداية البطولة، المدرب أخبرني أن دوري قد يأتي فجأة، وها هو أتى في أهم لحظة من حياتي".

بينما علّق وهبي بابتسامة عريضة قائلاً: "أحيانًا في كرة القدم، الجرأة تصنع التاريخ، كنا نؤمن بالمصباحي، وهو ردّ الدين بأفضل طريقة ممكنة".

 

الأكثر قراءة

العالم العربي 10/17/2025 6:20:00 AM
"وقهوة كوكبها يزهرُ … يَسطَعُ مِنها المِسكُ والعَنبرُوردية يحثها شادنٌ … كأنّها مِنْ خَدهِ تعصرُ"
ثقافة 10/17/2025 6:22:00 AM
ذلك الفنجان الصغير، الذي لا يتعدّى حجمه 200 ملليليتر، يحمل في طيّاته معاني تفوق حجمه بكثير
ثقافة 10/17/2025 6:23:00 AM
القهوة حكايةُ هويةٍ وذاكرةٍ وثقافةٍ عريقةٍ عبرت من مجالس القبائل إلى مقاهي المدن، حاملةً معها رمزية الكرم والهيبة، ونكهة التاريخ.
ثقافة 10/17/2025 6:18:00 AM
من طقوس الصوفيّة في اليمن إلى صالونات أوروبا الفكرية ومقاهي بيروت، شكّلت القهوة مساراً حضارياً رافق نشوء الوعي الاجتماعي والثقافي في العالم.