من الشارع إلى المنتخب... الأرجنتين تستدعي بائعاً متجولاً

شهدت القائمة الأخيرة للمنتخب الأرجنتيني، التي أعلن عنها المدرب ليونيل سكالوني استعداداً لمواجهتي فنزويلا وبورتوريكو الوديتين خلال فترة التوقف الدولية في تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، انضمام اسم مفاجئ خطف الأنظار هو المدافع الشاب لاوتارو ريفيرو، الذي كان حتى وقت قريب يبيع الحلوى في شوارع بوينس آيرس.
ريفيرو، البالغ من العمر 21 عاماً، لم يأتِ من أكاديمية أوروبية مرموقة أو نادٍ عالمي، بل انطلق من خلفية متواضعة؛ إذ نشأ في حي مورينو الفقير وسط خمسة أشقاء. ولمساعدة أسرته، عمل بائعاً متجولاً لحلوى "ألفاخوريس" الشهيرة. ورغم الظروف الصعبة، لم يتخلَّ يوماً عن حلمه بأن يصبح لاعب كرة قدم محترفاً.
بدأت مسيرته الكروية في نادي "لوس هالكونيس" المحلي، قبل أن يلتحق بأكاديمية ريفر بليت في سن الرابعة عشرة. وبفضل طوله الفارع وقدمه اليسرى القوية، انتقل من مركز خط الوسط إلى قلب الدفاع، ليبدأ بفرض نفسه كعنصر واعد في صفوف الفريق.
في عام 2023، وقّع ريفيرو أول عقد احترافي مع ريفر بليت، قبل أن تتم إعارته إلى نادي سنترال كوردوبا للحصول على دقائق لعب أكثر. وهناك، تألق بشكل لافت، خصوصاً في الانتصار التاريخي على فلامنغو البرازيلي بملعب ماراكانا، ضمن منافسات كوبا ليبرتادوريس، وهو الأداء الذي جذب الأنظار إليه بشدة.
شارك ريفيرو في 30 مباراة مع الفريق، سجل خلالها هدفين وقدم تمريرة حاسمة، قبل أن يُفعّل ريفر بليت بند إعادة الشراء لاستعادته، تمهيداً لمشاركته المرتقبة في كأس العالم للأندية.
وفي تصريحات لموقع نادي "ريفر بليت" الرسمي، قال ريفيرو: "نحن عائلة متواضعة ونعمل بجد. أمنيتي الكبرى أن تعيش عائلتي حياة كريمة. بفضلهم أنا هنا، أقاتل كل يوم من أجل حلمي".
من بيع الحلوى في الشوارع إلى تمثيل "راقصي التانغو"، قصة لاوتارو ريفيرو تجسيد حي لمعاني الكفاح والطموح، وإلهام حقيقي لجيل جديد من الحالمين.