غضب فينيسيوس يعكر صفو انطلاقة ريال مدريد المثالية
رغم الفوز الثمين الذي حققه ريال مدريد على إسبانيول بنتيجة 2-0 ضمن منافسات المرحلة الخامسة من الدوري الإسباني، إلا أن أجواء الفريق لم تخلُ من التوتر، بعدما أظهر النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور استياءً واضحاً إثر استبداله في الدقيقة 77 من عمر اللقاء.
فور أن شاهد اللاعب رقم قميصه مرفوعاً على لوحة التبديل، ألقى زجاجة المياه التي كان يحملها وأبدى حركات انفعالية غاضبة، قبل أن يتجه مباشرة إلى غرفة الملابس، ولم يلبث كثيراً هناك، إذ عاد سريعاً للجلوس على مقاعد البدلاء، لكنه ظل متجهم الوجه وهو يتابع الدقائق الأخيرة من المباراة من موقع لم يعتد عليه.
هذا التصرف يعكس حالة من الإحباط يعيشها فينيسيوس منذ بداية الموسم، حيث لم يكمل أي مباراة حتى الآن تحت قيادة المدرب الجديد تشابي ألونسو، على عكس ما كان معتاداً عليه في عهد المدرب السابق كارلو أنشيلوتي.
اللاعب البرازيلي بدأ موسمه بمعدل دقائق محدود، إذ لم يتجاوز سقف الـ78 دقيقة في أي مباراة، كما جلس على دكة البدلاء في مواجهتين أمام أندية مثل مارسيليا وأوفييدو.
المدرب تشابي ألونسو، الذي اعترف بوجود انزعاج لدى لاعبه، حاول احتواء الموقف في تصريحاته بعد اللقاء، حيث قال: "فينيسيوس كان في أفضل حالاته اليوم وربما كان بإمكاني الانتظار قليلاً قبل استبداله، لكنه بدا متعباً واحتجنا إلى لاعبين جدد للحفاظ على السيطرة، أتفهم رغبته في البقاء، لكن القرارات التكتيكية ضرورية أحياناً".
وأضاف: "الأمر لا يخص فينيسيوس فقط، حتى ماستانتونو خرج وهو غير سعيد، وهذا طبيعي في كرة القدم".

ورغم إشادته العلنية بأداء اللاعب، إلا أن أرقام فينيسيوس هذا الموسم تطرح تساؤلات حول مكانته في الفريق، خاصة مع تزايد المنافسة في الخط الأمامي، حيث يملك ريال مدريد خيارات متعددة مثل رودريغو على الجهة اليسرى، والوافد الجديد ماستانتونو على الجهة اليمنى، بجانب الحضور الطاغي للنجم الفرنسي كيليان مبابي الذي يعد اللاعب الوحيد غير القابل للمساس به.
تبدل الأدوار والخيارات التكتيكية الجديدة جعلت فينيسيوس يفقد شيئاً من بريقه المعتاد، بعدما كان مصدر الحماس والطاقة الذي يشعل مدرجات "سانتياغو برنابيو"، لغة جسده الأخيرة توحي بإحباط متزايد، رغم التزامه الواضح بالواجبات الدفاعية التي يفرضها المدرب، وهو أمر لم يكن بارزاً في المواسم السابقة.
الصحافة الإسبانية ربطت غضب اللاعب بمسألة أعمق تتعلق بمستقبله، حيث يشعر فينيسيوس أن مكانته لم تعد كما كانت، وأن القرارات التكتيكية لمدربه الجديد قد تُقيد حريته في الملعب، في المقابل، يؤكد ألونسو أن إدارته الفنية تعتمد على توزيع الأدوار بشكل عادل، في ظل جدول مزدحم يتطلب المداورة بين اللاعبين.
نبض