أثارت تصريحات المسؤولين الإسبان حول مشاركة إسرائيل في كأس العالم 2026 جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية والسياسية، مع احتمال غير مسبوق بأن يغيب منتخب إسبانيا عن البطولة، إذ أكدت وسائل إعلام محلية، أن خيار الانسحاب الإسباني أصبح مطروحاً للنقاش، وأن المشاركة الإسرائيلية في المونديال قد تكون السبب الرئيسي لهذه الأزمة المحتملة.

وأشار باتشي لوبيز، المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الإسباني في البرلمان، خلال جلسة برلمانية، إلى أن "الخيار سيُدرس في الوقت المناسب" إذا تمكنت إسرائيل من التأهل للبطولة، وتأتي هذه التصريحات وسط نقاش ساخن في إسبانيا حول مشاركة إسرائيل في المسابقات الرياضية الدولية، وهو نقاش يعيد إلى الأذهان القرارات المتعلقة بروسيا بعد غزوها لأوكرانيا.

وردت حكومة مدريد رسمياً عبر متحدثتها بيلار أليغريا، التي أكدت موقفاً صارماً: "الرياضة ليست جزيرة معزولة عن الواقع، وإذا كانت حقوق الإنسان تُنتهك على نطاق واسع، فلا يمكن للرياضة أن تتجاهل هذا الوضع". ويعكس هذا الموقف الرسمي دعوات مماثلة من دول عربية، أبرزها الجزائر، التي طالبت باستبعاد إسرائيل من جميع المسابقات الرياضية الدولية.

 

من الناحية الرياضية، لا تزال إسرائيل تنافس منافسة حقيقية على التأهل لكأس العالم 2026، إذ تشارك ضمن تصفيات أوروبا ضمن مجموعة تضم إيطاليا والنروج وإستونيا ومولدوفا، وبعد خمس مباريات، تحتل إسرائيل المركز الثالث برصيد 9 نقاط، متأخرة عن النروج صاحبة الصدارة برصيد 15 نقطة، ومتساوية مع إيطاليا، ورغم أن الفريق الإسرائيلي خارج نطاق التأهل المباشر حالياً، إلا أن المباريات الباقية قد تمنحهم فرصة للمشاركة عبر الملحق، ما يجعل تهديد إسبانيا بالانسحاب قضية قابلة للتصعيد.

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن إسرائيل يجب أن تُستبعد من الرياضات الدولية بسبب أعمالها في غزة، مشيراً إلى أنها يجب أن تُعامل كما حدث مع روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، وأضاف سانشيز: "لا يمكن لإسرائيل استخدام أي منصة دولية لتجميل صورتها"، ويأتي ذلك بعدما أصدرت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة تقريراً يشير إلى أن أربعة من أعمال الإبادة الجماعية الخمسة، وفق القانون الدولي، نفذتها إسرائيل في غزة.

وتثير هذه التطورات احتمالاً فريداً في تاريخ كأس العالم، إذ إن غياب منتخب إسبانيا عن البطولة سيكون حدثاً غير مسبوق، ويمثل هذا الموقف تحدياً كبيراً للفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" اللذين لم يصدر عنهما أي رد رسمي حتى الآن، كما يضع هذا السيناريو المنتخب الإسباني، حامل لقب بطولة أوروبا، في مواجهة مع تداعيات سياسية ورياضية في آن واحد، ويعيد إلى الواجهة العلاقة بين السياسة والرياضة على الساحة الدولية.

كأس العالم 2026 التي ستقام في كل من كندا والمكسيك والولايات المتحدة بين 11 حزيران/يونيو و19 تموز/يوليو، ستشهد مشاركة 48 منتخباً، ما يجعل أي انسحاب مفاجئ من أي فريق، خاصة إسبانيا، قضية ذات تأثير واسع على المنافسات الرياضية وعلى الرأي العام العالمي.