جواو فيليكس يلمع مجدداً في سماء النصر
في بعض الأحيان تختزل كرة القدم كل معانيها الجمالية وروعتها بلاعب واحد، مثل جواو فيليكس الذي يعدّ تجسيداً حياً لهذه الظاهرة، فلم يعد مجرد اسم واعد أو موهبة محتملة، بل تحول إلى رمز للتفوق الذي يصعب تجاوزه، إذ يتميز بالأداء الساحر الذي يجذب الأنظار إليه، ويعيد تعريف دوره في داخل الملعب بأسلوب فريد مع فريق النصر.
ورغم تألقه الواضح، تواجه مسيرته دائماً اختبارات حاسمة تكشف حقيقة نجاحه إن كان مجرد لحظة عابرة أم بداية لقصة أسطورية تستمر في التوهج!
موهبة جواو فيليكس، التي كانت تختفي في الكواليس، وتثير التساؤلات لفترة طويلة، أثبتت قدرتها الحقيقية مع النصر السعودي، فقد كانت هذه الإمكانات واضحة منذ البداية، لكنها احتاجت إلى منظومة متكاملة ومدرب يفهمها بعمق ويُخرج منها أقصى إمكاناتها. وهنا، جاء الدور الحاسم لجورجي جيسوس، الذي منحه المساحة ليبرز مهاراته، وليعيد تشكيل أدائه نحو آفاق جديدة.
مع قيادة جيسوس، ظهر فيليكس بنسخة متألقة؛ أداء هجومي مذهل أضفى زهواً على الفريق، وكان له وقع مباشر على سير المباريات، فيما لم يكن التفوق الذي أظهره مجرد أرقام تحكي قصته، بل واقعاً يعكس تأثيره العميق على مجريات اللعب، وأرقامه لم تكن مجرد إنجازات فردية، بل شاهداً حيّاً على عظمة إمكاناته.

مضى نصف موسم فقط، وقد أبهر فيليكس الجميع، إذ خاض 19 مباراة، أحرز فيها 17 هدفاً، وصنع 6 تمريرات حاسمة لزملائه؛ وفي الدوري السعودي تحديداً، أكّد نفسه كركيزة أساسية لتصدّر النصر، بعدما شارك في 9 مباريات، سجّل خلالها 11 هدفاً، وأسهم بـ3 تمريرات حاسمة.
أدّت هذه الإنجازات اللافتة إلى طرح جدل حول تأثير وجود كريستيانو رونالدو إلى جانبه في الفريق؛ فالبعض يرى أن رونالدو ساهم في تعزيز ظهور فيليكس أكثر، بفضل خبرته وقيادته الفذّة، بينما ذهب آخرون إلى اعتباره دافعاً قوياً حفّز فيليكس على التطور والتميّز إلى جانب أحد أعظم لاعبي كرة القدم في العالم.
في ذات السياق، استعرض رونالدو هو الآخر مهاراته الاستثنائية، فسجّل 11 هدفاً، وصنع 3 تمريرات حاسمة في 13 مباراة فقط، ليكون جزءاً محورياً من قوة النصر الهجومية السّاحقة.
مع قدوم المدرب خورخي جيسوس إلى النصر، تحققت قفزة نوعية غير مسبوقة للفريق، ليست فقط على مستوى الأداء، ولكن أيضاً على صعيد التأثير في داخل الملعب، وباتت الهجمات أكثر حدّة وإبداعاً، وكأن الفريق آلة هجومية لا تعرف التوقف. ولم تتوقف الهيمنة عند هذا الحدّ، بل تضمّنت صلابة دفاعية أبهرت الجميع، وجعلت شباكه محصنة ضد الاختراق.
نبض