"صخرة" الجزائر عيسى ماندي يرفع سقف التحدي في كأس أمم أفريقيا
خطف قطب الدفاع المخضرم عيسى ماندي الأضواء من مدرب منتخب بلاده الجزائر لكرة القدم البوسني-السويسري فلاديمير بيتكوفيتش، عندما رد السبت على غالبية الأسئلة في المؤتمر الصحافي عشية مواجهة بوركينا فاسو، بتفاؤل كبير وهدوء شديد يعكس صلابته الدفاعية ورؤيته الثاقبة.
شدد ماندي، البالغ من العمر 34 عاماً، على أنّ منتخب بلاده يريد "الذهاب بعيداً واستعادة مجد 2019 بصفحة جديدة ومدرب ودينامية جديدين" في كأس أمم أفريقيا في المغرب.
قال ماندي، أحد الركائز الأساسية التي صنعت ملحمة مصر 2019 عندما ظفرت الجزائر بالكأس للمرّة الثانية في تاريخها بعد الأولى على أرضها عام 1990: "لقد طوينا صفحة الماضي"، في إشارة إلى خيبة "ثعالب الصحراء" في النسختين الأخيرتين، عندما خرجوا من الدور الأول من دون أي انتصار (ثلاثة تعادلات وثلاث هزائم).
اقرأ أيضاً: الجزائر لحسم التأهل أمام بوركينا فاسو... موعد المباراة والقنوات الناقلة
وأضاف اللاعب المولود في فرنسا: "نحاول تحقيق طموحاتنا ونتطلع إلى باقي المباريات هنا، لا نرغب أن نظل عالقين في الماضي، لقد تعلمنا الدرس وفتحنا صفحة جديدة بقيادة مدرب جديد ولاعبين جدد بدينامية جديدة، إلى جانب مخضرمين وأنا أولهم، ونحن مصمّمون على بذل كل ما في وسعنا من أجل الفوز باللقب".
وأردف مدافع ليل الفرنسي قائلاً: "هذه سادس مشاركة لي في أمم فريقيا، وانا أعي جيداً كيف أتعامل مع الضغط وتوجيه الشباب، كما أنّ فوزنا في المباراة الأولى سيزيد من حماسنا على تحقيق الأفضل".
وحققت الجزائر فوزاً كبيراً على السودان 3-0 في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة، وكان الأول لها منذ تغلبها على السنغال 1-0 في المباراة النهائية لنسخة مصر 2019.
وترصد الجزائر الفوز الثاني عند مواجهتها لبوركينا فاسو، لضمان تأهلها المبكر إلى ثمن النهائي.
وقال ماندي الذي بدأ مسيرته الكروية مع رينس الفرنسي وانتقل إلى ريال بيتيس وفياريال الإسبانيين قبل حط الرحال في ليل: "من الرائع الفوز بالمباراة الأولى والأروع أننا فعلنا ذلك بالنتيجة والطريقة، هناك الكثير من الإيجابيات وبعض السلبيات التي يجب تصحيحها".
لم يفته الحديث عن تغيير موعد إقامة العرس القاري من عامين إلى أربعة، فاعتبر ذلك "أمراً إيجابياً لأنّ تنظيمها كل عامين في السابق كان وكأننا نكرّر نفس الكأس، وإن لم أخطئ هناك بطولة جديدة ستنظم كل سنتين"، في إشارة إلى دوري أمم أفريقيا.
من جهته، قال بيتكوفيتش: "سنخوض مباراة مختلفة عن مواجهة السودان، سنلعب ضد منتخب قوي جداً، لاعبوه يلعبون معاً منذ وقت طويل ولديه هوية وشخصية قوية ولاعبون أقوياء جسدياً وذهنياً، وسيتعين علينا مواجهتهم ونحن في قمة تركيزنا طيلة 90 دقيقة".
وأضاف: "قمنا بتحديد بعض الصعوبات التي واجهناها في المباراة الأولى وعملنا على إصلاحها، كما حللنا الأخطاء التي ارتكبناها وسنحرص على عدم تكرارها في المباريات المقبلة".
وتابع: "كل الفرق لها هويتها الخاصة وفي أمم أفريقيا من المهم الاحتفاظ بهويتك وتكون لك مبادئ ثابتة تسمح لك بمواجهة المتمرسين. نحترم جميع الخصوم لكننا ندرس نقاط ضعفها وقوتها مع التركيز على أنفسنا".

عين بوركينا فاسو على اللقب
في المقابل، قال مدرب بوركينا فاسو براما تراوريه في المؤتمر الصحافي: "صحيح أننا فزنا في المباراة الأولى ولكن البطولة طويلة وتحتاج إلى خوضها بعزم وتصميم كبيرين".
وأضاف: "ستكون مباراة صعبة ونحن جاهزون ومستعدون لها ولكنها تبقى مباراة بين منتخبين يعرفان بعضهما البعض حق المعرفة"، في إشارة إلى لقائهما في دور المجموعات للنسخة الأخيرة في ساحل العاج (2-2) وتصفيات مونديال 2022 (2-2 و1-1).
وتابع: "يجب أن نتحكم في مجريات المباراة منذ البداية ونفرض وجودنا. نعرف طريقة لعب الجزائر ولكن سنتكيف مع كل منتخب نواجهه وستكون كلمتنا مسموعة. نحن هنا من أجل الفوز باللقب لإرضاء جماهيرنا وكل لاعب معني بتحقيق نتائج إيجابية والتأهل إلى الدور الثاني وهذا مهم جداً وبعدها سنرى كيف ستكون مقاربتنا للمباريات التالية".
وختم: "نأمل في المضي بعيداً ونريد التواجد في المباراة النهائية في 18 كانون الثاني/ يناير".
نبض