إندريك... كيف حوّل ريال مدريد الواعد إلى لاعب بلا فرص
واكب انتقال اللاعب البرازيلي أندريك فيليبي إلى ريال مدريد قادماً من بالميراس هالة ضخمة، في صيف 2024، حينما أوحى النادي الملكي بأنه وجد جوهرة هجومية من الطراز الرفيع. وقد صُوّر اللاعب البالغ من العمر 19 عامًا على أنه مستقبل منتخب البرازيل، والنجم الذي سيعيد إشعاع هجوم "الميرنغي". لكن الحلم تحوّل بعد عام ونصف إلى خيبة، والمواهب إلى أوراق ضائعة بين سياسات قصيرة النظر ونجوم قائمين.
إندريك لم يجد مكانه في سانتياغو برنابيو، رغم أرقامه اللافتة، إذ سجّل هدفًا كل 135 دقيقة، مقارنةً بمبابي (94 دقيقة لكل هدف)، وفينيسيوس جونيور (237 دقيقة). حتى مع دقائق قليلة، أثبت قدرته على صنع الفارق، كما في دوري الأبطال ضد مانشستر سيتي، حين استغلّ 11 دقيقة للظهور بشكل مميّز، أو أمام تالافيرا في كأس الملك، حين صنّفته صحيفة ماركا "الأكثر نشاطًا والأفضل"، رغم معرفته بأن مستقبله بعيد عن الريال.
السبب الرئيسي وراء هذا الأداء الضعيف لم يكن في اللاعب بل في إدارة النادي. تشابي ألونسو، المدرب الحالي، فضّل الاعتماد على الثنائيات المألوفة وخياراته القديمة في الهجوم، تاركاً إندريك حبيس دكّة البدلاء. وعلّل اللاعب اليافع سبب انتقاله، قائلاً: "رحيلي عن ريال مدريد جاء بسبب قلّة الوقت الذي حصلت عليه. كنت لاعبًا بديلًا أو خيارًا ثالثًا على المدرجات، وأنا أرغب في اللعب لأكون جاهزًا لكأس العالم 2026 مع البرازيل".

ارتكبت إدارة ريال مدريد خطأ واضحاً في تقييم قيمة اللاعب، حسب صحيفة آس الإسبانية: "إذا نجح إندريك في ليون، فقد لا يعود أبدًا إلى الريال. النادي قلّل من قيمة مساهمة اللاعب، وفشل في الاستثمار في مستقبله". الإعارة إلى أولمبيك ليون لمدّة ستة أشهر، من دون خيار شراء، تمنح اللاعب فرصة لإثبات ذاته، لكنّها تكشف ضعف التخطيط طويل المدى في النادي.
كذلك زادت الإصابات والغياب عن المباريات من تعقيد الموقف؛ إندريك فشل في الانخراط منذ البداية بسبب إصابات في أوتار الركبة وأيامه المحدودة في المباريات الرسمية، ما حرم المدرّب من تقييمه بشكل عادل. لكنه في دقائق لعبه المحدودة، أظهر أنه قادر على التأثير، وخلق فرصًا وتهديدًا مستمرًا للخصوم.
سيتاح لإندريك فرصة لإعادة كتابة قصته مع أولمبيك ليون، في الدوري الفرنسي، حيث سيحصل على دقائق أساسية، ويحاول إقناع كارلو أنشيلوتي بضمّه إلى قائمة كأس العالم 2026. أما ريال مدريد، فلعلّه اكتشف بعد فوات الأوان أن إهمال المواهب الشابة قد يكلّفه ثمناً باهظًا، ليس فقط على مستوى النتائج، بل على مستوى سمعة النادي أمام المواهب العالمية القادمة.
إندريك لم يفشل؛ من فشل هو الذي أضاع عليه الفرصة. بين سياسات قصيرة النظر، والاعتماد على النجوم الفوريين، ضاع اللاعب الشاب، ليصبح مثالاً صارخًا لسوء إدارة المواهب، ودرساً لأيّ نادٍ يظنّ أن المستقبل يُبنى بتجاهل النجوم الصغار.
نبض