مانشستر يونايتد... لا نهوض من دون مشروع

رياضة 24-12-2025 | 13:33

مانشستر يونايتد... لا نهوض من دون مشروع

تراجع مانشستر يونايتد ليس أزمة مدرب أو لاعبين، بل فشل مشروع و"صفر" صبر، حيث تُطارد النتائج الفورية فكرة البناء الغائبة منذ رحيل فيرغسون
مانشستر يونايتد... لا نهوض من دون مشروع
مانشستر يونايتد والفشل المستمر. (أ ف ب)
Smaller Bigger

لم يعد التراجع الذي يعاني منه مانشستر يونايتد، منذ أكثر من عقد، حدثاً طارئاً أو أزمة موسمية عابرة، بل أصبح واقعاً ثابتاً يعيشه النادي وجماهيره مع كل موسم جديد. دائرة مفرغة لا تنتهي: إقالات متتالية للمدربين، تعاقدات باهظة، مواسم انتقالات قوية، ثم حصيلة صفرية في النهاية، وأقصى طموحها الهرب من كارثة الهبوط أو التعلّق بأمل التأهل الأوروبي.

ما يعانيه يونايتد هذا الموسم ليس استثناءً، بل امتداد طبيعي لمسار مضطرب بدأ منذ رحيل السير أليكس فيرغسون، ولا يمكن اختزاله باسم مدرب أو لاعب أو سوق انتقالات فاشلة. 

ما يعيشه النادي منذ سنوات يمكن اعتباره مساراً كاملاً من التخبّط، عنوانه الغياب المزمن للمشروع، ومحاولات مستمرة للترقيع بدلاً من إيجاد العلاج الحقيقي.

كيف يتعامل مانشستر يونايتد مع الفشل؟
منذ أكثر من عقد، يتعامل النادي مع الفشل بتغيير الوجوه لا البنية. كلّ إخفاق يُختصر في مدرب أو نجم، بينما جوهر الأزمة يظل قائماً، والإدارة تبحث عن نتائج فورية، في الوقت الذي ترفض فيه المجازفة ببناء جذريّ قد يتطلب صبراً مؤلماً.

الفريق لم يدخل يوماً مرحلة "إعادة بناء" حقيقية، وبقي عالقاً بين رغبة استعجال المجد، والخوف من الاعتراف بأن الطريق أطول مما يتخيل جمهور أولد ترافورد. 

صحيح أن الفريق شهد تحسناً نسبياً هذا الموسم، تحت قيادة روبن أموريم، بالرغم من أن هذا التحسّن لم يرتقِ إلى مستوى "بداية العودة"، فالهوية ما زالت غائبة، الحلول فردية، الثقة تهتز في المباريات الكبرى، والاستقرار غائب. الفريق يقترب من المراكز المتقدمة، ثم يعود سريعاً إلى وسط الجدول، ليصبح "إنهاء الموسم بشكل جيد" هو الإنجاز الأقصى.

 

مشكلة مانشستر يونايتد أكبر من المتوقّع. (أ ف ب)
مشكلة مانشستر يونايتد أكبر من المتوقّع. (أ ف ب)

 

مقارنة مع أندية أخرى
المشكلة في مانشستر يونايتد لم تكن يوماً في جودة اللاعبين، ولا في أسماء المدربين الذين تعاقبوا على الدكة، بل في غياب الصبر كقيمة مؤسسية. فلا يمكن لنادٍ أن ينهض وهو يطالب بالنتيجة قبل الفكرة، ويهرب من البناء عند أول اختبار حقيقي.

المقارنة مع أرسنال هنا كاشفة. النادي اللندني مرّ بتراجع حادّ، خسر مقاعده الأوروبية، وتلقى انتقادات قاسية، لكنه امتلك الشجاعة لاختيار مشروع طويل المدى مع ميكيل أرتيتا. سنوات من الصبر والخسارة انتهت اليوم بفريق يعرف هويته، ماذا يريد داخل الملعب، حتى لو لم يحصد الألقاب بعد. 

الأمر ذاته يتكرر في جوفنتوس، الذي عاد إلى الظهور بقوة في هذا الموسم، من دون امتلاك أسماء لامعة على الورق. لكن النجاح هناك كان نتيجة وضوح فكرة، ومدرّب يعرف حدود لاعبيه، وإدارة قبلت بأن البناء يسبق التتويج.

لا قرار جدياً في مانشستر يونايتد
في المقابل، لا يبدو أن مانشستر يونايتد اتخذ قراراً جاداً نحو التغيير الجذري؛ حتى مع فرضية وجود تحسينات إدارية مستقبلية، يبقى السؤال الأكبر: من القادر على قيادة المركب؟ 

روبن أموريم، رغم إمكانياته التدريبية الواضحة، يبدو غير مستعد لتحمل هذا العبء الضخم. البرتغالي قد يتمكن من ضبط بعض التفاصيل ويحقق تحسناً جزئياً، لكنه لا يملك أدوات قيادة مشروع طويل في نادٍ فقد هويته.

الأكثر قراءة

العالم العربي 12/22/2025 6:32:00 PM
بيّنت الداخلية السورية أن هذه العملية تعكس مستوى التعاون الإقليمي المتين والجهود المتواصلة لمكافحة الشبكات الإجرامية المنظمة.
العالم العربي 12/23/2025 10:17:00 PM
أحد أبرز القادة العسكريين الذين قادوا مساعي توحيد المؤسسة العسكرية الليبية وعززوا علاقاتها الإقليمية والدولية.
المشرق-العربي 12/22/2025 4:35:00 PM
انعكس الانقسام حيال حصر السلاح بيد الدولة العراقية في مواقف قادة فصائل بارزين، بينهم قيس الخزعلي (أمين عام عصائب أهل الحق) وشبل الزيدي (أمين عام كتائب الإمام علي)، اللذان أبديا موقفاً مبدئياً مؤيداً للطرح، في مقابل رفض صريح من "كتائب حزب الله" وحركة "النجباء".
المشرق-العربي 12/22/2025 1:39:00 PM
ضبط صواريخ "سام-7" في مداهمة أمنية بدير الزور