نيك فولتماده صفقة هادئة فرضت بصمتها في إنكلترا
ليس كل انتقال يثير ضجة إعلامية قادراً على تغيير الواقع في داخل الملعب، فالأسماء الكبيرة لا تضمن بالضرورة الأداء المطلوب عند الاختبار الحقيقي، وكثيراً ما يخطف بريق العناوين أنظار الجماهير ليبثّ فيهم آمالاً معلّقة على لاعبين ينتهون بالمرور كعابرين، من دون ترك أيّ أثر يُذكر أو قيمة تُضاف.
وفي عالم كرة القدم، قد يسبق الصخب الحقيقة، لكنه لا يصنعها؛ فالأسماء وحدها لا تصنع الفارق إذا غاب الإبداع والعمل الجاد فوق أرض الملعب.
نيك فولتماده وإيقاع هادئ
يطلّ نيك فولتماده بعيداً عن الأضواء، بإيقاع هادئ، ومن دون جلبة، ليرسم نموذجاً مختلفاً تماماً، إذ لم يحتج هذا اللاعب إلى وقت طويل لإثبات أحقيته، ولم يعتمد على الضجيج أو الآمال المبالغ فيها، بل ترك للأرقام والتأثيرات الملموسة أن تعبر عن مدى قيمته كلاعب.
منذ خطواته الأولى مع نيوكاسل، كان تأثير فولتماده واضحاً وجلياً. لقد عزز أداء الفريق بسرعة، وأثر بشكل إيجابي في النتائج. ولربما بدت الصفقة هادئة في البداية، لكنّها أثبتت في ما بعد أنها تحمل الفارق المطلوب.
انتقل اللاعب الألماني إلى نيوكاسل يونايتد قادماً من شتوتغارت الألماني، ليس فقط لسد الثغرات، بل ليصنع الفارق بتواضع بعيداً عن الضجيج، وليثبت قدراته كلاعب هجومي صلب طوال هذا الموسم.

صفقة برسالة قوية
أداء فولتماده ظهر جلياً في الدوري الإنكليزي الممتاز، حيث سجّل ثلاثة أهداف أمام فرق بارزة، منها هدفان حاسمان ضد تشيلسي، في خلال مباراة درامية انتهت بالتعادل 2-2. وبهذا الأداء أوصل رسالة واضحة بأن مواجهة الكبار لم تكن عائقاً بالنسبة إليه.
شارك فولتماده في 14 مباراة في الدوري الإنكليزي، ونجح في تسجيل سبعة أهداف مع تقديم تمريرة حاسمة، كما تألق أوروبياً في دوري أبطال أوروبا، وسجّل هدفاً، وصنع آخر خلال ست مباريات.
ورقة رابحة
في المقابل، أحدثت صفقة ألكسندر إيزاك السويدي صخباً واسعاً في فترة الانتقالات الصيفية، لكن النتائج كانت مخيبة للآمال مقارنة بالتوقعات، إذ لم يحرز سوى هدفين فقط، وقدم تمريرة حاسمة واحدة مع ليفربول، وهو أداء لا يرتقي إلى مستوى الضجة التي أحاطت باسمه.
مع تمسّك نيوكاسل بإيزاك في بداية الموسم، وإصراره على منحه الفرصة لإثبات نفسه، قرّر اللاعب الرحيل، مفسحاً المجال لنيك فولتماده ليصبح النجم البارز، وليثبت أنه الورقة الرابحة.
هذه الحقائق تؤكد أن كرة القدم لا تكافئ الأسماء بقدر ما تكافئ الأداء الحقيقي، وفقط من ينجح في صنع الفارق يستحق التصفيق والاحتفاء.
نبض