من وياه إلى صلاح… أساطير لم تُنصفهم كأس أمم أفريقيا

رياضة 19-12-2025 | 09:31

من وياه إلى صلاح… أساطير لم تُنصفهم كأس أمم أفريقيا

صلاح بلغ النهائي مرّتين، وكان الحلم أقرب من أيّ وقت مضى، قبل أن يتبدّد في لحظات فاصلة أمام الكاميرون ثم السنغال
من وياه إلى صلاح… أساطير لم تُنصفهم كأس أمم أفريقيا
الأنظار تتجه إلى صلاح في أمم أفريقيا. (وكالات)
Smaller Bigger

في قارة تصنع نجومها من التحدّي، وعلى نار الموهبة والصلابة، ظلت كأس أمم أفريقيا بطولة عنيدة، تمنح مجدها لمن يملك اللحظة، لا لمن يحمل تاريخها. بطولة لا تُصافح العظمة دائماً، ولا تعترف بالأسماء مهما بلغ وزنها، وكأنها وُجدت لتختبر فكرة التفوّق نفسها، لا لتكافئها.

منذ نسختها الأولى، صنعت كأس أمم أفريقيا مفارقة قاسية، إذ تتكرّر الحكاية نفسها: أساطير عظيمة، ومسيرة لامعة، وكأس لا تعترف إلا بمن يطرق بابها في التوقيت المثالي. فبعض أعظم من لمسوا الكرة في القارة، خرجوا من تاريخها بلا لقب.

من جورج وياه الذي اعتلى عرش العالم من دون أن يعتلي منصة القارة. "الملك" الأفريقي الوحيد المتوّج بالكرة الذهبية، دخل البطولة محمولاً على واقع منتخب لا يملك أدوات المنافسة. فلم يبلغ النهائي، ولم يُمنح فرصة كتابة فصل أخير يليق باسمه.

ولم تكن حكاية وياه استثناءً معزولاً، بل مقدمة لقاعدة قاسية كرّستها كأس أمم أفريقيا عبر عقودها المتعاقبة. فديدييه دروغبا، قائد الجيل الذهبي لساحل العاج، اصطدم بالوجه الأكثر قسوة للبطولة. بلغ النهائي مرّتين، في 2006 و2012، وكان على بُعد ركلات من كتابة اسمه في سجل المتوّجين، لكنّ اللقب أفلت في اللحظة ذاتها مرّتين.


وعلى الطرف الآخر من الحكاية، هناك أساطير لم تُمنح حتى حق الاقتراب. مصطفى حجي، أحد أنقى المواهب التي أنجبتها الكرة المغربية، دخل البطولة أكثر من مرّة من دون أن يبلغ النهائي، رغم حضوره الفني وتأثيره الفردي. المشهد ذاته تكرّر مع إيمانويل أديبايور، نجم توغو الأول، الذي حمل منتخباً محدود الإمكانيات فوق طاقته، من دون أن تفتح له أمم أفريقيا بابها الأخير.

وبين الاقتراب والغياب، تقف أسماء أخرى في المنطقة الرمادية. الحاج ضيوف بلغ النهائي مرّة واحدة مع السنغال، ولامس الحلم قبل أن ينكسر. وعرف أسامواه جيان مع غانا طعم النهائي مرّة، ووقف مايكل إيسيان عند العتبة ذاتها، في مسيرة اتسمت بالاستمرارية من دون التتويج.

ووسط هذا المشهد القاسي، يقف محمد صلاح على الحافة ذاتها: نجم عالمي وأيقونة لجيل كامل. ما زالت كأس أمم أفريقيا ترفض منحه خاتمتها السعيدة. بلغ النهائي مرّتين مع منتخب مصر، وكان الحلم أقرب من أي وقت مضى، قبل أن يتبدد في لحظات فاصلة أمام الكاميرون ثم السنغال.

 

محمد صلاح لقيادة مصر إلى لقب كأس أمم أفريقيا. (وكالات)
محمد صلاح لقيادة مصر إلى لقب كأس أمم أفريقيا. (وكالات)

 

لا تبدو النسخة المقبلة مشاركة عادية، بل محطة حاسمة أخيرة تقريباً. منتخب يدخل البطولة بلا ترشيحات، محاطاً بتذبذب فني وأسئلة معلّقة حول الهويّة والاستقرار، لكن داخل هذه الفوضى نفسها قد تختبئ فرصة نادرة لصناعة الاستثناء. فصلاح لا يبحث فيها عن إثبات، بل هرباً من نهاية ناقصة؛ فإما أن يقود مصر إلى لقبها الثامن ويكسر القاعدة التي ابتلعت أساطير قبله، أو يغادر وهو يحمل مجداً عالمياً، يفتقد الكأس الأهم.

الأكثر قراءة

أوروبا 12/18/2025 2:58:00 PM
الطبيب أدين بتسميم 30 مريضاً خلال عمليات جراحية وتوفي 12 منهم!
سياسة 12/18/2025 3:34:00 PM
إعلام عبري: روي أمهز تفاصيل عن "إحدى أكثر مبادرات حزب الله سرية وتمويلاً، وهو مشروع استراتيجي وإبداعي وطموح أُطلق عليه اسم "الملف البحري السري"
مجتمع 12/18/2025 1:31:00 PM
كيف سيكون طقس اليومَين المقبلَين؟
مجتمع 12/18/2025 2:51:00 PM
لا تزال الحادثة قيد المتابعة من قِبل الأجهزة الأمنية المختصة