الأنصار والتضامن - صور بطلا المرحلة التاسعة… والفرق تبحث عن أجانب!
أفرزت المرحلة التاسعة من ذهاب الدوري اللبناني العام لكرة القدم الـ66 بطلين: الأول حامل اللقب الأنصار، الذي حسم قمة المرحلة أمام المنافس الجديد جويا بهدف نظيف، إثر مباراة قوية، اضطر خلالها الفريق الجنوبي إلى اللعب بعشرة لاعبين، منذ الدقيقة التاسعة لطرد الكونغولي جوناثان كانو، إثر تدخّل عنيف ضد ظهير الأنصار نصار نصار.
والثاني التضامن - صور، الذي خلط أوراق الصدارة بتعادل سلبي مع النجمة. وبين الحدثين، اقتنص العهد الصدارة بفوز أعاد إليه التوازن على حساب الصفاء (1-0).
على مستوى القمة، بات المشهد أكثر وضوحاً، إذ إن هوية الرباعي الذي سيتأهل إلى الملحق النهائي أصبحت شبه محسومة، ما لم تحدث مفاجآت كبيرة في مرحلة الإياب. مرحلة تبدو مفصلية لحصد النقاط، خصوصاً أن فرق الصدارة: العهد (21 نقطة)، النجمة (20 نقطة)، الأنصار (19 نقطة مع مباراة مؤجلة) وجويا (19 نقطة)، ستدخل في مواجهات مباشرة وحاسمة ضمن "رباعية الأوائل".
في المقابل، يتركّز الصراع حالياً في أسفل الترتيب على رباعية الهبوط، حيث يبدو الراسينغ - بيروت والرياضي - العباسية هما الأقرب إلى هذا السيناريو. فقد خسر الراسينغ أمام البرج (1-2)، وبقي متذيلاً الترتيب بنقطة واحدة مقابل سبع نقاط للفريق الأصفر. كذلك تعادل العباسية سلباً مع شباب الساحل، ليبقى الفريق الجنوبي في المركز ما قبل الأخير بخمس نقاط، مقابل عشر نقاط للساحل، الذي يحتلّ المركز السابع. وفي مباراة مثيرة، تغلّب المبرّة على الحكمة - بيروت (2-1)، ليتقدّم إلى المركز التاسع، فيما بقي الحكمة خامساً برصيد 13 نقطة.

البحث عن الأجانب
مع اقتراب مرحلة الإياب، باشرت أغلبية الأندية إعادة النظر في تشكيلاتها، وسط اتصالات مكثفة مع وكلاء لاعبين بهدف استقدام عناصر جديدة، خصوصاً بعد خيبات الأمل التي رافقت مستوى عدد من اللاعبين الأجانب، رغم التفاؤل المفرط الذي سبق انطلاق الموسم.
وتتكرّر في كلّ موسم قصة العلاقة الملتبسة بين اللاعبين الأجانب وأندية الدوري المحلي، وهي معادلة تعود إلى عقود. ففي كرة القدم الحديثة، لم يعد هناك تمييز فعلي بين لاعب أجنبي وآخر محلي، غير أن هذه الثنائية لا تزال تُستخدم - في أغلب الأحيان - لوضع اللوم على الحلقة الأضعف عند الإخفاق.
ويبقى السؤال المطروح: هل يُعقل، خلال عشرة مواسم متتالية، أن يكون اللاعب أو المدرب الآتي من الخارج هو المشكلة الدائمة؟ فاللاعب الأجنبي، كما المدرب، جزء من المنظومة، له دور محدد وواجبات واضحة في خدمة الفريق، وليس بالضرورة أن يكون صانع الحلول الوحيد أو مخترعها إزاء فشل المنظومة بأكملها.
ويغفل كثير من المسؤولين في الأندية عن أن الدوري اللبناني يفتقر إلى الجاذبية على المستويات المادية والفنية والتسويقية، ما يصعّب مهمة استقطاب لاعبين مميزين من الخارج. وفي أغلب الأحيان، يكون الخيار اللبناني بالنسبة إلى اللاعب خياراً متأخراً، أو محطة اضطرارية، إذ يفضّل كثيرون البقاء في بلدانهم بحثاً عن فرص أفضل، وفق ما يؤكّده عدد من وكلاء اللاعبين.
رأي وكلاء اللاعبين
في هذا الإطار، قال وكيل اللاعبين رامي سعود لـ"النهار": "الوصول إلى المعلومة بات أسهل اليوم، واللاعب بات يدرك جيداً إلى أين يتجه. لكن طريقة استقدام اللاعب إلى لبنان تمر في أغلب الأحيان بمراحل غير صحيحة، من أول اتصال إلى القدوم، ثم التعايش مع الفريق والتوقيع، وذلك بسبب نظام الهواية المحلي، على عكس أنظمة الاحتراف، حيث كل شيء منظم، ويصل اللاعب وهو مدرك تماماً لدوره ووظيفته".
وأضاف: "في لبنان يُقيَّم اللاعب من زاوية فردية، لا من خلال الأداء الجماعي. يُطلب من المدافع أن يدافع عن الجميع، ومن المهاجم أن يسجل كل الأهداف، وهذا بعيد عن الواقع".
وختم سعود بالإشارة إلى أن عدداً من الأندية بات يبحث عن لاعبين أقرب إلى مستوى الهواة أو "كرة الشوارع" بسبب الاعتقاد بأنهم أكثر قابلية للنجاح في هذا المناخ، في حين ترتفع نسبة فشل اللاعب المحترف، أو يتم اللجوء إلى لاعبين في خريف مسيرتهم يبحثون عن العائد المادي قبل أي اعتبار آخر.
نبض