أهازيج ونكهات وهوية واحدة... "كرنفال" جماهيري في كأس العرب
في ليالي كأس العرب 2025، تتحوّل الدوحة إلى مهرجان مفتوح لا ينام: سوق واقف ودرب لوسيل تتزيّنان بالأعلام والأهازيج، روائح المأكولات تختلط بالفرح، والجماهير تكتب حكاية عربية نابضة بالحياة.
في درب لوسيل، ينبض المشهد بروح عصرية، وفي هذا الشارع، يمكن أن تسافر من بلد إلى آخر، وتتذوق أطيب المأكولات، نكهات من مختلف الدول العربية، روائحها تعانق المكان، وتمنح الزائر تجربة حسّية متكاملة.
أما في مناطق أخرى، فتجد شاشات عملاقة، وعروضاً فنية، وتجمّعات جماهيرية تتابع المباريات، بينما تتحوّل الساحات إلى احتفال مفتوح يمتد حتى ساعات متأخرة من الليل.

عرس جماهيري عربي
في مناطق الجماهير لكأس العرب 2025 عشرات الآلاف من المشجعين في أجواء احتفالية جمعتهم في مساحة نابضة بالحياة، عكست وحدة الثقافة العربية وتنوّعها.
وتنتشر هذه المناطق في محيط الاستادات الستة المستضيفة للبطولة، لتتيح للمشجعين الاستمتاع بتجارب ثقافية غنية تشمل عروضاً فولكلورية وفنية، إضافة إلى مأكولات قدمتها مطاعم محلية تمثل مختلف مطابخ المنطقة.
وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز دور المجتمع المحلي، إذ أتاحت اللجنة المحلية المنظمة لكأس العرب الفرصة لأكثر من 77 مشروعاً محلياً في قطاع الأغذية للمشاركة في مناطق المشجعين، عبر توفير مساحات مجانية تُمكّنهم من تقديم منتجاتهم الى الجماهير.
كأس العرب تتجاوز حدود كرة القدم
وقال المدير التنفيذي للتسويق والترويج والشؤون التجارية في اللجنة المحلية المنظمة حسن ربيعة الكواري: "تتجاوز كأس العرب حدود كرة القدم، فهي منصة تحتفي بمواهب منطقتنا وثقافتها. وتُعد مناطق المشجعين نبض البطولة، لما تعكسه من تنوع وغنى ثقافي للعالم العربي".
أضاف: "نرى في هذه المبادرة فرصة مميزة لدعم المشاريع المحلية التي تؤدي دوراً مهماً في تعزيز التجارب الجماهيرية".

وتقول المشجعة المصرية منى عطية لـ"النهار" وهي تسير في درب لوسيل: "جئت لأتعرف عن قرب على مأكولات كل دولة عربية، وتنوّع اللباس التقليدي والأدوات اليدوية، من الأثواب المطرّزة والعباءات، إلى الكوفيات والعمائم، مروراً بالطبول، والحرف اليدوية التي تزيّن الأكتاف والأيادي".
وتحضر كل دولة بهويتها الخاصة، فاختلاف الألوان والنقوش واللهجات لا يفرّق، بل يلتقي في مساحة واحدة، حيث تمتزج الثقافات العربية في مشهد نابض، يؤكد أن كرة القدم هنا لغة جامعة، وأن التنوع هو سرّ جمال هذا العرس العربي.
عروض موسيقية ورقصات شعبية
ويقول محمد علاء الدين إبراهيم مدير أحد المطاعم للأكل الشعبي عن سعادته بالمشاركة في الاحتفالات الجماهيرية، قائلاً: "الحدث منظم بشكل رائع والجميع يعيشون أجواء من السعادة. أشكر قطر والقائمين على البطولة لاستضافة كأس العرب التي تحتفي بثقافتنا ويجمعنا معاً".
ولم تقتصر تجربة مناطق المشجعين على المأكولات فحسب، إذ جمعت البطولة عشرات الفنانين من مختلف البلدان العربية الذين أضفوا أجواءً احتفالية من خلال عروض موسيقية ورقصات شعبية وفنون تراثية تعكس هوية كل دولة مشاركة.

وفي الجناح العراقي، يقدم فنانون عراقيون لوحات فنية ورسم، بالإضافة إلى نحاتين، مع وجود الزي العراقي التراثي، وهو الأمر ذاته الذي تجده الجماهير في الأجنحة السعودي والإماراتي والعماني والقطري ومختلف الدول العربية الآسيوية والأفريقية.
وشهدت مرحلة المجموعات وحدها تقديم 103 عروض فنية متنوعة شارك فيها أكثر من 686 فناناً من أنحاء العالم العربي.
وقال قائد فرقة السلام الفنية الفنان الأردني الوليد العتيري: "أود أن أشكر قطر على استضافة بطولات مثل كأس العرب التي تمنح العالم فرصة لرؤية جمال منطقتنا وشعوبها. من الرائع رؤية المشجعين وهم مجتمعون ومحتفلون قبل المباريات، وهذا ما يجعل هذه البطولة لا تُنسى".
نبض