في لحظة حرجة كان فيها بايرن ميونيخ بحاجة إلى لاعب يُعيد ترتيب الإيقاع ويثبت وجوده في اللحظات الحاسمة، برز مايكل أوليسيه بشكل لم يتوقعه أحد.

أوليسيه، الذي ظل تحت الأضواء بصمت لمدة طويلة، أظهر لمحات من موهبة فريدة تنتظر الفرصة لتتفجر.

ومع أنّ أداءه في الموسم الماضي كان جيداً إلى حد ما، إلا أنّ الحقيقة تكمن في أنه كان يُمهّد الطريق لشيء أكبر بكثير، وكأنّ هدوءه السابق كان إشارة لحدث عظيم قادم.

شهد الموسم الحالي تحوّلاً نوعياً في مسيرته، فلم يكن مجرّد تطوّر بطيء، بل قفزة هائلة جعلته يُعلن عن نفسه بقوة، إذ أصبحت لمساته أكثر تأثيراً، ورؤيته داخل الميدان تحوّلت من محاولات عادية إلى حلول مذهلة، وبينما كان يعمل في الظل سابقاً، أصبح فجأة محور الاهتمام ومصدر زخم الفريق.

في هذا الموسم الجديد مع بايرن ميونيخ، ارتقى أوليسيه ليصبح لاعباً أساسياً في تشكيلة الفريق البافاري، حيث كان ما قدمه في الموسم السابق مجرّد مقدمة لموهبة نادرة تفرض وجودها بكفاءة وحرفية. وفي سن الثالثة والعشرين فقط، بات يمتلك إمكانات تعزز حضوره كعنصر حيوي ومحور أساسي في خطط النادي.

نجم بايرن ميونيخ مايكل أوليسيه. (أ ف ب)

إحصائيات مايكل أوليسيه تعكس حجم التطوّر اللافت بوضوح؛ ففي منافسات الدوري الألماني خلال 13 مباراة، ساهم في 15 هدفاً، سجل ستة وصنع تسعة. وفي دوري أبطال أوروبا، تألق بأدائه الاستثنائي، بحيث تمكن في ست مباريات من تسجيل هدف وصناعة أربعة أهداف أخرى، مؤكداً جدارته حتى في أصعب المنافسات.

وعند جمع ما قدمه خلال هذا الموسم مع ناديه ومنتخب بلاده، نجد أنه شارك في 28 مباراة، وضع خلالها بصمته في 12 هدفاً و16 تمريرة حاسمة، بمعدل هدف أو مساهمة مباشرة في كل مباراة تقريباً، وهي أرقام استثنائية تقدم دليلاً واضحاً على مهارته الفذّة وأثره الميداني.

لكن أرقام مايكل لا تقف فقط عند كونها بيانات مذهلة، بل إنّ كل تحرّك يقوم به في الملعب ينعكس بروح وإبداع يُلهبان الحماسة في قلوب الجماهير، فمعه نجد مهارة تُعيد تشكيل ديناميكية الفريق، وشعوراً قوياً بأنّ بايرن ميونيخ حصل على جوهرة نادرة تُشرق بأضوائها وسط الظلال.

ومع أنّ البعض قد يخفى عليهم تماماً مدى تأثير هذا اللاعب، فإنّ من يتابعه عن قرب يُدرك أنه أمام جناح استثنائي، ومايكل أوليسيه ليس فقط لاعباً يسجل أهدافاً أو يصنع اللعب؛ بل هو عنوان لعصر جديد مع بايرن ميونيخ، وهو أحد أولئك الذين لا يغيرون قواعد اللعبة فحسب، بل يكتبون أمجاداً جديدة لعالم كرة القدم البافارية بحروف لا تُنسى.