"فيفا" - الأندية الكبرى وكأس أفريقيا… تهميش لا يطاق

رياضة 09-12-2025 | 22:38

"فيفا" - الأندية الكبرى وكأس أفريقيا… تهميش لا يطاق

لطالما مارست الأندية الأوروبية الضغط على الفيفا لضمان استمرار لاعبيها في صفوفها لأطول مدة ممكنة، متجاهلة أن كأس أفريقيا ليست مجرد بطولة تحضيرية أو مناسبة جانبية، بل الحدث الأبرز في القارة
"فيفا" - الأندية الكبرى وكأس أفريقيا… تهميش لا يطاق
اللاعبون العرب والأفارقة يصبحون ضحايا سياسات احتكار الأندية. (وكالات)
Smaller Bigger

القرار أثار موجة من الغضب، وخصوصاً بين مدربي الأندية والمنتخبات، وأعاد إلى الواجهة الإشكالية المزمنة لعلاقة كرة القدم الأوروبية بالكرة الأفريقية ومنتخباتها.

ولطالما مارست الأندية الأوروبية، وعلى وجه الخصوص فرق الدوري الإنكليزي الممتاز، الضغط على الفيفا لضمان استمرار لاعبيها في صفوفها لأطول مدة ممكنة، متجاهلة أن كأس أفريقيا ليست مجرد بطولة تحضيرية أو مناسبة جانبية، بل الحدث الأبرز في القارة. وحين تتحدث الأندية عن مصالحها، يصبح اللاعبون العرب والأفارقة ضحايا سياسات احتكارهم. محمد صلاح لنادي ليفربول، عمر مرموش مع مانشستر سيتي، أو لاعبو المغرب والجزائر وتونس والسنغال، ساحل العاج والكونغو الديموقراطية، كلهم سيواجهون فقدان أيام حاسمة من التدريبات مع منتخباتهم، وربما حتى المباريات الأولى في البطولة.

ولم يتردد المدرب السنغالي لنادي ستاد رين الفرنسي حبيب باي في وصف القرار بأنه "غير صحيح" و"تدخل سلبي يضع البطولة في موقع ثانوي". وأضاف: "عندما يكون لديك موعد متفق عليه لعودة اللاعبين، ويتم حجز الفنادق وبرمجة المباريات الودية، ثم تأتيك هذه التعليمات متأخرة جداً، فهذا ظلم واضح للمنتخبات ولللاعبين. سنحتفظ بلاعبينا حتى يوم 15، لكن إذا وضعنا أنفسنا مكان المنتخبات، فالأمر غير عادل".

 

المنتخبات قد تواجه صعوبة في تنسيق الخطط الفنية وبناء الانسجام المطلوب قبل انطلاق البطولة. (وكالات)
المنتخبات قد تواجه صعوبة في تنسيق الخطط الفنية وبناء الانسجام المطلوب قبل انطلاق البطولة. (وكالات)

 

لم يقتصر الأمر على الناحية الإدارية فحسب، بل له انعكاسات فنية واضحة. منتخبات مثل مصر والمغرب والسنغال والجزائر وتونس، التي تعتمد على لاعبيها المحترفين في أوروبا لتشكيل العمود الفقري للفريق، قد تواجه صعوبة في تنسيق الخطط الفنية وبناء الانسجام المطلوب قبل انطلاق البطولة. هذه الضغوط تؤثر مباشرة على فرصهم في المنافسة على اللقب، وتجعل مواجهة المنتخبات الأخرى أكثر تعقيداً، خصوصاً عندما تكون الفرق المنافسة في أقصى جاهزيتها من ناحية الانسجام والتدريب.

ومن ناحيته، يبرر الاتحاد الدولي "فيفا" هذا القرار أحياناً بالضغوط المتزايدة على جدول المباريات وكثرة البطولات، لكن الواقع يشير إلى نظرة دونية للكرة الأفريقية. من المدهش أن الرئيس جياني إنفانتينو، الذي يدافع في خطاباته عن دعم القارة، يتغاضى عملياً عن التأثير السلبي لهذه السياسات على البطولة، ويترك الاتحاد الأفريقي وحيداً في محاولة تأمين حقوق منتخباته. إنها المرة الثانية توالياً التي تشهد فيها البطولة تأجيلات وقيوداً غير مسبوقة، تعكس تحجيم مكانة كأس أفريقيا أمام مصالح اللاعبين والأندية الأوروبية.

اللاعبون العرب مثل صلاح ومرموش، أو حتى المغربي عبد الحميد آيت بودلال، سيجدون أنفسهم أمام معضلة حقيقية: الالتزام مع أنديتهم للحفاظ على مكانهم في الدوري، أو الانتقال إلى واجبهم الوطني والمشاركة في البطولة القارية. كل يوم يتأخر فيه تسريح هؤلاء اللاعبين يزيد من صعوبة تكوين منتخب قوي، ويضعف التنافسية، ما قد يسمح لبعض المنتخبات الأقل شهرة بالمنافسة على نحو غير متوقع، بينما يضعف الصفوة التقليدية.

القضية ليست مجرد مباراة أو بطولة، بل صورة أكبر عن التهميش المستمر للكرة الأفريقية. الفيفا والأندية الأوروبية تفرض ضغوطها، والبطولة الكبرى تُضغط إلى حدودها، واللاعب العربي يصبح حاملاً لوطأة القرارات، متأرجحاً بين الانتماء لناديه وواجبه الوطني. كأس أفريقيا، بهذه الطريقة، لم تعد مجرد احتفال بكرة القدم، بل ساحة صراع على الاحترام والعدالة، تنتظر من الفيفا أن يثبت، أخيراً، أن القارة لا تزال تستحق مكانتها على المسرح العالمي. 

تتحول كأس أفريقيا للأمم عند كل نسخة، إلى قضية ثانوية في أعين الفيفا والأندية الأوروبية ولا سيما منها الكبرى، إذ إن المعضلة تتكرر هذا العام قبل النسخة التي تحتضنها المملكة المغربية اعتباراً من 21 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بحيث أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أن الأندية الأوروبية ليست مُلزمة إطلاق لاعبيها المشاركين في البطولة قبل الخامس عشر من الشهر الحالي، أي ستة أيام فقط قبل انطلاق المنافسة، بدلاً من أسبوعين أو أكثر كما هو المعتاد.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/8/2025 10:41:00 AM
فر الأسد من سوريا إلى روسيا قبل عام عندما سيطرت المعارضة بقيادة الرئيس الحالي الشرع على دمشق
النهار تتحقق 12/8/2025 10:43:00 AM
الصورة عتيقة، وألوانها باهتة. وبدا فيها الرئيس السوري المخلوع واقفا الى جانب لونا الشبل بفستان العرس. ماذا في التفاصيل؟ 
النهار تتحقق 12/8/2025 2:57:00 PM
الصورة حميمة، وزُعِم أنّها "مسرّبة من منزل ماهر الأسد"، شقيق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. ماذا وجدنا؟ 
أثار سكنه في شقة بتكلفة 2300 دولار شهرياً انتقادات من خصومه الذين يعتقدون أن راتبه كعضو في جمعية ولاية نيويورك ودخل زوجته يسمحان للزوجين بالسكن في شقة أفضل.