يقف نادي نيوكاسل يونايتد الإنكليزي على أعتاب فصل جديد من تاريخه، قد يعيد ترتيب الأوزان في الكرة الأوروبية بأكملها، وليس على المستوى المحلي فحسب.

النادي كشف عن طموحاته للسنوات الخمس المقبلة، معلناً عن مشروع صادم وغير مسبوق، مع الرئيس التنفيذي الجديد ديفيد هوبكنسون، الذي صرح بلا مواربة: "بحلول 2030، هذا النادي سيكون ضمن النقاش حول أفضل فريق في العالم". كلمات تختزل رؤية واضحة نحو موقع ثابت بين كبار أوروبا.

هوبكنسون، الذي يحمل خبرة واسعة من ريال مدريد الإسباني وتورونتو رابتورز في الدوري الأميركي لكرة السلة "NBA"، يرى في نيوكاسل "صاروخاً على وشك الانطلاق". وهو لا يبالغ حين يصف النادي بأنه استثمار مفضل لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، مشيراً إلى أن التواصل مع الصندوق يكون على نحو يومي، وأن هناك رغبة حقيقية في أن يصبح النادي نموذجاً عالمياً للنجاح المستدام.

وبين سطور تصريحاته، يظهر أن المشروع لا يقتصر على كرة القدم فحسب، بل يعكس رؤية استراتيجية أوسع، مبنية على حضور سعودي مؤثر على الساحة الرياضية العالمية، في مسار يتناغم مع أهداف "رؤية 2030" التي تضع الرياضة أداة تأثير عالمية.

وليس الملعب وحده محور القوة، فهوبكنسون يضع البنية التحتية والمرافق في قلب المشروع، من أكاديمية قادرة على إنتاج نجوم المستقبل إلى تطوير مرافق التدريب لتصل إلى أعلى المعايير العالمية، وصولاً إلى التوسع أو إعادة تصور ملعب "سانت جيمس بارك". هذه الخطوات ليست رفاهية، بل ضرورة لجذب أفضل اللاعبين وضمان أداء ثابت على أعلى المستويات. وفي الوقت نفسه، يسعى الى رفع الإيرادات التجارية بما يوازي قدرة الأندية الكبرى في إنكلترا وأوروبا، مع خطة دقيقة لتعزيز الرعايات وتحقيق نمو مالي مستدام، يضمن للنادي استقلالية وقدرة على المنافسة من دون قيود، مستفيداً من تجارب مانشستر سيتي المملوك من الإمارات وباريس سان جيرمان ذو الملكية القطرية.

الرئيس التنفيذي الجديد لنادي نيوكاسل يونايتد الانكليزي ديفيد هوبكنسون. (وكالات)

الهدف الأساسي في بداية الطريق هو الفوز بالدوري الإنكليزي، ثم المنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا، ومع تحقق هذين الهدفين يكون الإنطلاق إلى رحاب بطولات أوسع. هوبكنسون يؤكد أن الفوز لن يحدث مصادفة، بل عبر تخطيط استراتيجي وقرارات محسوبة يقودها أيضاً رئيس النادي ياسر الرميان الذي يشغل منصب محافظ "صندوق الاستثمارات العامة" ، مع ثقته بأن نيوكاسل قادر على أن يصبح فريقاً دائماً في الريادة. هذه الروح تعكس فلسفة أوسع، تمزج الطموح الرياضي بالقدرة الاستثمارية، وتبني كياناً قوياً ومستقراً على المدى الطويل.

نيوكاسل اليوم يتحرك على أكثر من محور: مشروع اقتصادي ورياضي وثقافي، ومنصة للاستثمار السعودي في كرة القدم العالمية، وتجسيد لنهج استراتيجي يتماشى مع رؤية "السعودية 2030"، التي تراهن على الرياضة أداة نفوذ عالمي ناعم. النادي لا ينتظر اللحاق بالكبار، بل يسعى الى أن يصبح واحداً منهم، بصوغ تاريخ جديد، وصناعة نموذج متكامل للنجاح، وجعل مدينة نيوكاسل محوراً لرياضة عالمية ضمن خطة واضحة ومحددة بزمن. 

لم يعد نيوكاسل مجرد ناد يسعى للفوز بالمباريات، بل أصبح مشروعاً يحمل رؤية بعيدة المدى، يوازن بين الطموح الرياضي والإمكانات الاقتصادية، ليضع نفسه على خارطة أوروبا الكبرى قبل نهاية العقد. وبحلول 2030، قد لا يكون مجرد منافس، بل نموذج يحتذى به في كيفية دمج الرياضة والاستثمار والتأثير العالمي، في إطار رؤية استراتيجية متكاملة.