سالم الدوسري من سهام الانتقاد إلى مجد الأبطال
سالم الدوسري، ذلك اللاعب الذي واجه موجة من الانتقادات منذ لحظاته الأولى في الملاعب، كأنّ كل رأي سلبي كان يشعل في داخله نار الإصرار والعزيمة، لينطلق من محطات الشك إلى ذروة التحدي والإثبات، وأثبت تدريجاً أنه قادر على تحويل العقبات إلى فرص للكشف عن إمكاناته الحقيقية.
على الساحات الكبرى، سجّل الدوسري اسمه كنموذج للرياضيين الذين يصنعون تاريخهم بعقولهم قبل أقدامهم، فإنجازاته وأرقامه ليست مجرّد إحصائيات جامدة بل قصة ملهمة عن المثابرة والإصرار.
في الآونة الأخيرة، خضع الدوسري لانتقادات حادة، خصوصاً بعد أدائه غير المرضي في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، أخطاء واضحة مثل إهداره ثلاث ركلات جزاء توالياً، أبرزها أمام أستراليا، التي سجلته كأكثر لاعب سعودي أهدر ركلات جزاء في تاريخ المنتخب برصيد ست محاولات فاشلة.
لكن لم تسمح الانتقادات التي تعرّض لها لاعب الهلال بأن تثنيه عن تقديم الأفضل، وكان رده دائماً يأتي عبر الأداء في الملعب؛ فعندما توّج بجائزة أفضل لاعب آسيوي لعام 2025، أطلق رسالة غير مباشرة عند تسلمه الجائزة قائلاً: "لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم"، وهي عبارة تختزل فلسفته في التركيز التام على العمل بعيداً من الضوضاء.
بصعوبة البدايات وتراكم الضغوط، نجح الدوسري في قلب المعادلة وتحويل الانتقادات إلى إشادة واسعة، وكانت الانطلاقة خلال بطولة كأس العرب 2025، عندما ساهم بشكل أساسي في تأهل المنتخب السعودي إلى ربع النهائي.

على مستوى نادي الهلال، استمر سالم بتقديم أداء ثابت ورفيع خلال الموسم الحالي في مختلف البطولات، بحيث شارك في 15 مباراة أثمرت عن تسجيله أربعة أهداف وصنع خمس تمريرات حاسمة، ما يعكس قيمته كلاعب مؤثر في صفوف فريقه.
سالم الدوسري ليس مجرّد لاعب عادي في صفحات تاريخ كرة القدم، بل هو رمز للإرادة والإصرار، فالانتقادات التي حاولت النيل منه أصبحت دافعاً يعزز طموحه نحو النجاح، وأثبت أنّ العظمة تأتي من خلال العمل الجاد والتحدي المستمر، وأنّ الأبطال يُصنعون بمواجهة الصعوبات بلا خوف.
نبض