مع اقتراب إسدال الستار على موسم استثنائي في بطولة العالم للفورمولا 1، احتضن مركز الإعلام في حلبة ياس مارينا المؤتمر الخاص برؤساء الفرق المتنافسة على لقب السائقين. الجميع يستعد لسيناريوهات معقّدة قد تحسم مصير البطولة في اللفات الأخيرة، وسط أجواء مشحونة بالتوقعات ورغبة جامحة في كتابة التاريخ من جديد.

في مقدمة الحضور كان الأميركي زاك براون، الرئيس التنفيذي لفريق ماكلارين، إلى جانب الفرنسي لوران ميكيس مدير فريق ريد بُل، والبريطاني جوناثان ويتلي مدير فريق ساوبر، في مداخلات حملت الكثير من الواقعية والهدوء رغم ضخامة الرهانات.

مكلارين: "عملنا طوال العام لنصل إلى هذه اللحظة"
قدّم زاك براون صورة فريقه وهو يعيش نهاية موسم تاريخي: 14 انتصاراً مقسمة بالتساوي بين لاندو نوريس وأوسكار بياستري، وحسم لقب الصانعين بالتساوي مع ريد بُل. ورغم اشتعال الصراع على لقب السائقين بين ثنائيه وماكس فيرستابن، أكد براون أن الفريق سيحافظ على فلسفته: حرية التنافس وفق مبدأ تكافؤ الفرص.

ورغم حديثه سابقاً عن رفض "أوامر الفريق"، أشار براون إلى أنه مع تطور معطيات السباق، قد تتطلّب مصلحة الفريق ترجيح كفة أحد السائقين إذا أصبح الآخر خارج الحسابات الواقعية، مع تأكيده أن ماكلارين لن تفرّط بلقب السائقين إن أتيحت الفرصة.

المؤتمر الخاص برؤساء الفرق المتنافسة على لقب السائقين. (وكالات)

وأشاد بهدوء فيرستابن ونضجه، معتبراً أن العالم تعرّف هذا الموسم على نسخة أكثر تكاملاً من بطل العالم، قادرة على إدارة التفاصيل الدقيقة دون ارتكاب الأخطاء.

ورداً على سؤال "النهار": كيف تغيّر ريد بُل منذ تولّي لوران ميكيس القيادة؟
أوضح ميكيس أن العودة القوية للفريق في النصف الثاني من الموسم لم تكن وليدة قرار واحد أو تغيير إداري منفرد، بل ثمرة ثقافة داخلية ترفض الاستسلام.

نجح الفريق في إعادة تعريف طريقة العمل داخل المصنع في ميلتون كينز، عبر رفع سقف المخاطرة التقنية، وتوحيد جهود أكثر من 2000 فرد خلف هدف واحد: إعادة السيارة إلى مستوى المنافسة على اللقب. كانت الروح الجديدة، كما وصفها ميكيس، مبنية على الثقة المتبادلة، الإيمان بالتطوير المستمر، وتحويل الضغط إلى دافع يومي للابتكار.

هذه المقاربة أعادت لريد بُل سرعة رد الفعل، وقدّرته على فهم مكامن الضعف وإعادة بناء القوة، حتى بات الفريق يخوض السباق الأخير وفي جعبته فرصة تاريخية للعودة إلى القمة.

ساوبر: ختام بفخر… وبداية حقبة جديدة
من جهته، ركّز جوناثان ويتلي على رمزية سباق أبوظبي لفريقه، فهو آخر ظهور لاسم "ساوبر" قبل تحوّل الفريق رسمياً إلى "أودي" في 2026. وأعرب عن اعتزازه بالرحلة الطويلة التي امتدت لأكثر من 600 سباق، والهدف في ختامها هو تحقيق نتيجة تليق بإرث الفريق المؤسس بيتر ساوبر.

كما عبّر عن إعجابه بمشهد المنافسة الحالية، مؤكداً أن تواجد ثلاثة سائقين يتنافسون على اللقب حتى الجولة الختامية هو أفضل ما يمكن أن تطمح إليه البطولة.