حين يتكلّم الهدوء... أوناحي يعود للتوهّج في إسبانيا
عز الدين أوناحي هو ذلك النجم الهادئ الذي يمتلك القدرة على تغيير مجرى أي مباراة من دون أن يثير ضجة أو يجذب اهتمام الجميع. فمنذ بداياته، ظهر كأنه يمتلك رؤية ثاقبة للعبة.
كل تمريرة منه تعكس عقلية احترافية فريدة، وكل حركة على أرض الملعب تحمل بصمة لاعب لا يدع أي لحظة تمر من دون أن يترك أثره، وبهذه السمات، جعل من نفسه عنصراً حاسماً في قلب فريق جيرونا.
كان أوناحي من أبرز نجوم مونديال قطر 2022، حيث قدّم أداءً استثنائياً برفقة زميله سفيان أمرابط، ليشكّلا ثنائياً لا يُقهر قاد المنتخب المغربي إلى نصف نهائي البطولة، ما أثار إعجاب العالم أجمع.
لكن بعد كأس العالم، بدأت التحديات الحقيقية للنجم المغربي، فانتقاله إلى مرسيليا وضعه في موقع صعب على دكة البدلاء، وزاد الأمر تعقيداً عندما اقترح النادي بيعه إلى أندية خليجية، لكنه رفض ذلك وأصر على إثبات نفسه، ولاحقاً، انتقل إلى الدوري اليوناني، لكنّ وجوده هناك كان بعيداً من الأضواء التي اعتادها.
تغيّر الوضع مع بداية تجربة جديدة في الدوري الإسباني عام 2025، عندما انضم أوناحي إلى صفوف فريق جيرونا خلال فترة الانتقالات الصيفية تحت إشراف المدرب ميغيل سانشيز.
كان هذا المدرّب مؤمناً بقدرات أوناحي منذ اللحظة الأولى، فتولّى مهمة تحويله من مجرّد لاعب احتياطي إلى عنصر أساسي يقود منظومة الفريق.

تحت قيادة سانشيز، أصبح أوناحي العمود الفقري لأسلوب لعب جيرونا، الرابط المثالي بين الدفاع والهجوم، والمحرّك الأساسي للهجمات، وتكيّفه مع الضغوط وإدارته للمساحات الضيقة جعلاه لاعباً يصنع الفارق في أصعب المواقف.
لحظة تألقه البارزة كانت خلال مواجهة ريال مدريد؛ ففي مباراة شهدت ضغطاً كبيراً من الفريق الملكي على لاعبي جيرونا الذين واجهوا صعوبة في الخروج بالكرة، كانت الأنظار تتجه نحو عز الدين أوناحي، وطوال المباراة، أظهر تحكماً مذهلاً في اللعب ورؤية مميزة مكّنت فريقه من الصمود أمام أحد أقوى أندية العالم.
لم يكتفِ أوناحي بالدفاع وقطع الكرات فحسب، بل افتتح التسجيل لفريقه لينتهي اللقاء بتعادل ثمين بنتيجة هدف لكل فريق. ومع أدائه الرائع الذي تضمّن استرداداً ناجحاً للكرة وصناعة فرص خطيرة للتسجيل، استحق بجدارة الفوز بجائزة رجل المباراة.
ما زاد من أهمية دوره هو تأثير غيابه الواضح عن الفريق، فخلال خمس مباريات غاب عنها أوناحي، تلقى جيرونا أربع هزائم، أما عندما شارك في المباريات التسع الأخرى، فخسر الفريق مرّتين فقط، بينما سجل الدولي المغربي ثلاثة أهداف وصنع هدفاً آخر.
نبض