ريس جيمس من لاعب "زجاجي" إلى نجم متعدّد الأدوار
في عالم كرة القدم، هناك لاعبون يولدون بموهبة استثنائية، وآخرون يصنعون أنفسهم بالجهد والإصرار، وفئة ثالثة نادرة تجمع بين الاثنين. ريس جيمس ينتمي إلى الفئة الثالثة، لكنه كان لسنوات أسير تعبير مؤلم: "اللاعب الزجاجي".
تعرّض جيمس لإصابات عدة، حتى بدا وكأنّ مسيرته تسير نحو نهاية غير عادلة، قبل أن يعود بنسخة مغايرة تماماً؛ نسخة صنعت منه لاعباً متكاملاً، شاملاً، وقائداً يُعتمد عليه في كل لحظة.
القائد ريس جيمس لم يكن مجرّد مشروع لاعب عاد من الإصابة؛ بل تحوّل إلى أحد أعمدة تشيلسي تحت قيادة المدرب إنزو ماريسكا. المدرب الإيطالي لم ينقذه فقط من دوامة الغياب المتكرّر، بل أعاد تشكيله بالكامل، بدنياً وفنياً ونفسياً. فلم يكن أحد يتوقع أن يقدّم جيمس هذا التأثير مع تشيلسي، لكن خلف الصورة الظاهرة كانت هناك قصة أخرى: تدريبات بدنية قاسية، نظام غذائي صارم، وعمل تكتيكي دقيق أزال عنه تدريجياً تهمة الهشاشة، ليظهر اللاعب الذي نراه اليوم.
جيمس اليوم ليس مجرّد ظهير أيمن، ولا حتى جناحاً دفاعياً أو لاعباً متعدد المراكز؛ بل قطعة كاملة في منظومة تشيلسي؛ لاعب يمكنه أن يشغل أي مركز في الجبهة اليمنى، يدخل إلى القلب ليصبح لاعب وسط، ويعود ليغلق المساحات كقلب دفاع ثالث.
وجود جيمس على أرض الملعب يمنح المدرب رفاهية التكتيك، ومرونة التحوّل بين الأنظمة، بل يُعتبر في كثير من المباريات العامل الحاسم في السيطرة والضغط والتحوّل.

في كل المباريات التي شكّلت ملامح هذا الموسم، كان اسم ريس جيمس حاضراً في المقدمة. من الأداء الخارق ضد برشلونة والفوز بثلاثية في ليلة سلطت الأضواء على قيادته وثقته، إلى مواجهة أرسنال التي أثبت فيها أنه قائد قادر على الحفاظ على ثبات الفريق في لحظات الضغط القصوى.
تحوّل جيمس من لاعب تُقلقه خطواته خوفاً من الإصابة إلى لاعب لا يعرف التوقف. موسم كامل بلا انقطاعات يذكّر الجميع بأنّ المشكلة لم تكن أبداً في موهبته، بل في الطريقة التي استُثمر بها.
نبض