من ركلة جزاء غير صحيحة إلى شغب في المدرجات... ماذا لو كان الـ"VAR" حاضراً؟
لم تكن مباراة الأهلي والجيش الملكي مجرّد مواجهة كروية عابرة في بطولة إقليمية، بل تحوّلت إلى مادة دسمة لجدل جماهيرى وإعلامي واسع بعد سلسلة من القرارات التحكيمية المثيرة للجدل، وعلى رأسها ركلة جزاء احتُسبت ضد الأهلي واعتبرها كثيرون غير صحيحة.
هذا القرار، إلى جانب غياب تقنية الفيديو "VAR"، أشعلا حالة من السخط امتدت من أرض الملعب إلى المدرجات، حيث اندلعت أعمال شغب ألقت بظلالها على أجواء المباراة وطرحت سؤالاً مهماً: ماذا لو كان الـ"VAR" حاضراً؟
تقنية الفيديو أصبحت عنصراً أساسياً لتحقيق الحد الأدنى من "العدالة الكروية". فالأخطاء التحكيمية جزء طبيعي من اللعبة، لكن التطوّر التكنولوجي جعل من الممكن تقليل أثرها على النتائج المصيرية.
مباراة الأهلي والجيش الملكي كانت مثالاً واضحاً على ما يمكن أن تخلفه الأخطاء عندما تُترك بلا مراجعة. ركلة جزاء غير صحيحة، هدف ملغي للجيش بداعي التسلل، تدخلات عنيفة من جانب الفريقين داخل منطقة الجزاء وخارجها، اعتراضات متزايدة، وتوتر داخل الملعب.
اقرأ أيضاً: بالفيديو: كرة القدم تنجو من كارثة... أول تعليق من الأهلي على أحداث مباراة الجيش الملكي
الغياب الكامل للـ"VAR" ترك الحكم وحيداً وسط ضغوط جماهيرية كبيرة. وبعد هدف التعادل للأهلي، تصاعد الاحتقان سريعاً في المدرجات، ليبدأ بعض جماهير الجيش الملكي بإلقاء زجاجات ثم أدوات حادة في اتجاه لاعبي الأهلي، وهو ما اضطر الأجهزة الفنية واللاعبين إلى التعامل مع وضع غير آمن، ويهدد الفريق المغربي بعقوبات قاسية قد تصل إلى احتساب الأهلي فائزاً بهذه المباراة.

وهنا تبرز أهمية وجود تقنية الفيديو، ليس لضبط القرارات فحسب، بل أيضاً لتهدئة الجماهير عبر تقديم مرجع واضح ومرئي يضمن العدالة أمام الجميع.
قرار "كاف" عدم إيجاد تقنية الفيديو في مرحلة حاسمة في دوري أبطال أفريقيا، مثل مرحلة المجموعات، غير مبرّر، خصوصاً أنّ الحجة الأبرز لتطبيق هذا القرار، هي عدم ملاءمة ملاعب بعض الفرق المشاركة في البطولة لتواجد هذه التقنية فيها. ما يبرز سؤالاً مهماً: ماذا لو وصل أحد هذه الفرق إلى مرحلة نصف النهائي أو النهائي اللتين تنص اللائحة على وجود تقنية الفيديو فيهما؟ لكن يبقى السؤال الأكبر هو: ما الذي يمنع استخدام الـ"VAR"؟ فالتقنية أصبحت متاحة ومعتمدة عالمياً، واستبعادها في بطولات أو ملاعب معينة لم يعد مفهوماً في ظل التطوّر الكروي الحالي.
غياب تقنية الفيديو يعني ببساطة فتح الباب أمام الفوضى، سواء داخل الملعب أو خارجه، وتكرار ما حدث في هذه المباراة ليس سوى إنذار إضافي للاتحاد الأفريقي، خصوصاً أنّ تأثير غياب تقنية الفيديو لم يقتصر على مباراة الأهلي والجيش الملكي فحسب، بل شهد الكثير من المباريات حالات تحكيمية جدلية أثرت بشكل مباشر في نتائجها، وليس فقط في دوري أبطال أفريقيا، بل وفي الكونفيدرالية أيضاً، والخاسر الوحيد حتى الآن لم يكن الفريق المتضرّر، بل الكرة الأفريقية نفسها التي فقدت جزءاً من صدقيتها.
نبض