أبوظبي 2025: الجولة الحاسمة والإثارة التي لا تُنسى
بعد موسم استثنائي مليء بالمفاجآت والتقلبات، تصل بطولة العالم لسباقات الـ"فورمولا 1" إلى نهايتها المثيرة على حلبة ياس مارينا في أبوظبي. ثلاثة قلوب نابضة، وثلاثة طموحات تتصارع على اللقب: لاندو نوريس، متصدّر الترتيب، وماكس فيرستابن الذي عاد بقوة بعد دراما قطر، وأوسكار بياستري الباحث عن إعادة كتابة التاريخ لأستراليا بعد غياب عقود.
جولة قطر الكبرى تركت آثارها بوضوح: أخطاء استراتيجية لمكلارين حرمت نوريس وبياستري الفوز، واستفاد فيرستابن من التوقف الذكي أثناء سيارة الأمان ليقتنص النصر وليعيد نفسه إلى قلب المنافسة. الهولندي الذي كان متأخراً بفارق 104 نقاط عن بياستري في آب (أغسطس)، أصبح اليوم على بعد 12 نقطة فقط من نوريس، و4 نقاط أمام بياستري، ليشعل سباق أبوظبي بلا رحمة.

نوريس سيدخل السباق تحت ضغط رهيب للحفاظ على الصدارة، مدركاً أن أي خطأ صغير قد يحرمه اللقب، بعد موسم طويل مليء بالتحديات. بياستري، رغم خيبة قطر، يملك عزيمة قوية لاستعادة اللقب وإثبات نفسه، في حين يسعى فيرستابن لاقتناص فرصته الذهبية وتحقيق لقبه الرابع توالياً.
وقال بياستري: "على المستوى الشخصي أشعر بأنني أهدرت الفوز اليوم. كما تعلمون، في لاس فيغاس، خسرت المركز الرابع. من الواضح أن نهاية الأسبوع كانت صعبة للغاية على الفريق. لكن، أعتقد أن هذا الأمر ربما يؤلمني أكثر شخصياً. إنها بالتأكيد ليست كارثة. أعتقد أننا اتخذنا قراراً خاطئاً اليوم. أعتقد أن هذا واضح. لكنها ليست نهاية العالم. من الواضح أن الأمر مؤلم في الوقت الحالي، لكن مع مرور الوقت ستتحسن الأمور".
الإثارة في أبوظبي ستكون على كل المستويات: التوقفات في الحارة، اختيار الإطارات، توقيت كل منعطف وكل التفاف. كل قرار يمكن أن يقلب الموازين. الجمهور على المدرجات وعشاق الرياضة حول العالم سيشاهدون معركة حقيقية، بحيث تصبح الحلبة مسرحاً للصراع النفسي والميكانيكي على حد سواء.
صرح فيرستابن نفسه بثقة بعد قطر: "كل شيء ممكن في الـ"فورمولا 1". سأقاتل حتى اللفة الأخيرة. لا شيء مستحيل".
وبينما ترتفع أصوات المحركات وشرارات الإطارات تتطاير في أجواء أبوظبي الليلية، ستكون كل ثانية حاسمة، وكل خطوة على المكابح قد تصنع الفرق بين المجد والخسارة. الجولة الأخيرة ليست مجرد سباق، بل معركة عقلية ونفسية وميكانيكية، ستحدد من يرفع كأس البطولة ومن يخرج من الموسم بأحلام مؤجّلة.
نبض