في هذا الموسم، يسير الدوري الإيطالي بوتيرة تفوق كل التوقعات، بحيث تأتي كل مباراة محملة بتصعيد ملحوظ في المنافسة، والمعركة لا تهدأ والأعصاب تبقى مشدودة حتى تُحسب النقاط في نهاية كل أسبوع.

لا مجال لأي فريق للخروج من أجواء المنافسة، ولا يوجد فريق مستعد للتخلي عن طموحاته، فكل مباراة تعيد تشكيل ملامح القمة كأنها بداية جديدة، بحيث تتحول التفاصيل الدقيقة إلى نقاط فاصلة، وتصبح كل لحظة مشهداً للصراع حتى اللحظة الأخيرة.

أحداث هذا الأسبوع جاءت بقلب جديد للمعطيات، دوري لا يتوقف عن تقديم المفاجآت مع كل مباراة، وأبرز ما شهده هذا الأسبوع كان تفوق ميلان وانتزاعه المركز الثاني، بعد انتصاره الصعب على غريمه التقليدي إنتر بهدف نظيف.

لاعبو ميلان. (أ ف ب)

ميلان يخطف الوصافة
ما يميز هذا الأمر ليس الظفر بالنقاط الثلاث فحسب، بل أيضاً التكرار اللافت لسيناريو مشابه في مواجهته السابقة أمام روما، ففي كلا المباراتين، انتصر ميلان بنتيجة 1-0 بفضل هجمات مرتدة محكمة، وفي الحالتين، احتسبت ضده ركلة جزاء في الشوط الثاني، لكن الحارس مايك ماينان كان في الموعد بتصديه للركلتين، ليُهدي فريقه ست نقاط ثمينة.

لم تتوقف إثارة الدوري عند هذا الحد، نابولي الذي كان متصدراً قبل أسبوعين برصيد 22 نقطة متقدماً بفارق نقطة وحيدة على منافسيه ميلان، إنتر  وروما، تعرض لتعثر مفاجئ بتعادله مع كومو وخسارته أمام بولونيا خلال مباراتي الأسبوعين العاشر والـ11، وهذه النتائج فتحت الباب لميلان لاستغلال الفرصة والسطو على مركز الوصافة.

بولونيا يُحترم
وعلى الجانب الآخر، برز بولونيا كفريق يفرض احترامه هذا الموسم، منظومته المتماسكة وقدرته على اقتناص النقاط من الفرق الكبيرة جعلاه رقماً صعباً في سباق القمة، رغم الفارق الشاسع في الإمكانات بينه وبين الأندية الكبرى.

الترتيب الحالي للدوري يعكس احتدام المنافسة بشكل واضح، روما يحتل الصدارة برصيد 27 نقطة، يليه ميلان ونابولي في المركزين الثاني والثالث بالتساوي بـ 25 نقطة لكل منهما، أما إنتر وبولونيا، فقد تقاسما المركزين الرابع والخامس برصيد 24 نقطة لكل فريق.

وسط هذا السباق المتوهج، لا مكان للتخاذل، فالقمة مفتوحة فقط لمن يبذل جهده كاملاً في كل مباراة، وأي تراجع بسيط قد يُقصي فريقاً من حسابات المنافسة تماماً، والدوري الإيطالي لا يمنح فرصة للمترددين؛ إنه سباق دائم لا يعرف الرحمة، ومن يغفل عن متابعة هذا الموسم سيخسر بلا شك فرصة مشاهدة إثارة وجنون يصعب العثور عليهما في أي مكان آخر.