"الفرعون صلاح"... نهاية الفصل أم بداية صفحة جديدة؟
يعد النجم المصري محمد صلاح أحد أنجح اللاعبين العرب في تاريخ الكرة العالمية، فمنذ انضمامه إلى ليفربول عام 2017، أصبح رمزاً للنادي الإنكليزي. أسلوبه السريع، أهدافه الحاسمة، وروحه القتالية على أرض الملعب جعلت منه أسطورة حية في ملعب "أنفيلد".
منذ وطأت أقدامه أرض إنكلترا، حطّم صلاح أرقاماً قياسية، فسجّل في موسمه الأول 32 هدفاً، متجاوزاً أرقام كريستيانو رونالدو ولويس سواريز. على مدى ثمانية أعوام، ظلّ المصري قلب هجوم "الريدز"، محققاً معهم لقبين للدوري الإنكليزي ولقب دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى ألقاب محلية وقارية عديدة، ليصبح بلا منازع الوجه الأشهر للنادي على مستوى الجماهير والصحافة.
لكن الموسم الحالي يبدو مختلفاً تماماً. أداء صلاح لم يعد على نفس المستوى الذي اعتاد عليه عشاق ليفربول، فقد شهد الدوري هبوطاً في مستواه، وهو ما دفع بعض الجماهير والإدارة إلى التفكير في خيارات بديلة. في الوقت نفسه، فشل بعض اللاعبين الجدد الذين أنفق النادي عليهم مبالغ ضخمة في سد الفجوة، مثل السويدي ألكسندر إيساك، ما زاد من الضغوط على الفرعون المصري.

بحسب التقارير الأخيرة، يدرس ليفربول التعاقد مع نجم ريال مدريد البرازيلي فينيسيوس جونيور، وهو ما يفتح الباب لتساؤلات كبيرة حول مستقبل صلاح في أنفيلد. هل سيظلّ الملك المصري حتى نهاية عقده، أم أن إدارة النادي قد تضطر إلى إعادة النظر في صفقة تاريخية محتملة؟
اقرأ أيضاً: قرار شجاع لإنقاذ الموسم... واين روني يُطالب مجدّداً بإسقاط محمد صلاح
على الجانب الآخر، يبقى المستقبل أمام صلاح مفتوحاً على كل الاحتمالات. اهتمام أندية أوروبية كبرى، سواء في إسبانيا أو إيطاليا أو حتى الدوري السعودي، يطرح سيناريوات انتقال محتملة بعد نهاية عقده الحالي. محمد صلاح نفسه، بحسب ما يظهر في تصريحاته الأخيرة، يركّز على عطائه داخل الملعب، ولا يربط مستقبله بشائعات الانتقالات، لكنه يبقى لاعباً طموحاً يبحث عن فرص جديدة لتحديات أكبر، خاصة إذا شعر أن مشروع ليفربول الحالي لا يضمن له المنافسة على البطولات الكبرى.
في النهاية، يعيش صلاح مرحلة مفصلية في مسيرته. فإما أن يكتب فصلاً جديداً في تاريخ ليفربول ويبقى أسطورة النادي المتوجة بالإنجازات، أو أن يبدأ رحلة جديدة في دوريّ آخر، ليواصل رحلته الاستثنائية بعيداً عن أنفيلد. ما هو مؤكد، أن الجميع يراقبون كل خطوة، وكل هدف، وكل مباراة، لأن محمد صلاح بالنسبة إليهم أكثر من مجرد لاعب… إنه أسطورة حية تتحدى الزمن.
نبض