رأى أسطورة أرسنال إيان رايت أنّ إنكلترا "ليست مستعدة لنجم أسود" مثل جود بيلينغهام، وسط موجة مستمرّة من الانتقادات للاعب الوسط في صفوف ريال مدريد.

حصل بيلينغهام على دقائق لعب محدودة مع منتخب إنكلترا في الأشهر الأخيرة وتعرّض لانتقادات بسبب ردّة فعله عند استبداله في مباراة ألبانيا، لكنّ المهاجم السابق رايت اندفع للدفاع عن اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً.

بيلينغهام تحت المجهر
على الرغم من كونه لاعباً مهماً لريال مدريد ودوره الكبير في وصول إنكلترا إلى نهائي يورو 2024، إلا أنّ بيلينغهام ليس أساسياً مضموناً تحت قيادة المدرب توماس توخيل.

أثار المدرب الألماني الجدل في حزيران/ يونيو عندما قال إنّ والدة بيلينغهام تجد بعض تصرّفاته في الملعب "مقزّزة" – قبل أن يعتذر لاحقاً. ثم استُبعد لاعب دورتموند السابق من مباريات إنكلترا في تشرين الأول/ أكتوبر رغم تعافيه من جراحة في الكتف. وعندما اتُّهم لاعب الوسط الهجومي بردّة فعل سلبية بعد استبداله في الدقائق الأخيرة من فوز إنكلترا 2-0 على ألبانيا خلال عطلة الأسبوع، قال توخيل إنه سيُراجع تصرّفاته.

وعندما سُئل ما إذا كان بيلينغهام لا ينسجم مع الروح الجماعية للفريق، أجاب توخيل للصحافيين: "هذا انطباع سيّئ. يجب أن يكون كل شيء متعلقاً بالعمل الجماعي. ما قمنا به في المعسكر كان كله من أجل المجموعة. سأراجع الموضوع – كنت سعيداً بالهدف. تحدثت سريعاً مع مورغان روجرز، وكنت متأكداً أنّ الجميع احتفلوا معاً. سأتحقق من الأمر. هذه ليست الصورة التي نريد إظهارها. نحن نشعر أنّ الجميع ملتزمون ويتقبلون القرارات الصعبة، سواء قبل المباراة أو خلالها".

رايت قلق على بيلينغهام
مع استمرار الانتقادات ضد بيلينغهام، دافع رايت عن اللاعب الشاب، مؤكداً أنّ تغطية الإعلام له تتأثر بلون بشرته، وأنه "يخيف فئة معينة من الناس".

وصرّح رايت في برنامج "Stick to Football": "ما قيل عن أنّ جود لم يحتفل كان مفبركاً تماماً، كان كذباً. ما يحاولون فعله هو خلق قضية من العدم، لأنّ إنكلترا فازت بسهولة ولم تستقبل أي هدف، لذا احتاجوا شيئاً آخر ليبنوا عليه رواية معينة".

وأضاف: "أنا قلق على جود لأنه شخص لا يمكنهم السيطرة عليه. لا يمكنك التحكم به. بعد ما قدمه هو يُظهر للناس: "أنا هنا، أنا أسود وفخور ومستعد". أنا رجل إنكليزي، رغم أنه عندما كنت صغيراً، كان البعض يقول لي: "أنت لست إنكليزياً حقاً، أليس كذلك؟" – "بلى، أنا إنكليزي". لا أعتقد أنهم مستعدون لنجم أسود يتحرّك بالطريقة التي يتحرّك بها جود. لا يستطيعون المساس به، كما قلت للتو. يذهب إلى الملعب، يؤدي، يفعل ما يفعل، ويقول: "من أيضاً؟" هذا أمر مبالغ فيه بالنسبة إليهم".

وتابع رايت: "سأشرحها كروياً: هم يحبون نغولو كانتي، رجل أسود متواضع، يقوم بعمله، هذه شخصيته فقط. لكن إذا حصلت على لاعب مثل بول بوغبا أو بيلينغهام، ومع هذا النوع من الطاقة، فهذا لا يناسب بعض الناس. شخص مثل جود، لسبب ما، يخيف الناس بقدرته والإلهام الذي يمكن أن يقدمه".

وواصل: "هذا شيء تتعلمه كرجل أسود: أنك فقط تريد أن تبذل أفضل ما لديك وتحافظ على رأسك منخفضاً وتكون – لعدم وجود وصف أفضل – "عبداً متواضعاً". هذه رواسب من ذلك الإرث. لأنك إذا كنت أسود، صريحاً، وتؤدي بهذا المستوى بلا خوف، فهذا يرعب بعض الناس، وهذا ما يحدث مع جود".

وهذه هي المرّة الثانية خلال أيام قليلة التي يدافع فيها رايت عن خريج أكاديمية برمنغهام سيتي. بعد مباراة ألبانيا، اتهم رايت الإعلام بالمبالغة الشديدة في تفسير تصرّفات بيلينغهام.

وكتب على إنستغرام: "الإعلام يحتاج لخلق هذه الضجة لأنه لا يوجد ما يُقال حتى كأس العالم، لذا سيستمر هذا الأمر حتى المونديال. هم يكرهون أنهم لا يستطيعون الوصول إليه. يكرهون أنهم لا يستطيعون التأثير على مسيرته كما فعلوا مع الكثيرين قبله. شاب مبارك بالموهبة والحب الوفير".