بعد انتقادات غاتوزو... هل فعلاً تصفيات أميركا الجنوبية أسهل من الأوروبية؟
بينما تتصارع منتخبات العالم على ما تبقى من مقاعد مؤهلة إلى كأس العالم 2026، يعود مدرب المنتخب الإيطالي جينارو غاتوزو لإثارة الجدل كالعادة عبر تصريحات أقل ما يقال عنها أنها "فوقية"، إذ اعتبر بطل كأس العالم 2006 أنّ ذهابه إلى الملحق الأوروبي للمرّة الثالثة توالياً غير مقبول، في ظل سجله الإيجابي بـ6 انتصارات وخسارتين، بينما في الضفة الأخرى فهناك منتخبات في أفريقيا وأميركا الجنوبية تتأهل بطرق أسهل بكثير.
تصاريح أيقظت مجدداً العداوة التاريخية بين قارتي أوروبا وأميركا الجنوبية، والذي استدعى رداً سريعاً من حارس المنتخب الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز، قائلاً: "يلعبون دائماً على ملاعب مثالية ورطبة. إنهم لا يعرفون كيف تسير الأمور في أميركا الجنوبية. هناك تحديات أخرى لا يرونها في أوروبا".
لكنّ غاتوزو لم يكن أول من وجه سهامه نحو أميركا الجنوبية، بل سبقه نجم منتخب فرنسا كيليان مبابي قبل بطولة أمم أوروبا الماضية وكأس العالم المنصرمة، حيث صرّح: "بطولة الأمم الأوروبية منافسة صعبة، أكثر من كأس العالم. جميع الفرق تعرف بعضها البعض، وأسلوب لعب كرة القدم متشابه. مراحل المجموعات صعبة".

لكن، هل فعلاً أمم أوروبا أو تصفيات أوروبا أصعب من أميركا الجنوبية؟
إذا سلطنا الضوء على متصدري المجموعات في التصفيات الأوروبية، من النادر أن نجد فارق أهداف تحت الـ10؛ فالنروج +32، وألمانيا +13، وهولندا +23، وكرواتيا +22، واسبانيا +19، إذ لا تنتهي معظم مباريات المنتخبات الكبرى من دون نتيجة عريضة، ما يشير إلى تفاوت كبير في المستوى بين هذه المنتخبات ومنافسيها في المجموعة.
وبينما نظام التأهل في أوروبا يعطي مقاعد مباشرة إلى كأس العالم لـ12 منتخباً، يظل لدى المنتخبات 4 بطاقات أخرى يتنافس عليها 16 منتخباً، منها من وصل عبر التصفيات ومنها من أتى عبر مقاعد دوري الأمم الأوروبية. وأبرز مثال على هذا، منتخب السويد الذي تذيل مجموعته في التصفيات وما زال ينافس على مقعد مؤهل إلى كأس العالم لكونه من المنتخبات الأربعة التي تصدرت مجموعتها في دوري الأمم الأوروبية.
أما في الرواق الآخر في تصفيات أميركا الجنوبية، فهناك 6 مقاعد مباشرة وواحد إلى الملحق العالمي. مثلاً، تحتاج الباراغواي المتأهلة مباشرةً لأن تواجه منتخبات من الصف الأول كالأرجنتين والبرازيل مرّتين بنظام الذهاب والعودة، والصف الثاني ككولومبيا والإكوادور مرّتين. بالإضافة إلى هذا، هم يمتلكون ملاعب صعبة كملعب هيرناندو سيليس في لاباز- بوليفيا، المعروف بارتفاعه الشديد (3637 متراً عن سطح البحر)، حيث تعتبر هذه هي الفرصة الوحيدة للتأهل بعكس أوروبا.
زد على ذلك، معدلات الأهداف المسجلة متقاربة بشكل كبير؛ فإذا استثنينا الأرجنتين متصدرة التصفيات بـ+21، يوجد الإكوادور في المركز الثاني +9، من ثم كولومبيا +10، والأوروغواي +10، والبرازيل +7، والباراغواي +4.
نبض