إرلينغ هالاند… من أعاد "الأسطورة القديمة" إلى الضوء؟
من منا لا يعرف كرتون "كابتن ماجد"، أحد أشهر أعمال الأنيمي التي تحكي قصة فتى حالم بالكرة، بدأ شغفه صغيراً لكنه سرعان ما تحوّل إلى أسطورة محلية، ينجز داخل الملعب ما يفوق الخيال من مهارة وقوة، محققاً حلماً طال انتظاره. هذا السيناريو الخيالي أصبح اليوم واقعاً، بعد سنوات طوال، مع النروجي إرلينغ هالاند.
هالاند، الفتى الحالم الذي نشأ في أسرة كروية لم تعهد النجاح في بلاده، وجد في شغفه بالكرة جناحاً يُحلق فيه نحو هدفه. منذ بداياته، خطف الأنظار بموهبته اللافتة، وتنقل بين أندية أوروبية عدة قبل أن يستقر في مانشستر سيتي، حيث بدأ كتابة مجده الشخصي. قوته البدنية، تحرّكاته الذكية، ومعدل تهديفه الخرافي جعلت البعض يتهامس بأنه ليس إنساناً طبيعياً، بل "آلة"، نسخة صُنعت خصيصاً لتدمير شباك المنافسين.
لكن هالاند لم يكتفِ بالنجاحات الفردية، بل ظل حلم طفولته الأكبر متمثلاً في إعادة منتخب بلاده إلى الخريطة الكروية، ليس على المستوى الأوروبي فحسب، بل عالمياً أيضاً. أخيراً، نجح هالاند في تحقيق هذا الحلم، بإعادة منتخب بلاده إلى كأس العالم 2026 بعد غياب دام 28 عاماً. لكن هذه العودة لم تكن عادية كما في السابق، بل كانت "أسطورية"، تحت قيادة القائد هالاند، الذي أصبح خلال التصفيات "كابتن ماجد" كرة القدم في الواقع.

خلال التصفيات، حقق المنتخب النروجي العلامة الكاملة في ثماني مباريات، وكانت لهالاند بصمة واضحة في كل مباراة، سواء بالتسجيل أو بصناعة الأهداف. لم يكن هدافاً فحسب، بل كان المحرّك الأساسي لمنتخب النروج طوال التصفيات. في مباراة إيطاليا، جاء هدفا التأهل في توقيت حرج جداً، ما يعكس قدرته على التألق تحت الضغط.
المحصلة كانت 37 هدفاً للنروج خلال التصفيات، كأقوى خط هجوم، سجل هالاند منها 16 هدفاً، بمعدل هدفين لكل مباراة، وهو رقم لم يقترب منه أي لاعب آخر في التصفيات. بهذه الأرقام، وصل اللاعب إلى 55 هدفاً دولياً خلال 48 مباراة، وإلى هدفه الـ21 في تصفيات كأس العالم خلال 14 مباراة مع النروج، ليصبح سابع أفضل هداف في تاريخ تصفيات كأس العالم، متفوّقاً على اللاعبين الكبار.
نبض