بين رهانات ناغلسمان ومفاجأة فولتماده... هل اكتملت تركيبة "الماكينات"؟
حسم المنتخب الألماني تأهله المباشر إلى كأس العالم 2026، بعد فوز ساحق على سلوفاكيا (6-0) في الجولة الأخيرة من التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى المونديال.
خلال التصفيات، مرّت ألمانيا بمحطات كثيرة، فتارةً كانت تقدّم أداءً قوياً، وتارةً أخرى تظهر بصورة ضعيفة تُذكّر الجمهور بسنوات التراجع منذ اعتزال الأساطير الأساسيين. والأكيد أنّ المدرب يوليان ناغلسمان لم يثبت على أسماء معيّنة، ولا على تشكيلة واحدة، بل اعتبر هذه التصفيات فرصة له لخوض "حقل تجارب" قبل السفر إلى الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
"الماكينات" تجد "الكنز" السرّي
منذ اعتزال الهداف التاريخي لكأس العالم، ميروسلاف كلوزه، وألمانيا تُعاني في إيجاد مهاجم صريح يمكنه ملء هذا الفراغ. حاول كل من يواكيم لوف وهانسي فليك ويوليان ناغلسمان، البحث عن بديل، حتى جرّبوا اللعب بمهاجم وهمي أحياناً، لكنهم لم يصلوا إلى أي حل، وظلت "الماكينات" مُعطلة في الخط الأمامي.
في موسم 2024-2025، تألق المهاجم نيك فولتماده مع نادي شتوتغارت، ولفت أنظار الجميع، حتى تصارعت الأندية الكبرى على ضمّه في سوق الانتقالات الصيفية الماضية. وبعد فشل بايرن ميونيخ في استقدامه كون السعر المطلوب من شتوتغارت كان "مبالغاً فيه" بحسب إدارة البافاري، لم تتردّد إدارة نادي نيوكاسل يونايتد في خطف هذه الصفقة والتي بلغت 75 مليون يورو.
شكّك كثيرون بقدرة فولتماده على التأقلم سريعاً في الدوري الإنكليزي الممتاز، بينهم الأسطورة الألمانية فيليب لام الذي رأى أنّ هذه الخطوة ستكون معقّدة على لاعب لم يحتك على مستوى عالٍ في دوري الدرجة الأولى الألماني، إذ انحصر تألقه في الموسم الوحيد له مع شتوتغارت.
لكنّ المهاجم صاحب الـ23 عاماً نجح في تسجيل 4 أهداف خلال 8 مباريات في الـ"بريميرليغ"، ومجموع 6 أهداف في 14 مباراة مع فريقه الإنكليزي في مختلف المسابقات حتى اللحظة. ولم يتوقّف دوره هنا، بل واصل طريقه إلى الشباك مع المنتخب الألماني مسجلاً 4 أهداف في 8 مباريات.
يتمتع فولتماده بمواصفات المهاجم الألماني الكلاسيكي؛ فهو يُجيد التمركز بذكاء داخل منطقة الجزاء، ويُمكنه التسجيل بالقدمين والرأس بلا معاناة، إذ يبلغ طوله (1.98 م)، كما يُساعد زملاءه في الدفاع. هذه هي المميزات التي كانت تبحث عنها ألمانيا لتعويض اعتزال كلوزه، ويبدو أنها وجدت المفاتيح السرية الضائعة أخيراً.
ناغلسمان والثبات على الأسماء
الآن، سيكون على ناغلسمان الثبات على أسماء نهائية من أجل الذهاب إلى كأس العالم من دون الشعور بقلق الخروج من الأدوار الأولى.
في التصفيات، تأكدت أكثر نظرية ضرورة الاعتماد على القائد يوزوا كيميش في مركز الظهير الأيمن، كون ألمانيا تفتقد إلى لاعب بمواصفات مميزة في هذا المركز. أما خط الوسط فهو مدجّج بالكثير من العناصر، مثل ألكسندر بافلوفيتش الذي يُقدّم مستويات رائعة مع فريقه البافاري، وليون غوريتسكا وفيليكس نميشا وغيرهم.
في وقت يبدو فيه خط الهجوم الأكثر أماناً مع لاعبين مثل فولتماده وسيرج غنابري ولوروي ساني وفلوريان فيرتز، بالإضافة إلى جمال موسيالا وكاي هافيرتز الغائبين بسبب الإصابة، ستكون مهمة ناغلسمان صعبة في اختيار الخط الخلفي "المهزوز". فهناك تكمن نقطة الضعف الأساسية، لكن يبدو أنّ جوناثان تاه الثابت في تشكيلة فريقه بايرن ميونيخ ومدافع بوروسيا دورتموند نيك شلوتربيك ومدافع ريال مدريد أنتونيو روديغر هم الأقرب لاستلام هذه المهمة. ولا ننسى قوّة دافيد راوم، لاعب لايبزيغ، في مركز الظهير الأيسر والذي يبدو أنه حجزه في مونديال 2026 في حال بقيَ بمستواه ولم يتعرّض لأي إصابة.

مواهب تستحق الفرصة
بين كل هذه الأسماء المميزة في صفوف "المانشافت"، هناك مواهب تستحق الفرصة في مونديال 2026. من منتخب ما دون 21 عاماً، يوجد لاعب الوسط الهجومي لينارت كارل (17 عاماً) الذي يلعب بثقة كلما دخل أرضية الملعب، وتوم بيشوف (20 عاماً) الذي يمكنه شغل مراكز عدة. لاعبان يتألقان مع بايرن ميونيخ من دكة البدلاء ومع منتخب الناشئين، وفي حال وجدا فرصة أكبر للعب خلال الموسم، فسيستحقان بكل تأكيد فرصة التواجد في تشكيلة ألمانيا في مونديال 2026. وكذلك هو الحال بالنسبة إلى الحارس يوناس أوربيغ (22 عاماً) الذي يبحث عن مكانه بعد اعتزال الأسطورة مانويل نوير.
نبض