بعد موسم ناجح حقق فيه ليفربول لقب الدوري الإنكليزي الممتاز بقيادة المدرب الهولندي آرني سلوت، لجأت إدارة النادي إلى تعزيز تشكيلة فريقها بنجوم من العيار الثقيل للحفاظ على هذا اللقب والمنافسة على البطولات الأخرى.

فتحت إدارة "الريدز" خزينتها وتعاقدت مع أسماء من الصف الأول بمبالغ كبيرة؛ مثل الألماني فلوريان فيرتز من باير ليفركوزن في مقابل 125 مليون يورو، والفرنسي هوغو إيكيتيكي من أينتراخت فرانكفورت في مقابل 95 مليون يورو، والسويدي ألكسندر إيزاك من نيوكاسل يونايتد في مقابل 145 مليون. هذه الصفقات، في الخط الأمامي فقط، كلفت ليفربول 365 مليون يورو.

فيرتز لم يساهم سوى بـ3 تمريرات حاسمة، في حين نجح إيكيتيكي في تسجيل 6 أهداف وتمريرة حاسمة خلال 16 مباراة شاركا فيها. أما إيزاك فأحرز هدفاً واحداً وتمريرة حاسمة في 8 مباريات. أرقام تُعتبر كارثية على نجوم بقيمة هؤلاء. زد على ذلك، أن هداف الفريق الأول المصري ونجمه محمد صلاح لم يتمكن من هزّ شباك خصومه إلا في 5 مناسبات، بالإضافة إلى 3 تمريرات حاسمة. لكن يبقى السؤال: هل المشكلة في الخط الأمامي أم أنها أبعد من ذلك؟

تعرّض محمد صلاح لكثير من الانتقادات منذ بداية الموسم، خصوصاً من النجم الإنكليزي السابق واين روني الذي دعاه الى مساندة زملائه في الخط الخلفي أيضاً. ولم يسلم فلوريان فيرتز من وسائل الإعلام العالمية، فبعد كل مباراة "يُجلد" لعدم مساهمته في تسجيل الأهداف.

في ألمانيا يدعمون فيرتز كثيراً، خصوصاً أنّ المنتخبات على أبواب المشاركة في كأس العالم 2026، ويُعتبر الجناح الشاب صاحب الـ22 عاماً من الركائز الأساسية في تشكيلة المدرب يوليان ناغلسمان. لكنّ موسمه السيئ مع ليفربول قد يؤثر على مستواه مع "المانشافت" مستقبلاً.

المشكلة في ليفربول لا تكمن في الخط الأمامي؛ فالعقم الهجومي هو نتيجة سوء تنظيم خط الوسط بقيادة الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر والهولندي ريان غرافينبيرخ. سلوت عرف كيف يُدير فريق المدرب الألماني السابق يورغن كلوب، لأنه تسلم منظومة جاهزة ومتكافئة، لكنه لم يتوصّل إلى الحلول بعد التغييرات الكبيرة التي طرأت على تشكيلة فريقه.

المدرب آرني سلوت. (أ ف ب)

لا صلاح ولا فيرتز ولا إيزاك يتحمّلون تبعة تراجع النتائج والأداء، بل سلوت "التائه" في كل مواجهة والذي لم يجد بعد أسلوب لعب يُناسب العناصر المميزة في تشكيلته.

وسائل الإعلام الإنكليزية بدأت تتحدث عن فقدان اللقب، إذ يحتل الفريق المركز الثامن في الدوري الإنكليزي الممتاز ويبتعد بفارق 8 نقاط عن أرسنال المتصدّر. لكنّ الموسم لا يزال في بدايته، وكل الاحتمالات مفتوحة في دوري لا تُحسم فيه المنافسة إلا في الأمتار الأخيرة. العناصر متأهبة وجاهزة للعودة، يبقى على سلوت أن يجد مفاتيح اللعب المناسبة قبل فوات الأوان.