في خطوة هي الأولى من نوعها في لبنان، تُنظم وزارة الشباب والرياضة، برعاية وحضور رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، وبالتعاون مع المركز الدولي للأمن الرياضي (ICSS)، وبمشاركة من برنامج الرياضة من أجل التنمية والسلام التابع لصندوق قطر للتنمية (QFFD)، مؤتمراً وطنياً تحت عنوان "نحو استراتيجية وطنية للرياضة في لبنان"، وذلك يوم الخميس 13 تشرين الثاني/نوفمبر في فندق فينيسيا - بيروت.

يُشارك في الجلسات وزراء سابقون من بريطانيا وإسبانيا وصربيا، وخبراء من جامعتي هارفرد والسوربون، وخبراء في النزاهة والحوكمة، كما يتخلل المؤتمر طاولة مستديرة موسّعة بمشاركة ممثلي الاتحادات الرياضية اللبنانية والجهات الراعية ومنظمات تهدف إلى عرض تطلعاتهم وتجاربهم وآرائهم بشأن الاستراتيجية الوطنية للرياضة في لبنان.

وفي حوار خاص مع "النهار"، أكدت وزيرة الشباب والرياضة الدكتورة نورا بايراقداريان أنّ "المؤتمر الرياضي يدخل ضمن استراتيجية رياضية وطنية". وأضافت: "نريد أن نتكلم عن الرياضة كقيمة حياتية وثقافية، لكن قبل كل شيء عن مساهمة الرياضة في الاقتصاد الوطني، في كل المجالات الاجتماعية والثقافية والسياحية والاقتصادية".

وتابعت: "لا يوجد موازنة لوزارة الشباب والرياضة، لأنّ هذه الوزارة لم تكن تعمل بالشكل المطلوب في السابق. لقد سعيت للحصول على موازنة خلال مناقشة الموازنة في الحكومة، ولم أتمكن من تحقيق ما أريد. أغلب الأعمال والنشاطات التي نقوم بها هي مع الأمم المتحدة وبدعم خارجي".

وأشارت بايراقداريان إلى أنّ "هذا المؤتمر مدعوم بتمويل صندوق قطر للتنمية، فلولاه لما تمكّنا من تنظيمه. كما أنه كان يجب أن يُقام في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، لكنه تأجل بسبب الظروف".

وعن أهداف المؤتمر، لفتت بايراقداريان إلى أنه "لوضع استراتيجية لتقديم منظور واضح للرياضة، ونريد أن نستمع إلى تجارب من الخارج".

وأردفت: "هذا النقاش سيجري للمرّة الأولى في لبنان. وبعد هذا المؤتمر سيكون هناك لقاء مع شباب من الجامعة الأميركية (AUB)، حيث من المقرّر أن يجتمع نحو 250 شاباً من المجال الرياضي، وسنعرض عليهم بعض الطروحات، وجهزنا لهم استمارة أيضاً".

وفي ما خص الجهات المموّلة للمشاريع، التي تنفذها الوزارة، كشفت بايراقداريان: "نحن نعمل ضمن الموازنة التي نحصل عليها من السفراء. فنحن الآن بصدد إنشاء منشأتين رياضيّتين في الجنوب بتمويل من السفارة الهندية. نحن نطبّق خططنا بتمويل خارجي". وواصلت: "سأعمل جاهدة من أجل تحويل هذه الاستراتيجية إلى سياسة عامة تُطبق، ويتم تبنيها من قبل الحكومة. نحن في مرحلة تحوّل وصفحة جديدة بدأت مع خطاب القسم لفخامة الرئيس عون، واستكملت برؤية رئيس الحكومة القاضي نواف سلام ومجلس الوزراء. لكن بعض الأمور بحاجة إلى الوقت. لدينا 81 في المئة من الوظائف الشاغرة في الوزارة، فعدد الموظفين قليل جداً، لكنّ الرغبة موجودة".

وأوضحت: "عندما نُعالج أمور اللجنة الأولمبية، وتصبح الأمور على السكة الصحيحة، فأنا متأكدة من أنها ستبرز بشكل أكبر على المستوى الميداني".

ولم تنفِ حاجة الوزارة إلى الدعم: "في كل مشروع نحن بحاجة إلى دعم من الجهات المانحة. لقد شعرت بالحزن عندما ذهبت إلى المسبح الأولمبي، فهو ليس بحاجة إلى الكثير من العمل، لكنه مُهمل. كل شيء جاهز لكننا بحاجة إلى المال".

وعبّرت الدكتورة بايراقداريان عن إصرارها على نقل الرياضة في لبنان إلى مكان آخر، وقالت: "نحن نطمح لتحقيق أمور استثنائية لنقل لبنان إلى موقع مختلف، في كل الوزارات وليس فقط في وزارة الشباب والرياضة. هدفي تحقيق نقلة نوعية في الوزارة قبل انتهاء ولاية الحكومة".

وأعلنت عن إطلاق منصة إلكترونية لنشر كافة الأخبار الرياضية، "على أن تكون متاحة لاحقاً أمام الاتحادات الرياضية، بالإضافة إلى الشباب والجمعيات الكشفية، مع إفساح المجال للأحزاب للوصول إلى خطاب وطني جامع".

وأردفت: "سيكون على المنصة صفحة للوظائف الشاغرة من أجل مساعدة الشباب على إيجاد فرص عمل، وعلى أن تتحوّل المنصة إلى تطبيق. ويلي كل هذا خطة لخلق رابط دائم بين الشباب والوزارة".

وختمت بايراقداريان حديثها: "ننتظر آراء الاتحادات في الجلسة الثالثة من المؤتمر، وأتمنى أن تكون الإرادة موجودة لدى الجميع لطيّ صفحة الماضي وإبعاد السياسة عن الرياضة، وفتح صفحة جديدة تُظهر صورة لبنان الحقيقية. هدفي تحقيق أكبر عدد من المشاريع قبل نهاية ولاية الحكومة وتثبيت الأرضية على أسس متينة".