كيف حوّل ألونسو بيلينغهام إلى محرّك ريال مدريد الأساسي؟
يواصل النجم الإنكليزي جود بيلينغهام ترسيخ حضوره وتأثيره في كل مباراة، ليصبح في فترة قصيرة ركيزة أساسية في تشكيلة ريال مدريد، وذلك بفضل مدرب منحه ثقته الكاملة منذ اللحظة الأولى، تشابي ألونسو.
يُسطّر بيلينغهام فصلاً جديداً في مسيرته، تحت إشراف مدرب يدرك تماماً قيمة مركزه ويمنحه الحرية للابتكار.
منذ تسلم ألونسو قيادة ريال مدريد، نشأت بينه وبين بيلينغهام علاقة فريدة تتجاوز الإطار الفني والتكتيكي لتصل إلى مستوى من الثقة المتبادلة التي تشبه الرهان الناجح.
ومع الانتقادات الحادة التي واجهها بيلينغهام في وقت سابق، ظل ألونسو ثابتاً في موقفه، متمسكاً بإيمانه بقدراته، ومتيقناً من أنه قادر على أن يكون العمود الفقري لوسط الـ"ميرنغي".

أما بيلينغهام، فقد ردّ على هذه الثقة بأداء لافت داخل الملعب، حيث اكتسبت تحرّكاته نضجاً ملحوظاً، وازدادت قراءته للمباريات دقةً وذكاءً، وبفضل مرونته التكتيكية، يتنقل بسلاسة بين أدوار الضغط وصناعة اللعب وإنهاء الهجمات، ليصبح بمثابة المحرّك الأساسي لمنظومة الفريق والمفتاح الذي يستطيع تغيير وتيرة المباراة في أي لحظة.
الأداء الذي يقدمه اللاعب الإنكليزي هذا الموسم يعيد تعريف دور لاعب الوسط؛ ففي مواجهة فالنسيا الأخيرة، جسّد بيلينغهام هذه الرؤية بأداء بطولي، حيث أطلق تسديدة صاروخية عانقت الشباك، تبعتها تمريرات ذكية صنعت فرصاً محققة وأربكت دفاعات الخصم.
تلك المباراة كانت نقطة تضاف إلى سلسلة من التألق المستمر منذ بداية الموسم، فقد سجّل الهدف الحاسم أمام جوفنتوس في دوري أبطال أوروبا 2025–2026، وأضاف هدفين في الدوري الإسباني إلى جانب صناعة تمريرة حاسمة، لتصل مساهماته إلى أربعة أهداف في تسع مباريات فقط، وكل هذا بينما لا يزال اللاعب يستعيد جزءاً من جاهزيته البدنية الكاملة.
يتصرّف بيلينغهام بعقلية لاعب يملك خبرة سنوات طويلة في الملاعب، لا تهزه الضغوط ولا تؤثر فيه الانتقادات، ويجعل أداءه داخل المستطيل الأخضر أبلغ تعبير عن قيمته، ولهذا وجده ألونسو النموذج الأقرب لفلسفته في خط الوسط، لاعب يفكر بعقل تكتيكي يشبهه، لكن بطاقة وشغف أكبر.
نبض