المغرب يصنع الأجيال ومصر تعيش على أمجاد الماضي

رياضة 06-11-2025 | 13:39

المغرب يصنع الأجيال ومصر تعيش على أمجاد الماضي

المغرب اعتمد خطة شاملة ركّزت على تطوير البنية التحتية الرياضية
المغرب يصنع الأجيال ومصر تعيش على أمجاد الماضي
المنتخب المغربي يترك بصمته في مختلف البطولات. (وكالات)
Smaller Bigger

لم تعد مصر تحتلّ مكانة الريادة التي ظلت لعقود طويلة القاطرة التي تقود كرة القدم الأفريقية، حيث تغيرت الموازين واتجهت نحو المغرب الذي بات اليوم النموذج الأبرز في الساحة الكروية.

فيما تستند الكرة المصرية إلى إرث أمجاد الماضي من دون تقديم رؤية واضحة أو مشروع جديد، تمكن المغرب من بناء منظومة رياضية متكاملة خلال فترة قصيرة، جعلت التركيز على التخطيط المحكم والاستثمار في المواهب الشابة حجر الزاوية في تحقيق نهضة كروية مستدامة.

خلال سنوات قليلة، نجح المغرب في ترسيخ سيطرته على المسابقات الأفريقية في مختلف الفئات العمرية، مُثبتاً حضوره على الساحة العالمية أيضاً، ما جعله نموذجاً يُحتذى به داخل القارة وخارجها.

لم تقتصر الإنجازات المغربية على المنتخب الأول، بل امتدت إلى مختلف الفئات العمرية منذ بداية التغيير الحقيقي عقب خروج المنتخب الوطني من كأس أمم أفريقيا 2013، حيث شكّل هذا الحدث نقطة انطلاق نحو مسيرة مليئة بالنجاحات.

اعتمد المغرب خطة شاملة ركّزت على تطوير البنية التحتية الرياضية عبر إنشاء أكاديميات متخصصة وتجهيز مركز محمد السادس لكرة القدم الذي يُصنف اليوم ضمن الأفضل عالمياً، واعتُمدت رؤية موحدة للهوية الفنية لكل المنتخبات، واللجوء إلى نهج احتراف اللاعبين منذ سن مبكرة لصقل مهاراتهم وتعزيز خبراتهم. هذه الاستراتيجية أثمرت ظهور مواهب مغربية مميزة تنافس على أعلى المستويات الدولية.

ثمرة هذه الجهود كانت واضحة في مونديال قطر 2022، حيث حقق المنتخب المغربي إنجازاً استثنائياً بوصوله إلى نصف النهائي كأول فريق عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز.

في مسابقات الفئات العمرية، برز منتخب الشباب المغربي تحت 17 عاماً بأداء مميز في كأس العالم 2023 حيث تصدر مجموعته وتأهل إلى ربع النهائي، وحقق إنجازاً آخر بالفوز بلقب كأس أفريقيا 2025 بعد تغلبه على منتخب مالي بركلات الترجيح.

إلى جانب ذلك، حقق منتخب تحت 20 عاماً نتائج لافتة، خصوصاً بعدما نجح في التتويج ببطولة كأس العالم هذا العام في إنجاز غير مسبوق لأيّ منتخب عربي أو أفريقي، وقدّم أداءً استثنائياً بدءاً من مرحلة المجموعات وصولاً إلى النهائي.

 

الجمهور المغربي في المدرجات. (وكالات)
الجمهور المغربي في المدرجات. (وكالات)


على الجانب الآخر، تعيش كرة القدم المصرية حالة من التراجع الملحوظ منذ انتهاء حقبة حسن شحاتة التي كانت علامة فارقة حين حقق المنتخب ثلاثة ألقاب متتالية لكأس الأمم الأفريقية أعوام 2006 و2008 و2010.

منذ ذلك الحين، بدأت النتائج تتدهور تدريجاً؛ فلم ينجح المنتخب الأول في التأهل إلى مونديال 2014 وكانت مشاركته في مونديال 2018 مخيبة للآمال، وخسر نهائي أمم أفريقيا 2021 أمام السنغال بركلات الترجيح، وودّع تصفيات مونديال 2022 أمام المنتخب نفسه.

ومع أنّ النتائج تحسنت نسبياً تحت قيادة حسام حسن، خصوصاً بعد ضمان التأهل إلى كأس أمم أفريقيا والصعود إلى مونديال 2026، لكن هذا التحسّن لم يُترجم بعد عودةً حقيقية لطموحات منتخب كان يوماً ما مهيمناً على كرة القدم الأفريقية.

أما على صعيد المنتخبات العمرية، فقد باتت آثار التراجع واضحة، إذ خرج منتخب الشباب تحت 20 عاماً من كأس العالم هذه السنة بنتائج كارثية في مرحلة المجموعات، وودّع المنتخب الأولمبي أولمبياد طوكيو من الدور ربع النهائي ولم يتمكن من التأهل إلى أولمبياد باريس 2024.

بات الفارق ملحوظاً جداً بين كرة القدم المغربية التي شهدت تطوّراً لافتاً بفضل التركيز على اكتشاف المواهب الحقيقية من مختلف الأماكن، مع اختيارها بعناية لتمثيل المنتخب بناءً على الكفاءة والقدرات من دون الالتفات إلى الأسماء، وبين كرة القدم المصرية التي تعاني من استمرار الاعتماد على المحسوبيات في عملية اختيار اللاعبين.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 11/4/2025 6:56:00 PM
شقيق الضحية: "كان زوجها يمسك دبوسا ويغزها في فمها ولسانها كي لا تتمكن من تناول الطعام".
أوروبا 11/4/2025 7:39:00 PM
يبلغ من العمر 48 عاما ويعمل في شركة LNER منذ أكثر من 20 عاما.
فوز زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك، ليصبح أول مسلم من جيل الألفية يتولى قيادة أكبر مدن الولايات المتحدة