غرانيت تشاكا "قلب" سندرلاند النابض
متجاوزاً حدود الزمن ومثبتاً أنه لا يزال في قمّة عطاءاته، يواصل غرانيت تشاكا تقديم أداء متميّز والارتقاء بمسيرته، وهذه المرة برفقة فريق سندرلاند الإنكليزي.
اللاعب السويسري، الذي اعتقد الكثيرون أنه على مشارف نهاية مشواره الكروي عند انتقاله من باير ليفركوزن إلى سندرلاند، خالف كل التوقعات ليصبح القوة المحركة والقائد الحقيقي للفريق الإنكبيزي.
وفي عمر الـ33 عاماً، يظهر اللاعب كأنه في العشرينات، بعدما تحوّل إلى الركيزة الأساسية في خطط الفريق داخل الميدان.

من مغامرته في الدوري الألماني، مروراً بمحطات مختلفة في مسيرته بين الأندية، وصولاً إلى تجربته الجديدة مع سندرلاند، رسم تشاكا مسار نجاحه بخطوات ثابتة وكأنه مولود لأجل التحديات، مستعداً دائماً لاقتحام أصعب الساحات بشجاعة وحكمة.
انتقاله إلى سندرلاند لم يكن مجرد صفقة تقليدية، بل حمل بين طيّاته رسالة واضحة بأن العزيمة والموهبة يتفوّقان على كل القيود، وقدرته على تحدي الصعوبات والإبداع وسط أصعب الظروف جعلت منه نموذجاً للاعب لا يرضى بالاعتيادي.
منذ انطلاق الموسم، تألق تشاكا بأداء استثنائي أسهم في جعل سندرلاند منافساً حقيقياً على المراكز الأولى في الدوري الإنكليزي، وكان وجوده حاسماً في تقدّم الفريق إلى المركز الرابع في جدول الترتيب، مستعيداً بذلك أمجاد الفريق التي طال انتظارها.
إحدى أبرز محطات تألقه ظهرت جليّةً خلال مباراة إيفرتون، حيث قدّم أداءً ثابتاً طوال اللقاء وتمكن من تسجيل هدف حاسم منح فريقه نقطة، إضافة إلى ذلك، صنع خمس فرص تهديفية محققة كادت تمنح فريقه الفوز كاملاً.
تألق تشاكا لم يكن حدثاً عارضاً في محطة بعينها، بل كان سمة ملازمة له طوال الموسم، حيث سجل اسمه كواحد من أكثر لاعبي الوسط دقة في التمريرات الطويلة، محتلاً المركز الثاني في هذا الجانب، كما أثبت نفسه في الأدوار الدفاعية باحتلاله المركز الثالث ضمن قائمة أبرز اللاعبين في الإبعاد الدفاعي.
ولم يقتصر دوره على ذلك فحسب، بل قدم أيضاً ثلاث تمريرات حاسمة، ليعود ويؤكد جدارته كلاعب لا يعرف طعم الاستسلام أو التراجع.
تجاوز دور تشاكا في منظومة فريقه، كونه لاعب وسط تقليدياً، فهو أشبه بعمود فقري يحمل روح الفريق ويمنحه التوازن المطلوب، وكان الرابط بين الدفاع والهجوم، والمحفز الذي يبقي الفريق صامداً في الأوقات الصعبة.
لم يكن حضوره داخل الملعب عادياً، فقد تميّز بتقديم حلول إبداعية سواء عبر تمريراته الدقيقة أو تكتيكاته المدروسة، بحركته الذكيّة وتناغمه مع زملائه، كان يفتح المساحات ويغيّر رتم المباراة لمصلحة فريقه بضغطة واحدة.
اليوم، يضيف غرانيت تشاكا صفحة جديدة إلى كتاب مسيرته الملهم، مسيرة مليئة بالبذل والعطاء تؤكد أن المشوار لا يُقاس بعمر أو رقم، إنه اللاعب الذي ما زال يلعب بروح المحارب وشغف البداية، يقود فريقه بثقة وجدارة، وكأن الزمن خُلق ليشهد لحظاته الاستثنائية هذه.
نبض