كأس أفريقيا.. السجال يتجدّد بين الأندية الأوروبية ومنتخبات لاعبيها

رياضة 04-11-2025 | 08:41

كأس أفريقيا.. السجال يتجدّد بين الأندية الأوروبية ومنتخبات لاعبيها

تتحوّل كأس أفريقيا في نظر مدربي الأندية الأوروبية إلى كابوس يهدد استقرار الفرق التي تخوض صراعات الألقاب محلياً وقارياً
كأس أفريقيا.. السجال يتجدّد بين الأندية الأوروبية ومنتخبات لاعبيها
عمر مرموش ومحمد صلاح يشكلان جزءاً من مشروع اللقب بالنسبة إلى مدرب منتخب مصر حسام حسن. (وكالات)
Smaller Bigger

يستعر السجال الموسمي بين الأندية الأوروبية لكرة القدم ولاعبيها الأفارقة، ويتجدّد "الصداع" قبل أسابيع من انطلاق كأس الأمم الأفريقية 2025، إذ إن البطولة القارية التي تُقام في منتصف الموسم تربك حسابات الأندية الكبرى والمدربين في ذروة المنافسات.

ومع اقتراب انطلاق البطولة في المغرب بين 21 كانون الأول/ ديسمبر و18 كانون الثاني/ يناير، تعود المعركة القديمة بين المنتخبات الأفريقية والأندية الأوروبية إلى الواجهة. فالبطولة التي تمثّل حلماً لكل لاعب إفريقي، تتحوّل في نظر المدربين إلى كابوس يهدد استقرار الفرق التي تخوض صراعات الألقاب محلياً وقارياً.

ورغم أن البطولة ينتظرها أكثر من مليار مشجع، فإنها تمثل للأندية والمدربين مرحلة حرجة، يخسرون خلالها عناصرهم الأكثر تأثيراً في لحظة حساسة من الموسم.

التوتر يتصاعد من إنكلترا

يشتعل الجدل مبكراً في إنكلترا، حيث يرفض ليفربول التخلي عن نجمه الأول محمد صلاح قبل الموعد المحدد، بينما يتمسّك مانشستر سيتي ببقاء عمر مرموش الذي استدعاه مدرب المنتخب المصري حسام حسن لخوض ودية أمام نيجيريا في 14 كانون الأول/ ديسمبر.

وردّ حسام حسن بحزم: "المنتخب فوق الجميع، صلاح ومرموش سينضمان في الموعد، فهما جزء من مشروع اللقب". أما مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا فقال بواقعية: "كأس أفريقيا بطولة ينتظرها اللاعبون لرفع اسم بلادهم، علينا احترام ذلك، لكننا في النهاية من يدفع ثمن الغيابات".

ويعني غياب صلاح عن ليفربول خسارة أكثر من ثلث إنتاج الفريق التهديفي، فيما سيحرم "سيتيزنس" من أحد أبرز لاعبيه الصاعدين في "بريميرليغ".

 

كأس أفريقيا. (وكالات)
كأس أفريقيا. (وكالات)

 

وعبّر مدرب ليفربول السابق الألماني يورغن كلوب بعبارة باتت شهيرة: "كأس أفريقيا بطولة عظيمة… لكن توقيتها كارثي للأندية".

أوروبا كلها متأثرة
ولا يقتصر التأثير على إنكلترا، فالأمر يمتد إلى مختلف الدوريات الكبرى في القارة العجوز. ففي فرنسا، سيفتقد باريس سان جيرمان ظهيره المغربي أشرف حكيمي، وهو غياب يضرب توازن الفريق تكتيكيًا. المدرب لويس إنريكي قال أخيراً: "غياب حكيمي يجبرنا على إعادة التفكير في طريقة اللعب بأكملها".

أما في ألمانيا، فيواجه بوروسيا دورتموند فقدان مدافعه الجزائري رامي بن سبعيني، بينما سيحرم باير ليفركوزن من المغربي أيمن المرابط والنيجيري فيكتور بونيفيس، في فترة يلاحق فيها حلم التتويج بالدوري مجدداً.

 

ويحظى الجزائري إسماعيل بن ناصر بأهمية كبيرة لدى أولمبيك مرسيليا إذ يرى العديد من المدربين بأنه "لاعب لا يمكن استبداله… بكونه يشكل التوازن في أي فريق"، وهو يشكل أحد أهم أركان تشكيلة المدرب الإيطالي روبرتو دي زيربي إلى جانب المغربي نايف أكرد والجزائري أمين غويري فضلاً عن الغابوني بيار إيمريك أوباميانغ أي سيفتقد الفريق نصف قوته في وقت حساس من الصراع على لقب "ليغ 1".

 

أشرف حكيمي بقميص باريس سان جيرمان. (وكالات)
أشرف حكيمي بقميص باريس سان جيرمان. (وكالات)

 

وفي تركيا، سيغيب المغربي يوسف النصيري عن فنربخشة، ما سيترك فراغاً واضحاً في الخط الأمامي ويجبر المدرب على تعديل أسلوب اللعب بالكامل. 

معضلة مزمنة
تجد الأندية الأوروبية نفسها أمام معضلة مزدوجة: التوفيق بين التزاماتها الرياضية والتجارية من جهة، واحترام حق اللاعبين في تمثيل أوطانهم من جهة أخرى.

في المقابل، يرى الاتحاد الأفريقي أن أوروبا لا تزال تتعامل مع البطولة بنظرة دونية. وأوضح رئيس الاتحاد الأفريقي باتريس موتسيبي: "لن نعتذر عن مواعيدنا. أفريقيا تملك الحق في تنظيم بطولاتها متى شاءت، وعلى الأندية الأوروبية التكيف مع ذلك".

بين الانتماء والاحتراف
تكشف الأزمة الحالية حقيقة باتت بديهية: اللاعب الأفريقي، والعربي خصوصاً، لم يعد عنصراً مكمّلًا في الأندية الأوروبية، بل ركيزة في منظومتها التكتيكية والتجارية، فغياب هؤلاء النجوم لا يقاس بالأهداف وحسب، بل بالحضور القيادي والرمزي داخل الفرق.

فمن محمد صلاح في ليفربول إلى أشرف حكيمي في باريس، وبن ناصر في ميلان، والنصيري في تركيا، ومرموش في مانشستر سيتي، ونصير مزراوي في مانشستر يونايتد وغيرهم عشرات النجوم العرب، تتأثر الفرق الكبرى بغياب لاعبيها العرب والأفارقة، سواء على مستوى النتائج أو الجماهير أو الصورة الإعلامية، إذ إن كأس أفريقيا لم تعد مجرد بطولة قارية، بل اختبارٌ حقيقي لهوية اللاعب بين الانتماء للوطن والاحتراف الأوروبي.

كل هدف سيسجله لاعب عربي في المغرب سيُسمع صداه في ملاعب أوروبا، تذكيراً بأن أفريقيا لا تزال قارة تربك حسابات اللعبة حين تدق ساعة الحلم القاري.

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/3/2025 5:40:00 AM
يكفي الفلسطينيين إساءة الى لبنان الذي حضنهم، وإساءة الى اللبنانيين على مختالف فئاتهم ومكوناتهم
ثقافة 11/2/2025 10:46:00 AM
"والدي هو السبب في اكتشاف المقبرة، وكان عمره وقتها 12 عاماً فقط سنة 1922."
النهار تتحقق 11/3/2025 10:29:00 AM
تظهر المشاهد الرئيس عون في قاعة كبيرة، وسط أشخاص. وفي المزاعم، "كان يزور "معرض أرضي" في الضاحية". هل هذا صحيح؟ 
وُلدت دواجي في هيوستن بولاية تكساس لأسرة سورية، وقضت طفولتها بين الخليج والولايات المتحدة بعد انتقال عائلتها إلى دبي وهي في التاسعة من عمرها.