ريال مدريد في "جحيم" أنفيلد... مواجهة بين فلسفتين كرويتين
سيتحوّل معقل نادي ليفربول الإنكليزي "أنفيلد" إلى ساحة لاختبار الأعصاب قبل المهارات، حيث سيكون مسرحاً لمواجهة مرتقبة بين فريق أصحاب الأرض "ريدز" وضيفه ريال مدريد في الجولة الرابعة من الدور الأول لدوري أبطال أوروبا.
اللقاء ليس فقط بين ناديين جمعا أكثر من 20 لقبًا قاريًا، بل بين فلسفتين في كرة القدم: إحدى المدرستين تؤمن بالعاطفة، بالأغنية التي ترافقك من النشيد إلى الهدف؛ والأخرى تؤمن بالهيبة، بالثقة الباردة التي لا تعرف التردد.
قمة تحفل بالكثير من المشاحنات التاريخية، ولا سيما نهائي البطولة القارية 2018، ثم تكرّر الأمر في نهائي 2022، فضلاً عن أنها تشكّل انطلاقة جديدة لليفربول هذا الموسم بعد سلسلة من الاهتزازات وتسجيل نتائج ضعيفة، أثارت الشك لدى الجماهير حول جودة فريق المدرب الهولندي آرنه سلوت.
في المقابل، سيكون "ميرينغي" أمام اختبار قاس لكشف مدى قوته، بعدما سطّر نتائج بارزة في الأسابيع الماضية، ولا سيما حسمه "كلاسيكو الأرض" ضد غريمه التقليدي برشلونة.
وتنفّس ليفربول الصعداء بفوزٍ ثمين على أستون فيلا بعد أربع هزائم متتالية، وعاد بالتالي إلى الواجهة الأوروبية، وهو يبحث عن استعادة كبريائه أمام ريال مدريد الذي لا يعرف سوى الانتصار في الأسابيع الأخيرة.
النغمة مختلفة في مدريد؛ تشابي ألونسو، القادم من مجد ليفربول كلاعب، لا يريد أيّ تشويش قبل القمة.
"لن نتدرّب في أنفيلد، لا نريد أن تلتقطنا 200 كاميرا"، قالها بحزم في مؤتمره الصحافي. تصريح يعكس صرامة الرجل وثقته في مجموعته، خصوصاً بعد اكتساح فالنسيا برباعية وتأكيد صدارة "لا ليغا" إثر الانتصار على برشلونة في الكلاسيكو.
على الجهة الأخرى، أظهر سلوت شيئًا من التفاؤل الحذر بعد الفوز على أستون فيلا، قائلاً: "لقد استعدنا بعضاً من شخصيتنا. لكن أمام ريال مدريد لا يكفي أن تكون جيداً… عليك أن تكون مثالياً". تصريح يعكس وعيه بأن ريال مدريد ليس مجرد خصم، بل ذاكرة مؤلمة للريدز، عقدة لم تُحلّ بعد رغم مرور السنوات.
المعركة المنتظرة تحمل نكهة خاصة في المواجهة الثنائية بين نجمي الفريقين المصري: محمد صلاح من ليفربول، والفرنسي كيليان مبابي من الريال.

صلاح، الذي وصل إلى هدفه الرقم 250 مع ليفربول، وعادل رقم واين روني في المساهمات التهديفية في "بريميير ليغ"، يدخل اللقاء مثقلاً بعبء الأرقام أمام مدريد: تسع مباريات، هدفان فقط، وسبع هزائم. لكنه يعرف أن "أنفيلد" لطالما كان مسرحاً لتصحيح التاريخ، وربما آن الأوان ليكسر تلك السلسلة.
من ناحيته، يعيش مبابي لحظة استثنائية، إذ يبدو أنه استوعب بسرعة فلسفة ريال مدريد الجديدة: هدوء قبل العاصفة. أداؤه المتّزن، وحسمه أمام المرمى، جعلا الصحافة الإسبانية تصفه بـ"المنقذ الصامت".
هو يُدرك أن مواجهة ليفربول في أنفيلد ليست اختباراً فردياً، بل امتحان لهيبة ريال مدريد نفسه خارج ملعب "سانتياغو برنابيو".
وفي خضم هذه التفاصيل، تعود ورقة ترينت ألكسندر-أرنولد لتشكّل دفعة نفسيّة قوية لليفربول، بعدما أثبت أمام فيلا أنه لا يزال القلب النابض في منظومة أرنه سلوت، سواء بتمريراته القاتلة أم بقدرته على قيادة الإيقاع الهجوميّ من الخلف.
وقد يواجه ألكسندر-أرنولد استقبالًا عدائيًا نوعًا ما من جماهير ليفربول، التي لا تزال غير راضية عن الطريقة التي رحل بها عن النادي. ورغم إدراكه لذلك، أكد النجم الإنكليزي أنه لن يحمل أبدًا أيّ مشاعر سلبية تجاه جماهير ليفربول، كما كشف أنه تبادل رسائل طريفة مع عدد من زملائه السابقين، بعد تأكيد مواجهة ليفربول أمام ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا.
نبض