كنسمة خفيفة، يقتحم الجزائري إيلان قبال النجومية، يلفت الأنظار بأسلوبه الهادئ الذي لا يعتمد على صخب الشهرة، بل تبرز مهاراته لتروي قصته بأوضح صورة.

يمتلك جناح نادي باريس إف سي، مزيجاً نادراً من السرعة والذكاء؛ يتقن المراوغة بثقة ويسدّد بدقة لافتة، مجسداً موهبة صاعدة بُنيت على الصبر والعمل الجاد، يؤكد أنه مشروع نجم واعد مباراة بعد أخرى، مجسّداً الطموح والمثابرة.

يتحيّن الجزائريون صعود نجم جيل جديد، يكمل ما باشره أساطير العهد الحالي مثل بغداد بونجاح وإسلام سليماني ورياض محرز، ويشكلون العماد الأساس لمستقبل الكرة الوطنية، ويظهر اسم قبال (27 سنة) كإحدى أبرز المواهب التي تعطي إشارات قوية لعهد مشرق لمنتخب "محاربي الصحراء".

هذا الموسم، أثبت نفسه بجدارة مع نادي العاصمة الثاني، حيث جذب الأنظار بمستواه اللافت، ولا سيما خلال المواجهة الحاسمة أمام فريق أولمبيك ليون.

في تلك المباراة، كان فريقه متأخراً 1-3 حتى الدقيقة السابعة والسبعين، إلا أن قبال أعاد فريقه إلى أجواء المباراة بسرعة مذهلة، مسجلاً هدف التقليص، ثم سطع نجمه بتمريرة حاسمة أسهمت في إدراك التعادل في غضون دقائق قليلة، ليحصد فريقه نقطة ثمينة من مواجهة حامية.

لم يقتصر أداء الشاب الجزائري المميز على تلك المباراة وحسب، بل استمر على نفس النسق منذ بداية الموسم، فخلال عشر مباريات، أحرز خمسة أهداف وصنع أربعة أخرى، ما أثبت مكانته كواحد من النجوم الصاعدين في "ليغ 1".

الأرقام تتحدث عنه بقوة؛ فهو ثاني أكثر اللاعبين تأثيراً في تسجيل وصناعة الأهداف بالدوري الفرنسي بمجموع تسع مساهمات، ويحتل المركز الثالث في صناعة الفرص بـ24 فرصة مُحققة.

ما يجعل إنجازاته أكثر بريقاً هو تحقيقها مع فريق حديث العهد بدوري الدرجة الممتازة، حيث يخوض موسمه الثاني بعد الصعود من الدرجة الثانية، وهذه الخلفية تزيد من قيمة مسيرته التي بدأت بعيداً عن الأضواء ووضعت اسم قبال بين الصفوة.

أسماء من أصول جزائرية تلمع في سماء الكرة الأوروبية، وتالياً يبدو منتخب "الخضر" ثرياً بالكنوز الكروية التي تحتاج إلى الدعم والتطوير، مشكّلةً مزيجاً من المهارات العالية والطموح وروح القتال، وهذه الطاقات تبشّر بقدرة المنتخب على استعادة مجده والمنافسة أفريقياً وعالمياً.