تشهد العاصمة البحرينية المنامة حدثاً رياضياً عالمياً بارزاً مع افتتاح مركز الاتحاد الدولي للألعاب المائية للتميّز في البحرين، في خطوة تؤكد مكانة المملكة المتنامية على خريطة الرياضة الدولية، وتُجسّد رؤيتها في تطوير البنية التحتية للرياضات المائية واستقطاب الكفاءات العالمية.

ويأتي هذا الافتتاح تزامناً مع استضافة البحرين دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب، ليشكّل إضافة نوعية لمسيرة الإنجازات الرياضية التي تشهدها المملكة.

ويُعد المركز الأول من نوعه في المنطقة، إذ يوفّر للرياضيين فرصة الجمع بين الدراسة الأكاديمية في جامعة التكنولوجيا في البحرين (UTB) والتدريب الاحترافي في منشأة متكاملة تضم مسبحاً أولمبياً بطول 50 متراً، ومسبحاً أولمبياً للغطس، وسكناً مخصصاً للرياضيين، ومرافق تعليمية حديثة ضمن حرم الجامعة.

الاتحاد الدولي للألعاب المائية يفتتح مركز التميّز في البحرين. (وكالات)

وجرت مراسم الافتتاح برعاية وحضور الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ورئيس الهيئة العامة للرياضة، ورئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وبمشاركة كبار ممثلي الاتحاد الدولي للألعاب المائية، واللجنة الأولمبية البحرينية، ومجموعة GFH المالية، ومجموعة النمل، وشركة إنفراكورب، وجامعة التكنولوجيا البحرين.

وينضم مركز الاتحاد الدولي للألعاب المائية للتميّز – البحرين إلى شبكة عالمية من مراكز التدريب عالية الأداء التابعة للاتحاد الدولي في أستراليا، كندا، فرنسا، المجر، تايلند، والولايات المتحدة الأمريكية.

ويقيم حالياً خمسة رياضيين دوليين في البحرين ويتدربون تحت إشراف فريق الاتحاد الدولي للألعاب المائية، بالتوازي مع دراستهم الأكاديمية في جامعة التكنولوجيا البحرين.

الاتحاد الدولي للألعاب المائية يفتتح مركز التميّز في البحرين. (وكالات)

ومن المتوقع أنه بحلول الربع الأول من عام 2026، سيستضيف المركز عددًا متزايدًا من الرياضيين الحاصلين على منح دراسية من مختلف أنحاء العالم، ليصل عددهم إلى أكثر من 50 رياضياً خلال العام.

وتم تحويل المنشأة خلال الحدث إلى لوحة فنية مبهرة تعكس الابتكار والإبداع، حيث شاهد الحضور عرضاً بصرياً مذهلاً بأبعاد 85 متراً × 10 أمتار يصوّر مستقبل المركز، تلاه عرض حيّ راقص استخدم فيه المؤدون أقمشة متحركة فوق سطح المسبح لتجسيد رمزية الماء والحركة والتقدّم والوحدة من خلال الرياضة.

وشهد حفل الافتتاح كلمات ملهمة من عددٍ من القادة والشخصيات البارزة المشاركين في هذا الحدث العالمي، الذين أعربوا عن فخرهم بالشراكة التي أثمرت عن إطلاق مركز الاتحاد الدولي للألعاب المائية للتميّز – البحرين، مؤكدين أن هذا المشروع يمثل نموذجاً متقدّماً يجمع بين التعليم والرياضة والابتكار.

الاتحاد الدولي للألعاب المائية يفتتح مركز التميّز في البحرين. (وكالات)

وأعرب حسين المسلم، رئيس الاتحاد الدولي للألعاب المائية، عن امتنانه وفخره بهذه اللحظة التاريخية، مؤكداً أن المركز يجسد رؤية الاتحاد في تمكين الرياضيين من الوصول إلى كامل إمكاناتهم، حيث قال: "يجسد مركز الاتحاد الدولي للألعاب المائية للتميّز – البحرين رؤيتنا في تمكين الرياضيين من تحقيق كامل إمكاناتهم بغض النظر عن أماكن انطلاقهم. ومن خلال هذه الشراكة مع مملكة البحرين، نبني أكثر من مجرد منشأة تدريبية — نحن نبني مجتمعاً يجمع بين الرياضة والتعليم والابتكار. وسيكون هذا المركز منارة للرياضيين الطموحين من جميع أنحاء العالم ورمزاً قوياً لالتزام الاتحاد الدولي بالتميّز".

من جانبه، أكد هشام الريّس، الرئيس التنفيذي لمجموعة GFH المالية ورئيس جامعة التكنولوجيا في البحرين، على أن المشروع يعكس الطموح الوطني للبحرين في أن تكون مركزاً عالمياً للتعليم والرياضة، قائلاً: "نحن فخورون بشراكتنا مع الاتحاد الدولي للألعاب المائية في مشروع يعكس الطموح الاستراتيجي للبحرين لتصبح وجهة عالمية للتعليم والابتكار والتميّز الرياضي. إن مركز التميّز يمثل نموذجاً للتعاون والرؤية المشتركة التي تخلق فرصاً للرياضيين وتعزز مكانة المملكة كقائدة في مجال تطوير الرياضة".

كما أشار فارس مصطفى الكوهجي، الأمين العام للجنة الأولمبية البحرينية، إلى أن افتتاح المركز يأتي امتداداً لرؤية الشيخ خالد بن حمد آل خليفة في تعزيز مكانة البحرين الرياضية، مؤكداً: "يعكس هذا الافتتاح الكبير التزام البحرين الراسخ بقيم الرياضة ورؤية الشيخ خالد بن حمد آل خليفة. إن مركز الاتحاد الدولي للألعاب المائية للتميّز استثمار في الجيل القادم ورمز دائم لدور البحرين كمركز عالمي للرياضة ولدعمها للشباب والتنمية والتعاون الدولي".

وفي السياق ذاته، شدّد ماجد الخان، الرئيس التنفيذي لجامعة التكنولوجيا البحرين، على أهمية الدمج بين التعليم والرياضة في بناء جيل متكامل، قائلاً: "تجمع هذه الشراكة بين الاتحاد الدولي للألعاب المائية وجامعة التكنولوجيا البحرين بين قوتين عظيمتين – التميّز الأكاديمي والرياضي. نحن فخورون بأن نوفر بيئة يستطيع فيها الرياضيون متابعة طموحاتهم الأكاديمية والرياضية في آنٍ واحد، بما يضمن نموهم الإنساني خارج حدود المسابح بنفس قدر نجاحهم داخلها".

واختتم الكلمات عمر عباس، ممثل الرياضيين المقيمين، الذي عبّر عن حماسة الرياضيين المقيمين في المركز قائلاً: "بالنسبة لكل رياضي هنا، يمثل هذا المركز رمزاً للفرص والإلهام. نحن فخورون بأن نكون أول من يسكنه، ونتطلع إلى تمثيل هذه الرؤية مع توسعها واستقبالها لمزيد من الرياضيين من جميع أنحاء العالم".