يُعدّ أحمد عيد عبد الملك من أبرز الشخصيات في كرة القدم المصرية، سواء كلاعب مع منتخب مصر وفرق مثل حرس الحدود والزمالك، أو كمدرب يسير بخطوات ثابتة نحو التميّز، ويتولى حالياً قيادة فريق الداخلية في رحلة العودة إلى الدوري الممتاز.

وتحدث أحمد عيد عبد الملك، عن تجربته مع الداخلية، قائلاً: "الأمور تسير بشكل جيد جداً حتى الآن"، موضحاً أن الفريق كان يحتل المركز الثاني حتى الأسبوع الثامن قبل الخسارة أمام أبو قير بهدف دون رد، لكنه لا يزال ضمن دائرة المنافسة، حيث لا يفصله سوى نقطة ونقطتين عن المركزين الثالث والثاني توالياً.

وأشار في حديث مع "النهار" إلى صعوبة المنافسة على الصعود، مبيّناً أنها "غالباً لن تُحسم إلا مع الأسابيع الأخيرة بسبب تقارب مستوى الفرق"، وأضاف أن فريق الداخلية اعتاد على الحضور المتكرر بين الممتاز ودوري المحترفين خلال السنوات الـ15 الماضية.

أحمد عيد عبد الملك.

أما عن أهداف الداخلية، فقد أكد أن النادي يمتلك روحاً تنافسية قوية تؤهّله للعودة إلى الدوري الممتاز، مشيراً إلى محدودية الإمكانيات المتاحة، قائلاً: "لا أعمل مع فرق فاقدة للطموح"، وكشف عن حاجته إلى إبرام بعض الصفقات في كانون الثاني/يناير المقبل "لتطوير تشكيلة الفريق وتعزيز قدرته على المنافسة".

وفي مقارنة بين الدوري الممتاز ودوري المحترفين، أشار إلى أن الأخير يتميز بشراسته وقوة منافساته، بينما يحظى الدوري الممتاز بمتابعة أكبر نظراً لتوافر تقنية الفار والتغطية الإعلامية المكثفة، وعرض تجربته السابقة في تدريب غزل المحلة والصعود به إلى الدوري الممتاز، إضافة إلى تجربته مع حرس الحدود، لافتاً إلى تأثير غياب تقنية الفار في دوري المحترفين على نتائج المباريات.

وأوضح أن اتحاد الكرة يسعى لتطوير دوري المحترفين عبر بث بعض المباريات أسبوعياً، لكنه شدد على أهمية دعم الحكام لتحقيق العدالة الكاملة في المسابقات.

وعند الحديث عن المدربين المصريين والأجانب، أوضح عبد الملك أن الفارق بين الاثنين تقلص بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، حيث أصبح المدرب المصري أكثر تطوراً وانفتاحاً على الأفكار الحديثة، وقال: "أعتبر فيريرا أفضل مدرب أجنبي عمل في مصر"، منوهاً بأهمية الاستفادة من شخصيته الممزوجة بالتحفيز والانضباط، وأشاد بتجربة المغرب التي دعمت المدرب الوطني لتحقيق إنجازات مميزة.

وفي ما يخص نادي الزمالك، أرجع عبد الملك أغلب الأزمات التي يواجهها الفريق إلى الظروف المادية التي تؤثر كثيراً على التعاقدات ودعم الفريق وتحقيق الاستقرار، لكنه أشار إلى أن الفريق ليس بعيداً عن المنافسة، موضحاً أن "الفارس الأبيض" دائماً ما يبقى حاضراً في قلب البطولات مع كل الصعوبات.

وتطرق بحديثه إلى المشكلات التي واجهت الزمالك في بداية الموسم تحت قيادة يانيك فيريرا، موضحاً أن الفريق عانى خلال أول 10 مباريات من أخطاء فنية واضحة في التشكيلات والقرارات داخل الملعب، وأشار إلى أن جماهير النادي أصبحت أكثر وعياً ومدركة لتفاصيل ما يجري، لافتاً إلى أن الإدارة كانت تملك فرصة للتعاقد مع مدير فني جديد خلال فترة التوقف الدولي، لكنها اختارت استمرار الجهاز الفني الحالي.

وعند الحديث عن بيزيرا، أكد عبد الملك أنه قدّم إضافة واضحة للزمالك حتى الآن، لكنه لم يحصل بعد على الفرص ذاتها التي أتيحت لـ"أحمد سيد زيزو" بسبب اختلاف الظروف، ورأى أن المقارنة بينهما ليست عادلة في الوقت الراهن.

وتحدث عبد الملك عن منتخب مصر، قائلاً "حسام حسن يملك حظاً جيداً بتوليه قيادة المنتخب في هذه المرحلة"، مشيراً إلى أن "الفراعنة" يمتلكون جيلاً متوازناً يجمع بين الخبرة والمهارة، مع وجود محترفين بارزين مثل محمد صلاح وعمر مرموش، إلى جانب تنوع كبير في عناصر خط الوسط، وهو ما يمنح المنتخب فرصة واقعية للتنافس على البطولات الأفريقية وتحقيق نتائج مميزة في كأس العالم 2026.

وتابع عبد الملك حديثه عن أبرز اللاعبين في مصر، مشيداً بإبراهيم عادل وإمام عاشور باعتبارهما من أفضل اللاعبين في الوقت الراهن.

وفي سياق آخر، أعرب عبد الملك عن دهشته من استبعاد الحارس أحمد الشناوي من قائمة المنتخب، مؤكداً أنه يقدم أداءً مميزاً ويعد من أبرز المنافسين على جائزة أفضل حارس في أفريقيا.

واختتم عبد الملك حديثه، متطرقاً إلى واقع الاحتراف في الكرة الحديثة، مؤكداً أن الوفاء لم يعد يحتل المرتبة الأولى في زمن الغلاء، إذ بات اللاعب يفكر في مستقبله المادي وحياة أسرته أكثر من أي وقت مضى، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن المال ليس كل شيء، قائلاً "اللاعب الذي صنع له نادٍ تاريخه واسمه لا ينبغي أن يتنكر له"، موضحاً أن الفروق المادية بين الأندية لم تعد كبيرة كما يتصور البعض.