دوري التحدي الآسيوي: الحقيقة المرّة للأندية اللبنانية
تباينت حظوظ ممثلي لبنان في دوري التحدي الآسيوي لكرة القدم، بعد الجولة الثانية لدوري المجموعات، إذ يتشبث الأنصار بطل الدوري في الموسم المنصرم بأمل الذهاب بعيداً في البطولة القارية، بعد فوزه العريض على باشوندارا البنغلادشي 3-0 في المجموعة الثانية، بينما انعدمت آمال الصفاء بسقوطه أمام موراس القرغيزي 0-2 في المجموعة الثالثة.
ونجح "الزعيم الأخضر" بتسجيل نتيجة ممتازة بثلاثية أبو بكر أكوكي والجزائري هشام خلف الله والفلسطيني محمد حبوس، على ملعب جابر المبارك الصباح في الكويت، ليرفع رصيده إلى ثلاث نقاط خلف كل من الكويت الكويتي والسيب العماني ولكل منهما أربع نقاط.
وتقام الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الجمعة، عندما يلتقي الانصار مع السيب، والكويت مع باشوندارا كينغز.
ولم يقدم الصفاء الأداء المنتظر منه ضد الفريق القيرغيزي المدعّم بستة لاعبين أوكرانيين، على ملعب دولين عمرزاكوف في بيشكيك. وشهدت المباراة الثانية ضمن المجموعة ذاتها فوز العربي الكويتي على ريغار تاداز الطاجيكي 2-1 في الملعب نفسه.
وتصدر موراس يونايتد ترتيب المجموعة برصيد 4 نقاط من مباراتين، بفارق الأهداف أمام العربي، في مقابل نقطة لكل من الصفاء وريغار.
ويتأهل إلى الدور ربع النهائي عن منطقة الغرب صاحب المركز الأول في كل مجموعة، إلى جانب أفضل فريق حاصل على المركز الثاني في المجموعات الثلاث.
ضرورة الفوز
وأشار مدرب الأنصار سامي الشوم إلى ان المباراة الأخيرة في المجموعة ضد السيب ستكون "حاسمة بالنسبة إلينا، وعلينا الفوز وننتظر نتائج المجموعات الأخرى والحسابات المعقدة، إلا أن هذه الحسابات لا تعني شيئاً إذا لم نحقق الفوز".
وأضاف الشوم لـ"النهار" عن المباراة المقبلة: "لا شك في أن الفريق العماني يعد قوياً ويضم مجموعة من اللاعبين الدوليين مع منتخب عمان، وبالتالي تنتظرنا مباراة صعبة جداً إنما ندرك أن لا شيء مستحيلاً لحصد البطاقة". واستطرد: "الأمور لا تزال بين أيدينا على نحو كبير، أثبتنا بالأداء في المباراتين ضد الكويت التي خسرناها بتفاصيل صغيرة 2-3، ثم ضد باشوندارا، ونتطلع الى مواصلة الأداء القوي ضد السيب".
في أدائه أمام بطل بنغلادش، ظهر "الزعيم الأخضر" بصورة الفريق المتوازن: دفاع منضبط، وسط ذكي يقوده هشام خلف الله، وهجوم فعّال يقوده الفلسطيني محمد حبوس الذي خطف الأنظار بهدفه الرائع في الوقت بدل الضائع.
الأنصار حالياً، يحمل الآمال اللبنانية على عاتقه، إذ لا يمثل نفسه فحسب، بل يحمل راية الكرة اللبنانية في ساحةٍ آسيوية تزداد احترافاً وصعوبة.

إنجاز لم يُستثمر
ويمكن تلخيص واقع كرة القدم اللبنانية عموماً وأنديتها على وجه الخصوص بأنها "موهبة فنية حاضرة، ولكن محدودية العمق والإمكانات تمنع الحسم الكامل"، ولتبيان هذا الأمر ينبغي العودة ست سنوات إلى الوراء عندما توج العهد بلقب كأس الاتحاد الآسيوي.
إنجار "المارد الأصفر" في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) 2019، كان يتوقع أن يشكل نقطة انطلاق لكرة القدم اللبنانية للذهاب أعمق في المسابقات القارية، غير أن دخول البلاد في أزمة إقتصادية خانقة حينها، بدّد كل الخطط وزاد الطين بلّة انعكاس الأزمة على القطاع الرياضي ولا سيما منه كرة القدم.
ولم تخرج مشاركة الأنصار والصفاء في دوري التحدي، عن حال المراوحة، إذ تعكس حال اللعبة في لبنان بكل تفاصيلها: إنجازات محدودة، وإمكانات ضئيلة وخصوصاً عدم وجود ملاعب متطابقة لمعايير الاتحادين الآسيوي والدولي، طموحات كبيرة، وواقع يضغط بثقله على كل من يحاول أن ينهض.
في المقابل، بدا الصفاء كأنه يصارع بوسائل محدودة بعد فقدانه الاستقرار والاستمرارية برحيل أحد مموليه رامي بيطار ليصبح الرئيس التنفيذي في نادي النجمة، وتالياً نزوح عدد كبير من لاعبيه النجوم فانعكست هشاشته الفنية على النتيجة.
أزمة تتجاوز الأندية
المشكلة تكمن في بيئة كرة القدم نفسها، في ظل غياب الاستقرار المالي والدعم واهتراء الملاعب، وضعف التنظيم الإداري، وغياب التخطيط الطويل المدى.
وبين الأمل والوجع، تبقى كرة القدم اللبنانية بحاجة إلى مشروعٍ يوازي عشق جمهورها. مشروع يجعل الفوز القاري طموحاً دائماً لا استثناءً، ويحوّل الأندية من كيانات موسمية إلى مؤسسات تستحق لقب "ممثل الوطن".
نبض