لامين يامال... ضريبة المراهقة
ليس معقولاً أن يضع برشلونة ثقته في مراهق، ثم يبحث عن الفوز في الكلاسيكو أمام ريال مدريد. أصبح لامين يامال مثل لاعب ثقيل الوزن كبير العمر، لا يستطيع الركض والمواجهة، هل كان ذلك أثراً لإصابة حاول علاجها لكن تحتاج إلى الوقت، أم يدفع ثمن المراهقة وما بها من ضريبة؟
كان لامين لاعباً مميزاً في بدايته، وكان ذهنه صافياً، يضع تركيزه في إطار كرة القدم، يتعلم من زملائه، يترك الحياة الخارجية جانباً، حتى أصابه "فيروس الشهرة"، فبدأت رحلة التشتت، والدخول في معارك جانبية بعيدة من اللعبة، في الوقت الذي يصارع فيه الألماني هانسي فليك، المدير الفني لنادي برشلونة، طواحين الهواء بين أزمات الإدارة، والإصابات، ثم الانفعال أمام الحكام، ما كلفه الغياب عن الكلاسيكو والاكتفاء بالمتابعة خلف جدار زجاجي من "سانتياغو بيرنابيو".

أصبح يامال مثل المغناطيس الذي يجذب كل معدن في طريقه، فأطلق جمهور ريال مدريد صافرات الاستهجان ضده كلما لمس الكرة، وبدأ يتعامل بخشونة من المدافعين، وانجرف بعد نهاية المباراة في صراعات مع لاعبي "الملكي" في سلسلة من الحوارات الجانبية.
كل ذلك بسبب تصريحات قبل المباراة أغضبت ريال مدريد، وكان يمكن للاعب أن يتفادى السقوط في مثل هذا الفخ، فقط كان بحاجة إلى النضج، "إذا ذهبت إلى الحرب لا تشعل غضب منافسك"، لكن أصبح كل لاعب يواجه لامين من "الملكي" بات لديه معركة شخصية معه، لا يمكنه المرور مهما كلفه الأمر.
هناك لاعب آخر في برشلونة كان مثالاً في الانضباط، حيث سجل فيرمين لوبيز هدف فريقه، وأكثر من سدد على مرمى البلجيكي تيبو كورتوا حارس ريال مدريد، ولديه انضباط نفسي، ورجاحة عقل في قول التصريحات، وكان من المؤثرين داخل الملعب.
كان لدى لوبيز مشكلة مع غافي بحسب تسريبات صحافية، لكنه استطاع حلها داخل الغرف المغلقة، وانتهى الأمر، وعاد اللاعب إلى التشكيلة الأساسية من دون أي أزمات، فكل لاعب يمكن أن يتعرّض لموقف يضايقه، لكن الفارق هو كيفية التصرّف.
رحلة يامال لن تكون سهلة إذا استمر بهذه العقلية، لأنّ فينيسيوس لاعب ريال مدريد نفسه يعاني أيضاً بسبب تصرّفاته، برغم موهبته الكبيرة، ولا يستطيع السيطرة على انفعالاته، ودائماً ما يقع في فخ الانجراف بعيداً من كرة القدم، لكن في النهاية باتت هذه حياته الصاخبة، ويدفع ثمنها في كثير من الأحيان، لكن نجم برشلونة لا يمكنه العيش بهذه الوتيرة.
لا يزال الموسم في بدايته، لكن التراجع بهذا الشكل يتحمل جزءاً منه لامين الذي كان عليه التصرّف بمزيد من المسؤولية، سواء في علاقته مع صديقته المطربة الأرجنتينية نيكي نيكول أو داخل الملعب، لأنّ فليك نفسه رجل يعشق الانضباط، ولا يضع مستقبله بين يد لاعب صغير يتشتت عقله في ثوانٍ ويصبح مادة للاستفزاز.
أما خوان لابورتا، رئيس النادي، فهو الآخر شاهد بنفسه من داخل "سانتياغو بيرنابيو" الفريق وهو يعاني، قد كان برشلونة قريباً من التعادل، لكن ريال مدريد كان الأجدر بالفوز، لأنّ مقاعد بدلاء الـ"بلوغرانا" كانت خاوية من الحلول الحقيقية.
نبض